الاثنين، 17 ديسمبر 2007

السجن 6 أشهر لمصريين بالسودان بتهمة الاساءة للرسول محمد

السجن 6 أشهر لمصريين بالسودان بتهمة الاساءة للرسول محمد
الخبر ده منشور في جرنان آخر لحظة والرأي العام السودانيتين النهاردة عن الحكم بسجن اتنين عاملين من مكتبة مدبولي المصرية عشان كانوا عارضين في معرض للكتاب بالعاصمة السودانية الخرطوم كتاب "اعتبر انه مسيء لعائشة آخر زوجات الرسول" لمؤلف سوري، والكتاب صادر عن دار نشر في المانيا يملكها عراقي الماني الجنسية، والدار دي موجودة ف المعرض وصاحبها بنفسه موجود بس محدش كلمه ..

وأدناه تقرير عن الخبر نفسه من وكالة الأنباء الفرنسية
1- الخبر في جريدة آخر لحظة:
المحكمة أدانتهما بالإساءة للمعتقدات الدينية
السجن (6) أشهر لمصريين عرضا گتاباً مسيئاً للعقيدة
الخرطوم: مي علي آدم
أصدرت محكمة الصحافة والنشر بالخرطوم شمال برئاسة مولانا عصمت محمد يوسف امس حكماً بالسجن (6) أشهر في مواجهة المدانين عبد الفتاح عبد الرؤوف ومحروس محمد عبد الحليم وأمرت المحكمة بإبادة كمية من الكتب والمعروضات التي تسيء للعقيدة والدين وتحمل اسم (أم المؤمنين تأكل أولادها) وأمرت المحكمة بإعادة كمية من الكتب تم حجزها كمعروضات في القضية لمكتبة مدبولي بمعرض الخرطوم الدولي، كما أمرت برد أجهزة (موبايلات) وجوازات تخص المدانين لهما . وشطبت المحكمة الاتهام في مواجهة المتهم محمد الحسن محمد عباس مدير معرض الخرطوم الدولي للكتاب والمتهمة هدية صلاح الدين محمد حسن مسؤولة إدارة المصنفات بمعرض الخرطوم الدولي .

وقالت المحكمة في حيثيات قرارها في مواجهة المتهمين الأخيرين أنهما لم يخالفا المادة (15) من قانون المصنفات ، وأوضحت ان ما بدر منهما مخالفة وخطأ إداري وأطلقت سراحهما وأبانت أنها دانت المتهمين المصريين تحت المادة (125) من القانون الجنائي (الاساءة للمعتقدات الدينية) والمادة (15) من قانون المصنفات الفنية والأدبية وجاء في حيثيات توجيه التهمة أن المدانين عرضا كتاباً ينتهك قدسية الذات الإلهية ويسيء للنبي (ص) والسيدة عائشة (رضي الله عنها) وأشارت الحيثيات الى أن الجرم الذي ارتكبه المدانان عظيم ، وأوضحت أن الدين الإسلامي لديه ما يحميه ، واضافت المحكمة انه لابد من ردع المدانين ليكونا عبرة لكل من أراد التعدي على الذات الالهية.

وتعود تفاصيل القضية التي سردها المحقق في البلاغ المساعد حسن علي صالح التابع للإدارة العامة للمباحث والتحقيقات الجنائية والممسك بملف القضية بنيابة الصحافة والمطبوعات الصحفية في انه وبتاريخ 9 / 12 الجاري أبلغ الشاكي النور حسن احمد حسن بموجب عريضة من النيابة بأنه اشترى مجموعة من الكتب من مكتبة مدبولي بمعرض الخرطوم الدولي للكتاب ومن بين الكتب كتاب يحمل اسم « أم المؤمنين تأكل اولادها » لمؤلفه نبيل فياض وأضاف المتحري انه قام باستجواب الشاكي وان النيابة استخرجت أمر تفتيش لمكتبة مدبولي بمعرض الخرطوم الدولي وانه تم ضبط (34) كتاباً مشكوكاً بها بأنها تحتوي على مواد مسيئة للدين الاسلامي.وزاد أنه تم ضبطها بحضور المتهم الأول واستطرد انه لم يتم العثور على كتاب بعنوان (أم المؤمنين تأكل اولادها )، وأردف أنه تم إرسال عدد من الكتب لهيئة علماء السودان من بينها كتاب أحضره الشاكي يحمل عنوان ( أم المؤمنين تأكل اولادها ) وواصل المتحري ان هيئة العلماء أفادت ان (3) كتب بها استخفاف بالقرآن والإسلام والذات الالهية وأزواج النبي والصحابة والمسلمين وآخر الزمان، وقال المتحري انه تم القبض على المتهم الأول عبد الفتاح عبد الرؤوف مدير مكتبة مدبولي بالمعرض ، واضاف ان المتهم أفاد بأن هنالك كمية من الكتب تم حظرها من قبل المصنفات الأدبية داخل المكتبة وزاد المتحري انها وضعت كمعروضات في البلاغ وفيما يتعلق باشتراك مكتبة مدبولي في المعرض قال المتحري ان المتهم الأول عند استجوابه افاد بأن الكتب أُدخلت وفقاً للإجراءات المعمول بها وتمت مراجعتها من قبل وزارة الثقافة والشباب والرياضة وتم تحريزها بواسطة المعرض، وأوضح المتحري ان المتهم نفى علاقته بالكتاب موضوع البلاغ وقال انه يمكن ان يكون تم شحنه سهواً.

