الثلاثاء، 24 يونيو 2014

داعش وماذا يحدث في الموصل والعراق ؟ سؤال وجواب #Iraq #Syria #ISIS


ما هو الموقف الحقيقي على أرض الواقع في العراق؟ أسئلة طرحها عليّ زميل الأسبوع الماضي (قبل 17 يونيو حزيران)، وهذه ردودي


ما هو الموقف الحقيقي على أرض الواقع في العراق؟
يستولي مقاتلو ما يعرف بالدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) على محافظة الموصل نينوى، وهي ثاني كبريات محافظة العراق بتعداد يتجاوز الأربعة مليون نسمة،وسيطروا على بعض من البلدات والأقضية وحتى الطرق في محافظات مجاورة من وسط العراق، وقبلها كانوا قد هاجموا سامراء وانسحبوا منها لاحقا، وهم يقولون انهم يعدون للهجوم على محافظات أخرى وصولا للعاصمة بغداد. ويستخدمون مصطلحي "الفتوحات العُمَرية - نسبة للغزوات والتوسعات خارج الجزيرة العربية في عهد عمر بن الخطاب" و"الزحف لعاصمة الرشيد" لوصف ما يقومون به من هجمات وتوسع ميداني.  وقد بدأوا في فرض نظام متشدد (ضمن 16 بندا تضمنها ما عرف بوثيقة المدينة) يتعلق بمفهومهم لشكل الحياة اليومية وطريقة ملابس النساء الذين قالوا ان خروجهم يجب ان يكون في أضيق الحدود، وحظر وجود أحزاب أو منظمات وحياة سياسية أو مدنية وثقافية، و تقول تقارير حقوقية انهم قتلوا المئات ممن سقط في أيديهم من قوات الجيش العراقي بالموصل كأسرى، ونشرت داعش بالفعل بعض صور للجثث مع هويات منسوبي الجيش والشرطة العراقيين. واستولوا على عتاد وأسلحة نقل بعضها لسوريا بالفعل. كما انهم يستخدمون تقنيات تواصل حديثة ويحرصون على نشر أخبارهم بلغات أجنبية أيضا ويضعون معلومات مفصلة عن مواقع بإحداثيات عبر هواتف وأجهزة حاس متقدمة.




 هل سيتمدد نفوذ الأكراد نتيجة تلك الحرب؟  
بعد انسحاب الجيش العراقي من كركوك استولى عليها مقاتلو البيشمركة التابعة لإقليم كردستان العراق، الذي ينعم باستقرار نسبي مقارنة ببقية مناطق العراق، وهي قوة نظامية تتألف بالأخص من مقاتلي الحزبين الأقدم هناك (الحزب الديموقراطي الكردستاني – البارتي، والاتحاد الوطني الكردستاني – يه كه تي ) كما سيطروا لاحقا على منفذ ربيعة الحدودي بين العراق وسوريا، لكن دخول مقاتلي داعش يتم عبر العديد من المنافذ والحدود غير المؤمنة بين البلدين، بالطبع هناك استفادة كردية من الفراغ الأمني في بعض المناطق التي يتواجد بها أكراد أو تلك التي يعتبرها الساسة الكرد جزء من كردستان تاريخيا وجغرافيا، كما قال مسعود برزاني الرئيس الحالي للإقليم انه سيدافع عن مواطني كردستان حتى خارج الإقليم، لكن وجود قلاقل وجماعات متطرفة أو اضطرابات أمنية بهذا القرب من محافظات الإقليم الحالية (3 محافظات) لن يكون لصالح الاستقرار فيه، كما ان هناك جماعات متطرفة بالفعل في أطراف محافظة السليمانية وبعضها في أربيل.


