الثلاثاء، 9 يوليو 2013

عن دور الشرطة المصرية في أحداث بين السرايات

في بداية المؤتمر الصحفي الذي عقد اليوم الإثنين للمتحدث باسم القوات المسلحة المصرية عن أحداث نادي الحرس الجمهوري، بدأ المؤتمر متحدث ما من الشرطة المصرية، وأخذ يدفع عن الشرطة ما قال إنه اتهامات وافتراءات نالتها منذ ثورة 25 يناير، أي منذ عامين ونصف، وتبرأ من فتح الأقسام وبعض السجون، وقال أن الشرطة الآن تقوم بواجبها لحماية المواطنين الخ... ولسبب ما لم يعقب أحد من الصحافيين الموجودين، وقد اطلعت اليوم على تقرير هيومان ريتس وتش عن أحداث بين السرايات التي جرت في الثاني من يوليو تموز وأودت بحياة 18 مصريا، ورغم أنه يبدو "تقريرا أوليا" فإن فيه معلومات مفيدة تعطيك فكرة عن الدور "العظيم" الذي قامت وتقوم به الشرطة المصرية حقا الآن، إنهم يتركون الناس تموت أو تحمل السلاح أو تقتل بعضها بعضا، لم تظهر الشرطة خلال معارك استمرت من السادسة مساء وحتى الصباح سوى دقائق معدودة، لم يتم تأمين مبان حكومية وجامعية، بل تركوا المباني الحكومية وغيرها للمسلحين، وتركوا للأهالي أحيانا مهمة جلب القناصة من أعلى المباني بما عرض حياتهم للخطر، وتدخلت الشرطة كرد على مقتل أحد افرادها ثم انسحبت سريعا.

و في الأيام الأخيرة (والتي لا يبدو أنها ستهدأ) ومع استمرار التظاهرات والاشتباكات في مصر، فإن استمرار هذه اللامبالاة من الشرطة في القيام بدورها سيدفع ثمنه كثير من المدنيين من دمائهم وأوراحهم، ثم يأتي رجل سمج من الشرطة ويتباهى بدورهم (غير الموجود) ولا يرد عليه أحد


اقرأ معي هذه المقتطفات المنقولة حرفيا من التقرير

اتفق الشهود الذين أجرت معهم هيومن رايتس ووتش المقابلات على أن الشرطة تواجدت في مسرح الأحداث بشكل عابر، لكنها لم تتدخل لمنع إراقة الدماء. قال سكان بين السرايات، وهي المنطقة التي وقعت فيها الاشتباكات، إنهم اتصلوا بالشرطة والجيش ولكن "لم يأت أحد"، على حد تعبير أحدهم.

واعترف مؤيدو مرسي بأن بعضهم كان يحمل البنادق. قال مؤيدو مرسي إنهم تعرضوا لطلقات نارية من سكان عمارات الجانب الشمالي من شارع أحمد زويل قبل بلوغ كوبري ثروت، وقال سكان المنطقة إنهم تعرضوا لطلقات نارية من مسلحين متمركزين على سطح أحد مباني الجامعة على الجانب الجنوبي من الشارع، وكذلك من مؤيدي مرسي. اعترف مؤيدو مرسي باحتجاز بعض الرجال ـ الذين وصفوهم بأنهم "بلطجية" مأجورون اعتدوا على المسيرة في شارع أحمد زويل ـ واستجوابهم والاعتداء عليهم بالضرب المبرح.
قال السكان الذين عارضوا المظاهرة المؤيدة لمرسي لـ هيومن رايتس ووتش إنهم اتصلوا هاتفياً لطلب مساعدة الشرطة مراراً، لكن قوات الأمن لم تصل إلا بعد منتصف الليل


تبين مقاطع الفيديو التي التقطها صحفيون محليون وشاهدتها هيومن رايتس ووتش عربات مدرعة في المنطقة ليلاً، لكن واحدة من السكان أجريت معها مقابلة في أحد مقاطع الفيديو قالت إنها لم تلحظ وجوداً للشرطة يعمل على حفظ الاستقرار حتى الصباح التالي عند الساعة الثامنة. قال السكان إن مؤيدي مرسي أطلقوا النار على ضابط شرطة في وجهه. وقال أحد مؤيدي مرسي إنه شاهد أفراد قوات الأمن المركزي وهم يتوافدون ويبدأون في إطلاق الأسلحة الآلية في حوالي الحادية عشرة والنصف مساءً، فيقتلون أحد مؤيدي مرسي.