أما المتهم الثاني محروس محمد عبد الحليم عامل بمكتبة مدبولي فأكد أن الشاكي في البلاغ اشترى منه الكتاب ضمن مجموعة من الكتب،أما المتهم الثالث محمد الحسن محمد عباس فقد تم القبض عليه في البلاغ بوصفه مدير المعرض، وقال عند الاستجواب ان المعرض لديه لجنة عليا تسمح بالمشاركة فيه وفق شروط معينة من بينها عدم عرض كتب تسيء للمعتقدات الدينية والأشخاص ، وأضاف المتهم الثالث حسب المتحري ان دوره ينحصر في التنظيم فقط وإدارته مع الجهات ذات العلاقة وتوزيع الأجنحة للناشرين ، وأشار المتهم الى ان الديباجة الموجودة في الكتاب موضوع البلاغ تخص مطبعة مدبولي،وقال ان المطبعة درجت على بيع الكتب المثيرة من بينها كتاب امرأة في خطر، وأضاف ان الكتب الموجودة في المكتبة دخلت عبر ميناء أوسيف بطريقة رسمية ، وزاد أن لدى المكتبة قضايا في المحاكم المصرية ، أما المتهمة الرابعة هدية صلاح الدين مسؤولة مراقبة الكتب بالمعرض من قبل المصنفات الأدبية أشارت لوجود كمية من الكتب يتم سحبها إذا كان هنالك أية شك حولها ، وأضافت ان من بين التي سحبت كتاب يحمل عنوان (صدام لم يعدم) وكتاب آخر بعنوان (تاريخ دارفور حرب وإبادة) وثالث بعنوان (إمرأة تحت الصفر) وحمَّلت المتهمة إدارة الثقافة والشباب والرياضة مسؤولية إدخال الكتب المخالفة لقوانين النشر ، وواصلت المتهمة ان من بين الكتب المحظورة كتاباً يحمل عنوان (أولاد حارتنا) لنجيب محفوظ.