هل ستؤثر تلك الحرب ديموغرافية على العراق؟
هناك حركة نزوح من الموصل لنحو نصف مليون بحسب المنظمة الدولية للهجرة ومنظمات إغاثة محلية ودولية، انتقل هؤلاء وغالبهم من المدنيين والعائلات لمخيم خازر في محافظة أربيل بإقليم كردستان العراق، وهو تابع للمفوضية العليا لشؤون اللاجئين بالأمم المتحدة، وحركة النزوح الداخلي بين محافظة أو أخرى معروفة في العراق على الأقل خلال الربع قرن الماضي، وحتى في الستينات كان هناك حركة نزوح من مسيحيي الموصل إلى البصرة والعكس. وقد تدفع الظروف المعيشية البعض للعودة بحكم وجودهم في مدن وارتباط عملهم بها، ولا أظن ان التغيير سيكون كبيرا أو دائما من ناحية تغيير ديموغرافي واضح لان الوصف يتطلب أمدا زمنيا أوسع للوقوف على طبيعة النزوح واتجاهاته والاستقرار في مناطق جديدة.

هل ممكن أن داعش تنفذ تهديدها بتحويل الحرب إلى مصر؟ للأسف الكثير اعتبر ان خطاب أمير داعش للظواهري (زعيم تنظيم القاعدة) حديث، لكنه يعود للأسبوع الثاني من مايو آيار الماضي، وكان يهاجم فيه عبد الفتاح السيسي والإخوان معا، ويدافع عن العمليات الإرهابية التي تستهدف الشرطة والجيش وحتى المواطنين في مصر. من المدهش ان هناك من يقول ان داعش إخواني أو إيرانية أو بعثية. الكثير يفتي في الأمر دون خجل مستغلا تلاحق الأحداث.  داعش دائما ما تتحدث عن ان حدودها ستتمدد حتى الكويت والجزيرة العربية ومصر، هم يحلمون بعودة ما يسمى دولة الخلافة،  لكن ما يحدث عمليا هو ان هناك جماعات متطرفة تنتهج العنف كأسلوب عمل، تنسق مع جماعة أخرى خارج الحدود تتفق معها على نفس الأفكار والمنهج، وتنسب ما تقوم به من أعمال للجماعة الأكبر أو تعلن انضواءها تحت رايتها، فالدولة الإسلامية في العراق (التي تمددت لتصبح داعش) دانت بالولاء لتنظيم القاعدة وقدمت البيعة لأسامة بن لادن في 2004 ، ومن الوارد ان تقوم مجموعة متطرفة في مصر بالأمر نفسه، خاصة ان هناك مقاتلون مصريون بين صفوف داعش (منذ أكثر من عامين) وحتى ضمن الجماعات الإسلامية المتطرفة الأخرى التي تقاتل ضدها في سوريا. هؤلاء قد يشكلون رصيدا مضافا لقوة أية جماعة متطرفة في مصر وقد يسهلون التواصل مع قيادات داعش في سوريا والعراق، فتكون الجماعات الصغيرة بمصر جزء من داعش تنظيميا.
إضافة: ودخول مقاتلين من داعش أو غيرها من الحركات المتطرفة في سوريا والعراق إلى مصر يحدث حتى الآن، فقد وصل للقاهرة هذا الشهر قيادي سوري كان يعمل للهدنة بين داعش وجبهة النصرة وأعلن عن رقم حساب ببنك مصري لجمع تبرعات للمقاتلين في سوريا، وهو أمر غريب ان يحدث الآن.

 هل ممكن مصر تعمل حرب استباقية في العراق؟
لا ولا انصح بأي تدخل من هذا القبيل في العراق أو غيره، الأمر أشبه بمستنقع كبير، وفيه أبعاد وتشابكات مذهبية ودينية وإقليمية ولا يجب ان نتدخل فيه أبدا، فلا نحن بالقوة القادرة على حسم الأمر دون خسائر فادحة، ولا هو يؤثر علينا مباشرة فنتدخل، ولا يوجد مسوغ قانوني سواء اتفاقية أو نحوه تدفعنا للتدخل أو تسمح لنا به.

