كتبت أميرة الطحاوي - عندما ينتقل مقاتلو
"داعش" من سوريا للعراق وبالعكس، فهم يحملون معهم نفس الأفكار المتشددة
وأيضا بعض آليات العمل حتى عبر الانترنت، فمثلما حدث في سوريا في الأعوام الثلاثة
الماضية، استخدم عدد غير قليل من مقاتلي الحركات الإسلامية المتطرفة هناك،
وأنصارهم، تطبيق التدوينات المصغرة (تويتر) لأغراض مختلفة ومتباينة. وفي فترات كان
مقاتلون يغردون بأسمائهم الحقيقة أو بألقاب وكنى، وينشرون تحديثات عن مجريات
القتال في المدن والبلدات السورية التي يخوضون فيها صراعا ضد نظام الأسد منذ 3
أعوام، أو حتى ضد جبهات إسلامية أخرى في العامين الماضيين.
وتنشر حسابات شبه معتمدة لدى الصحافيين المختصين أخبار وتنويهات عن مستجدات وعمليات مزمع تنفيذها أو لقطات لما حدث بالفعل أو لازال يحدث ميدانيا. ويلجأ البعض من المقاتلين هناك لتويتر (وتطبيق اسك مي أيضا) لنشر دعوات لضم مقاتلين جدد، أو فتاوى ومراجعات فقهية تتصل غالبها بالقتال أو حكم مشاركة النساء فيه أو تكفير الجماعات الأخرى.. الخ.
وتنشر حسابات شبه معتمدة لدى الصحافيين المختصين أخبار وتنويهات عن مستجدات وعمليات مزمع تنفيذها أو لقطات لما حدث بالفعل أو لازال يحدث ميدانيا. ويلجأ البعض من المقاتلين هناك لتويتر (وتطبيق اسك مي أيضا) لنشر دعوات لضم مقاتلين جدد، أو فتاوى ومراجعات فقهية تتصل غالبها بالقتال أو حكم مشاركة النساء فيه أو تكفير الجماعات الأخرى.. الخ.
هذا الشهر، وفي أحداث سامراء والموصل الأخيرة بالعراق،
التي استولى فيها مقاتلون من "الدولة الإسلامية في العراق والشام" وتعرف
إعلاميا بـ "داعش" ، صك إسلاميون مصلح "تحرير عاصمة بني العباس من الـ..
الأنجاس" عائدين بالذاكرة لفترة حكم الدولة العباسية واختيار سامراء عاصمة
لدولة الخلافة الإسلامية هناك (836 – 892 م) عندما هاجموا مدينة سامراء، وفي العاشر من
يونيو بدأت أربع حسابات جديدة على تويتر في بث الأخبار باللغتين الألمانية
والإنجليزية، لمخاطبة الميديا الغربية والمتابعين ممن لا يتحدثون العربية،
وإطلاعهم عن مستجدات الوضع بالعراق تحديدا في الموصل، وحملت
التغريدات أحيانا تحديثات لحظية شملت أسماء النواحي والأقضية والبلدات اللي
استولوا عليها وبالخرائط وموقعها الإحداثي
أحيانا، مما يرجع استخدامهم أجهزة هاتف أو حاسوب متقدمة نوعيا.
ويلحظ زيادة عدد المقاتلين من دول غربية في صفوف
الجماعات الإسلامية بسوريا، وقد انتقل بعضهم بالفعل للقتال الأخير بالعراق، ونشرت
صور لهم ، قيل انها التقطت في الموصل وبيجي والشرقاط وغيرها.
وبحسب متابعين معنيين بالشأن الأمني في الشرق الأوسط،
فقد ارتفع عدد المقاتلين في صفوف التنظيمات الإسلامية الراديكالية بسوريا من
700-1400 في العام 2012 إلى نحو 13 ألفا هذا الشهر.
كما ثار جدل آخر على تويتر حول إعدام نحو 4500 عراقيا،
تقول مصادر انهم أسرى عراقيون بيد داعش خلال معارك الموصل، وطالب البعض بمبادلتهم
ببعض "الجهاديين" في السجون العراقية.
وفي بعض الأحيان كانت تغريدات تنقل الطريق الذي يسلكه
المقاتلون بالفعل. وأثبتت تحديثات ميدانية من مواطنين وصحافيين وصولهم بالفعل لهذه
المناطق المرنو إليها بعد معارك ضد الجيش العراقي أو انسحابه منها.
لم يهتم المقاتلون بدحض أنباء انتشرت على السوشال ميديا
عن تفجير داعش لكنيسة بالموصل، لكن البعض قال انها هيكل كنيسة كان يجري بناؤها،
ووفق قاعدة أو تفسير إسلامي فإن فتح مدينة يعني عدم إنشاء كنائس جديدة بها.
فيما بعد استخدم منسوبو داعش وسم "الفتوحات العُمَرية"
؛ نسبة لعمر بن الخطاب ثاني الخلفاء بعد رسول المسلمين محمد، للتحديثات المتصلة
بالجديد من هجماتهم على مناطق أخرى بعد الموصل، ومع تطور القتال وانتقاله لمناطق
تقترب من العاصمة بغداد (بعد سقوط كركوك تحديدا دون قتال) استخدم التنظيم وسوما من
قبل "الزحف" و "تحرير عاصمة الرشيد" بالإشارة لفترة حكم
المسلمين السنة هناك.
وكان هناك حسابات على تويتر تعود لسنوات تخص مقاتلي
الدولة الإسلامية في العراق، وتعرض الهجمات في محافظات الوسط العراقي، وقد زاد هذا
الأسبوع نشاطها الاليكتروني بكثافة، كما أضيفت حسابات جديدة ، وأطلق على كل محافظة
اسما قديما إسلاميا، كما جرى العرف لدي هذه الجماعات.