واستمعت المحكمة للشاكي د. سعد احمد سعد أمين منظمة دعوية وعضو هيئة علماء السودان، وقال ان معلومات وردت اليه عن وجود كتب معروضة للبيع بمعرض الخرطوم الدولي تسيء للإسلام والمسلمين، وأضاف أنه تم إحضار مجموعة منها لهيئة علماء السودان ووجدت الهيئة من بينها كتباً تخدش الحياء وتتحدث عن الجنس وزاد ان الكتاب موضوع البلاغ به استخفاف بالذات الإلهية والطعن في شرف المصطفى (ص) وأمهات المؤمنين وبالتركيز على السيدة عائشة رضي الله عنها، وبعد سماع المحكمة لقضية الاتهام التي مثلها مولانا احمد عبد اللطيف البشير وكيل نيابة الصحافة والمطبوعات استجوبت المتهمين ووجهت لهم تهماً تحت المادة (125) من القانون الجنائي الاساءة للمعتقدات الدينية والمادة (15) من قانون المصنفات الفنية والأدبية وأصدرت العقوبة آنفة الذكر.
2- الخبر في جريدة الرأي العام
تبرئة «3» سودانيين ..السجن (6) اشهر لمصريين بتهمة الاساءة للعقيدة الخرطوم: سهير عبد الرحيم
ادانت محكمة جنايات الخرطوم شمال برئاسة مولانا عصمت محمد يوسف امس اثنين من المصريين بتهمة الاساءة الى العقيدة والدين تحت المادة «125» مقرونة مع المادة «15» من القانون الجنائي وحكمت عليهما بالسجن «6» اشهر لكل منهما.كما حكمت المحكمة ببراءة محمد الحسن عباس سوداني الجنسية ومدير معرض الخرطوم الدولي للكتاب لسنة 2007 وبرأت هدية صلاح الدين سودانية الجنسية موظفة بالمجلس الاتحادي بوزارة الثقافة والاعلام.وجاء في حيثيات قرار المحكمة ان قيام المتهمين بالترويج والبيع لكتاب «ام المؤمنين تأكل اولادها» وما ورد في الكتاب من اساءة للعقيدة. يذكر ان المتهمين عبد الفتاح عبد الرؤوف ومحروس محمد عبد العزيز «مصريي الجنسية» يعملان لصالح مكتبة مدبولي والتي اوضح الاتهام وجود مجموعة من البلاغات التي وجهت ضدها بنشر كتب مثيرة للجدل. وان كتاب «ام المؤمنين تأكل اولادها» للمؤلف السوري «نبيل فياض» ليس آخر هذه الكتب وذكر الشاكي «سعد احمد سعد» عضو هيئة علماء المسلمين ان الهيئة تحفظت على كمية من الكتب منها كتب جنسية تخدش الحياء من تأليف «نوال السعداوي» وكتب فلسفية مثيرة للجدل غير الكتاب موضوع الدعوى والذي بيعت منه ثلاث نسخ.وتحدث في الجلسة شاهد الاتهام الطيب الامين وهو موظف في المصنفات الفنية والادبية وقال ان القائمة التي لديهم وبها الكتب المحظورة لم يكن من ضمنها هذا الكتاب موضوع الدعوى..

3- الخبر في أ ف ب
السجن ستة اشهر لمصريين ادينا بالاساءة الى الدين الاسلامي في السودان
الخرطوم (ا ف ب) - افادت الصحف المحلية الاثنين ان محكمة جنايات الخرطوم حكمت الاحد على مصريين بالسجن ستة اشهر بعد ادانتهما "بالاساءة الى العقيدة والدين" الاسلامي لانهما ادخلا الى السودان كتابا يمس بعائشة اخر زوجات النبي محمد.
وافادت صحيفة الراي العام ان المتهمين عبد الفتاح عبد الرؤوف ومحروس محمد عبد العزيز ادينا بناء على المادة 125 من القانون الجنائي الذي حوكمت بمقتضاه مؤخرا المعلمة البريطانية جيليان غيبونز.
وكان وزير العدل محمد علي المرضي اعلن في 11 كانون الاول/ديسمبر ملاحقة المصريين لانهما عرضا كتابا بعنوان "ام المؤمنين (عائشة) تاكل اولادها" الصادر عن دار النشر المصرية المدبولي.
وتنص المادة 125 من القانون الجنائي على انزال حكم السجن ستة اشهر واربعين جلدة وغرامة.
وكان حكم على المعلمة البريطانية جيليان غيبونز (54 عاما) الخميس بالسجن 15 يوما بتهمة اهانة الاسلام بعد ان سمحت لتلاميذ في السادسة والسابعة من العمر بتسمية دب دمية على اسم الرسول محمد.

الجمعة، 14 ديسمبر 2007

WE GOT HIM !


أعلنت أحزاب مصرية عن تنظيم تأبين= عدودة، بمناسبة الذكرى الأولى لاعدام صدام بالتوقيت الهجري= ليلة العيد الكبير، وبالصدفة النهاردة الذكرى الرابعة لاعتقاله
فكل سنة وأصحاب العقول في راحة
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

السبت، 8 ديسمبر 2007

صحيح ..إيه اللي جابهم السودان؟

قبل أيام قدم مواطنون مصريون بلاغًا ضد شخصين بتهمة النصب عليهم وسرقة أموالهم بزعم توفير فرص عمل لهم في السودان، وصل العمال لوادي حلفا- الميناء الحدودي الأول مع مصر حيث يمر الآلاف يومياً- وذهبوا للقنصلية المصرية هناك فوجدوها مغلقة!، وفي تصرف منطقي توجهوا للسفارة المصرية بالعاصمة الخرطوم فرفض مسئولوها مقابلتهم أو استقبال شكواهم، وسألوهم "إيه اللي جابكم السودان؟".