 هل المنطقة ممكن تدخل في حرب عالمية ثالثة بسبب داعش؟
ستكون هناك حروب صغيرة متصلة، فالعراق في حرب منذ العام 1980 انتهت في 1988 لكن عمليا تلا ذلك حرب الكويت 1990-1991 وانتفاضة 1991 ثم فترة الحصار الضاري، وقتال العام 1996  ثم حرب 2003 ثم حروب طائفية وتهجير قسري وقتل على الهوية ثم فراغ امني وقتال شبه يومي سواء ضد قوات الأمن أو الموظفين أو حتى الأطباء والمهندسين، والآن احتلال لمحافظات، ستكون الأمور أشبه لحد ما بما حدث في الصومال منذ العام 1991 فليس هناك دولتان تحاربان بعضهما البعض لكن حروب بالوكالة أو تزكية صراعات أو عنف يومي يؤدي لضحايا ربما أكثر من أي حرب تخوضها القوات النظامية، ولا تحكمها معايير القانون الإنساني الدولي وأحكام الحروب، هي فوضى كبيرة وحروب صغيرة متوالية وتتضخم وتتوسع أفقيا وقد تتوقف لفترة ويحدث تراجع لكن الخطر قائم لوجود قتال في جزء قريب من منطقة الشرق الأوسط، الأمر سيكون أشبه بقطعة الدومينو، والاستقرار لن يحدث في دولة دون أخرى مجاورة وحدود مفتوحة أو مخترقة.
كيف بدأت داعش؟
هي بدايتها أصلا مع جماعة أبو مصعب الزرقاوي، وبنفس طريقة تشكل القاعدة، أناس يجمعهم الفكر الجهادي ويجدون مناسبة للقتال مثل الحرب ضد النظام السوري الذي كان له تجاوزات خطيرة في حق شعبه والمدنيين، لكن لديهم مشروعهم القائم على القمع أيضا للحريات الفردية والمدنية وحق التنظيم والفكر الخ ، وهم لا يؤمنون بحدود وتفكيرهم ماضوي يستلهمون التاريخ وأفكارهم جامدة، وكما كثير من الجماعات التي كانت في سوريا في الأعوام الثلاثة الماضية تلقوا دعما من دول الخليج وتركيا وأمريكا، بحجة انهم يحاربون الأسد، وهذا الدعم مادي وعسكري بالإضافة لما يصل من تبرعات، وما يحصلون عليه من هجمات على مواقع الجيش السوري مثلا والآن الجيش العراقي.
هل توغل داعش في العراق سيؤثر على الوضع في سوريا

بصورة ما، انهم يتقدمون في مدينة لكن ينسحبون من أخرى مثل صلاح الدين، كما لم يستطيعوا الاستيلاء على كركوك رغم انسحاب الجيش العراقي منها، أظن انهم اقل عددا على الأقل من السيطرة على مساحات واسعة في البلدين معا (سوريا والعراق) كما انهم ينقلون الأسلحة إلى سوريا، سيكونون أقوى في سوريا في بعض الأماكن، لكن لا تنسى ان هناك أماكن في سوريا خرجت من سيطرتهم وعادت للنظام.

هل لديهم خطة للتوسع في منطقة الهلال الخصيب وصولا للخليج ؟

هذه الأفكار بهذه الطريقة في الطرح ليست واردة لديهم، انهم يتحدثون عن خلافة بلا حدود ، وفكرة الهلال الخصيب فيها أساس قومي عربي. هدفهم إقامة دولة الخلافة ، ومركزهم الآن في مناطق في سوريا والموصل بالعراق

أميرة الطحاوي،  كاتبة مصرية مهتمة بالشأن العراق منذ عام 1996 وعملت كصحافية لفترات بكردستان العراق منذ عام 2000 ، غطت أحداث العراق ميدانيا بعد حرب 2003 وحتى 2005 كتبت عن العراق في جرائد الحياة والشرق الأوسط اللندنية والمؤتمر وغيرها عن سياسيات الشرق الأوسط والإسلام الراديكالي.

S C