وكما يحدث في السنوات الأخيرة تنطلق كل يوم عدة تغريدات تدعو
لعمل ريتويت/ إعادة تغريد، أو منشن / رد على حسابات لجهاديين في سوريا والعراق،
يقول إسلاميون انها تتعرض للتبليغ ضدها من قبل مستخدمين لدى إدارة تويتر بسبب
محتوى هذه الحسابات الجهادية، المخالف لسياسة تويتر من حيث الدعوة للعنف أو عرض
صور صادمة لمشاهد وجثث ونحوه. وكانت خدمة الانترنت قد توقفت في بعض مناطق العراق
منتصف يونيو الجاري.
وفي اليوم الثاني لسقوط الموصل، تناقلت وسائل الإعلام
خبرا مغلوطا عن شن مقاتلي داعش غارة جوية على مدن خاضعة لنفوذ حكومة بغداد،
مستخدمين ما سقط في أيديهم على الأرض من طائرات بالموصل، وهو ما ظهر في بعض الصور
لمقاتلين بجوار الطائرات والآليات العسكرية العراقية، لكن حسابات داعش شبه المجمع
عليها نفت ذلك رغم ابتهاج وتشجيع الكثير من أنصارها للأمر على تويتر.
وهناك مقاتلون قد لا يجدون الوقت لنشر صورهم بأنفسهم، فيرسلونها
لأقاربهم، و قام مستخدم سعودي على تويتر فرحا بنشر ما وصله من ابن عمه الذي يقاتل
في الموصل، بحسب قوله.
ووزعت على تويتر وثيقة لإدارة المدينة الموصل استخدم
لنشرها وسم / هاشتاج "#وثيقة_المدينة" وهي وثيقة من صفحتين ظهر شبيه لها
من قبل في سوريا لنفس الغرض. وقيل انها وزعت في شوارع الموصل بعد ذلك، وتحوي 16
بندا ، بعضها أحكام عامة وغالبها ضوابط وتحذيرات ، ومنها: ان كل الأموال
الحكومية تؤول لهم - حث المسلمين على الصلاة جماعة لا فرديا - دعوة العلماء
المحليين وشيوخ العشائر للعمل معهم - تجريم أي تعامل مع حكومة العراق أو برلمانه -
فتح التوبة أمام (الأسرى أو منسوبي الحكومة والجيش والشرطة) وتخصيص أماكن لذلك -
تجريم أية تجمعات أو مجالس أو حركات برايات (أي سياسية أو دينية الخ ) - الحكم
بالشريعة - تحريم المراقد والمزارات وشواهد القبور وتدميرها – تحريم بيع السجائر
والخمور و(المحرمات دون تفصيل للفظة) – وبالنسبة للنساء فإنهن لا يخرجن إلا لحاجة
قصوى وبملابس فضفاضة وحجاب كامل.
ونشر المقاتلون صورا لجثث مواطنين أو منسوبي الجيش
العراقي، و لم يخفوا ملامح وجه الجثث بأية تقنية متاحة، ووضعوا أحيانا صورا
لبطاقات الهوية بجوار الجثث مع بعض عبارات التهكم والتشفي. وفيما بعد نشرت مواقع اليكترونية صورا أكثر لعراقيين بملابس مدنية تم تصفيتهم جماعيا على يد داعش.
وبخلاف المصطلحات والوسوم التي يغلب عليها طابع ماضوي
ومرتبط بفترة بعينها من تاريخ مسلمي الشرق الأوسط والعالم، فقد عمد مقاتلو داعش
لتويتر لنشر بعض الصور وحتى لقطات مصورة لمجريات الحياة في الموصل بعد سقوطها. كما
رفعت فيديوهات قصيرة لآليات ومواقع عسكرية استولوا عليها ويظهر فيها مقاتلو داعش
يتفقدون الأطعمة والعتاد في مقار الجيش العراقي قبل انسحابه.
ولم يتوقف كثيرا مقاتلو داعش عما قيل من مشاركة لحزب
البعث المحظور بالعراق في القتال، وان كانت بعض الفيديوهات التي نشروا روابطها
حملت شعارات تجمعات بعثية وقومية. وبعضها لازال يعتقد في عودة نظام صدام حسين
(1979-2003).
وناقش مستخدمون خطوة نقل الأسلحة المستولى عليها من
الموصل لسوريا، واعترض عليها البعض خشية هجوم مضاد من الجيش العراقي لاستعادة
المدينة، كما شهد تويتر قبلها انتقادات للانسحاب من سامراء.
وفي زهوة الانتصار أيضا ، قام مقاتلون وأنصار لـ
"داعش" بنشر تغريدات لتحقير تنظيم آخر هو جبهة النصرة، استخدموا وسوما
للتندر منها "مشمش".
وللمرة الأولى تقريبا استخدموا كوميكس قصير يظهر به
شخصية فكاهية معروفة لمستخدمي شبكات التواصل الاجتماعي.
وفي ليلة الثالث عشر على الرابع عشر من يونيو حزيران
وقد توقفت جزئيا أو انقطعت خدمات الانترنت ومواقع التواصل ، عمد مقاتلو داعش لنشر
لقطات فيديو سابقة لعودة العمل في المرافق بالموصل من مياه وإضاءة للتدليل على عودة
الحياة الطبيعية بالمدينة، ولا يظهر فيها المقاتلون بأنفسهم كما حرصوا في الأيام الأولى
لاحتلال الموصل، لكن يظهر بها مواطنون ومسؤولون من الموصل.