يبدو السؤال متسقا مع سلوك السفارة في حوادث سابقة لعمال مصريين تعرضوا لنصب من مواطنين بالبلدين، وعمال آخرين تعرضوا للتعذيب في العاصمة الخرطوم على يد الشرطة هناك في فبراير الماضي، وقد زاد مؤخراً عدد المصريين المسافرين للسودان بغرض العمل مع رخص أسعار وسهولة إجراءات السفر له دون تأشيرة بحكم اتفاقية الحريات الأربعة بين البلدين.وتكرر أن يدفع عمال أموالا لمتعهدين لتوفير عمل بالسودان (الذي ارتفع فيه الطلب على أعمال البناء والتشييد والخدمات)، ثم يفاجأوا باختفاء المتعهد أو عدم وجود عمل أو اختلاف في الراتب وطبيعة العمل عن المتفق عليه، وبالطبع موقف سفارتنا لا يختلف عن موقفها في حالات مشابهة بعواصم أخرى وبالأخص الخليج، وسؤال موظفي السفارة "إيه اللي جابكم السودان" لم يطرح للرد عليه.. إنه إجابة في حد ذاته بأن "المصري مسئول عن نفسه خارج الحدود .. وداخلها أيضا"؛ فالدولة المصرية حالياً تكرس رفع يدها عن نصرة المظلوم من رعاياها..والنظام ومؤسساته الجليلة كثيرا ما يكون هو اليد التي تلطش حقوق المظلوم أوحتى تلطشه شخصياً.

إيه اللي جابهم السودان؟ هل تريد حقاً الإجابة؟ دعك الآن من "المُـر واللي أمرّ منه"، المسئولون يعلمون أو يفترض أنهم يعلمون أن معدل ترحال مواطنيهم عن بلادهم والهجرة القصيرة لأسباب اقتصادية زاد في العقود الأخيرة، لكن النظام يتعامل مع معطيات البلد الاقتصادية المتدهورة باعتبارها بلاء كتب على الكل احتماله، وعلى هذا فمن يخرج من داره يجب أن يتقل مقداره، وتريد أن تعلمنا جميعاً أن دور الدبلوماسيين بالخارج: فقط أن يمثلوا الموجودين بالداخل، وأن يشرفوا اسم مصر بحضور الحفلات والتقاط الصور وخلافه..فلا نحملهم أكثر من طاقتهم.

وحال هؤلاء الذين تعرضوا للنصب أخف من مشكلة المواطن "سامح السعدني" الذي وصل السودان قبل عامين وعمل ونجح هناك وبعد ذلك النجاح وبسببه أعتقل في يونيو الماضي، وتعرض لتعذيب بدني ونفسي مشين، وعندما عُلم مكانه استغلت مواد من القانون السوداني لتكييف قضية له بدعوى "الكسب الحرام" بغطاء إسلامي، رغم أن تجارته كانت تتم وفقا لنفس القانون السوداني ومجازة بتوقيعات وأختام من هيئات حكومية عديدة هناك..لكن سبحان مغير الأحوال.

أكتب هذا بعد أن فشلت في نشر شكوى أسرة السعدني المعتقل في عدة صحف حكومية دون سبب رغم إرفاق بعض الوثائق ومنها فتوى حصلت عليها أسرة السعدني من الأزهر الشريف بأن نوع التجارة التي كان يقوم به في السودان لا يندرج تحت بند الربا أو المعاملات المحرمة إسلامياً، وعلى ما تقول أسرته وعلى ما نشرت جريدتا آخر لحظة والصحافة السودانيتين فإن سامح مواطن شاب لم يشأ أن يجلس في بيته بعد تخرجه من كلية الآداب فعمل لفترة في مجال المبيعات ثم سافر شرقاً للسعودية وبصورة رسمية، نكرر للسعودية وليس إيطاليا، وعاد بعد عامين ولم يجد عملا مناسبا فسافر جنوباً هذه المرة نحو السودان– وبصورة رسمية أيضاً حتى لا يعتبره المفتى طماعاً.

أخذ سامح معه تحويشة الغربة القصيرة ومساعدات أشقائه وبدأ العمل في الاتصالات وتلقي المدخرات بأرباح تصل لـ 50% على أن تعطى الأموال على شكل سلع منها أجهزة وكروت المحمول والتي كانت تحتسب للمودع بسعر أقل مما لو اشتراه من السوق بنحو الربع، اضطربت أعمال شركات منافسة أحدها لتوظيف المدخرات وأخرى لخدمات المحمول، وبعض النافذين في الحكومة السودانية مساهمون في هذه الشركات، وحسب السعدني فإنهم عرضوا عليه "المشاركة" معه فرفض، وفجأة تم اعتقاله وأوقفت أعمال شركته، ولإحداث تأثير سلبي لدى المتعاملين معها فقد علق على مقر الشركة ببرج التضامن بوسط الخرطوم عبارة "فرع المخابرات المصرية"! وبإيقاف نشاطها؛ فقد تكبدت الشركة الكثير من الخسائر التي تتوالى كل يوم طوال الخمسة أشهر الماضية.

في ملف سامح الكثير من التفاصيل بعضها قانوني والبعض الآخر يتعلق بالتجارة والاقتصاد وحيل واستغلال لثغرات ضده، فقط ننبه لأن موقف سفارتنا هناك لم يتعد حتى الآن مقابلة شقيقه الذي ترك عمله بالخارج ووصل الخرطوم في العاشر من نوفمبر، وبعد الترحيب الحار أخبرته سفارتنا المبجلة أن عليه أن يبحث عن محامي سوداني يتولى القضية ويبحث بالمرة عن مكان للسكن، وربنا يعينه ويقف جنب أخوه..!

ملف المواطن المعتقل متاح للجميع، وبالأخص للمنظمات الحقوقية المصرية التي أتصور- ربما مخطئة- أن ضمن مجال عملها متابعة معاناة مواطنينا بالسودان والخارج..رغم أن هذه المهام قد لا تجذب تمويلا من الجهات المانحة.

كما يتحمل القائمون على أمر السفارة المصرية بالخرطوم الكثير كونهم لا يبصرون القادمين من مصر بشيء.. فهم أصلا لا يرغبون في لقائهم ويتمنون لو لم يأتوا.

بالطبع لو أن هناك ملحقا تجاريا نشطا أو مخلصا يعمل في سفارات مصر بالخارج فإنه لا يقدم فقط إعلانات فرص العمل المتاحة وكتيبات آفاق الاستثمار لرجال الأعمال، لكنه ينبه أيضا للأخطاء التي يمكن الوقوع فيها وللخداع الذي قد يتعرض له الأجنبي، وينبه لاختلافات القوانين والثغرات التي تكفي لتكييف اتهام ضد غير المرغوب فيهم.

وإذا كان هذا يحدث في السودان أقرب الدولة لنا فما هو حال المصريين بدول أوربية تطبق معايير صارمة ضد دخول أراضيها بصورة غير رسمية أو ضد العمل بالمخالفة لتأشيرات الدخول وغالبها سياحية، ومع وجود عائق اللغة الذي يجعل موقف العمال أكثر صعوبة ويتعرضون لكم أكبر من المشاكل.

وقطعاً تتحمل وزارة القوى العاملة نصيبها لعدم تبصيرها الشباب الذي يسافر للسودان بطبيعة المتاح من عمل هناك وحدود الأجر.

وطالما نتناول أمثلة لحوادث جرت تحديداً بالسودان، ضمن كثير من مهالك يقع فيها عمالنا بالخارج، فلن ننسى القول بأن العلاقات بين البلدين كانت وستبقى "خاصة" ولها أهميتها، وليس فقط بإنتاج الأغاني مثل "مصر المؤمنة" ولا بمقابلات رئيسي البلدين بمدرج الإستاد في افتتاح الدورة العربية الرياضية الأخيرة: سيحدث تدعيم للرصيد المشترك بين الشعبين، لكن أيضاً بمحاصرة مثل هذه الحوادث، حتى لا يصبح السودان موئدا لآمال بعض الشباب المصري الباحث عن عمل. ورجاء خاص من سفارتنا بالخرطوم ألا تسألوا الشباب"إيه اللي جابكم السودان" ..على الأقل انتظروا أن توفر الحكومة لهم فرصة عمل شريف في بلدهم، ثم داهموهم وقتها بهذه الأسئلة العبثية.

أميرة الطحاوي

1كانون أول2007

S C