قال تصريح لوزارة الداخلية بتاريخ 4 يوليو/تموز إنها شكلت فرقاً للتحقيق في مختلف الأحداث على مدار الأيام الأخيرة، واعتقال كافة المشتبه بهم بصرف النظر عن انتماءاتهم أو ميولهم، وإنفاذ القانون على الجميع دون تمييز.

كانت هيومن رايتس ووتش قد توصلت في عدة مناسبات في الماضي، بما في ذلك مقتل 42 مدنياً في بورسعيد، إلى أن الشرطة استخدمت القوة المميتة بما يفوق اللازم لحماية أفرادها أو الآخرين من العنف، فسقط مدنيون قتلى. إن الاستخدام المفرط للقوة المميتة في الماضي، وكذلك إخفاق الشرطة في الحد من الخسائر أثناء الجولة الأخيرة من العنف، يشيران إلى الحاجة المستمرة والملحة لإصلاح القطاع الأمني.

أصيب عصام خليفة، 33 سنة، وأخوه محمود، 35 سنة، من منطقة الهرم جراء طلقات نارية أثناء المشاركة في المظاهرات المؤيدة لمرسي. قال عصام خليفة إنهما أصيبا عند دخول أحد مباني شارع أحمد زويل في محاولة لنزع السلاح من الأشخاص الذين يطلقون النار على المسيرة من السطح.

أصيب عصام خليفة، 33 سنة، وأخوه محمود، 35 سنة، من منطقة الهرم جراء طلقات نارية أثناء المشاركة في المظاهرات المؤيدة لمرسي. قال عصام خليفة إنهما أصيبا عند دخول أحد مباني شارع أحمد زويل في محاولة لنزع السلاح من الأشخاص الذين يطلقون النار على المسيرة من السطح.

كنت هناك في نحو السادسة مساءً، حين بدأوا إطلاق النار. أصبت في يدي وركبتي بالخرطوش. كانوا يطلقون الغاز المسيل للدموع أيضاً. أمسكنا بثلاثة منهم وضربناهم. وجررناهم وكسرنا ذراع أحدهم.
قال مؤيد لمرسي عمره 38 عاماً لـ هيومن رايتس ووتش إنه ساعد في "الإمساك" برجل يُظن أنه بلطجي مأجور في نحو التاسعة والنصف مساءً. "لم نكن نريد قتله، لكننا أردنا توجيه بعض الأسئلة إليه. احتجزناه تحت المنصة [في مكان المظاهرة]، كنا نحتجز نحو ثمانية أشخاص تحت المنصة".
بعض مؤيدي مرسي، في توقيت لاحق من تلك الليلة، أطلقوا النار على قسم شرطة بولاق الدكرور، "ولهذا شنت الشرطة عملية خاصة، ولكن بعد ذلك أصيب ضابط رفيع الرتبة وتوفي لاحقاً فانسحبت الشرطة"، كما قال الفولي. أصيب ضابط شرطة عرّفه أحد الشهود وكذلك المنفذ الإخباري الحكومي "الأهرام أونلاين" باسم المقدم ساطع النعماني، إصابة جسيمة في وجهه. وزعم بعض مؤيدي مرسي أنهم تعرضوا لنيران قوات الأمن التي اطلقتها من البنادق الهجومية.

الطلقات النارية أتت من مبنى إدارة الأعمال بحرم جامعة القاهرة

دفعات متكررة من الطلقات الآلية وغيرها من أنواع الطلقات في شارع أحمد زويل من نحو الساعة 11:40 وحتى 11:55 مساءً، على ناصية طريق جامعة القاهرة. قال عدد من مؤيدي مرسي إن الطلقات جاءت من عمارة صفراء ومن عمارة سكنية بالطوب الأحمر، كليهما تحت الإنشاء على الجهة الشمالية من الشارع.

في الحادية عشرة والنصف انطلقت البنادق الآلية. كان هناك شخصان يطلقان النار من أعلى عمارة سكنية تحت الإنشاء. كان مصطفى ينقل المصابين إلى الأماكن الآمنة. ثم جاءت مدرعتان من أعلى كوبري ثروت، ورأيت ستة من أفراد الشرطة ـ قوات الأمن المركزي ـ بزي أسود. في البداية أطلقوا الغاز المسيل للدموع، ثم البنادق الآلية.

تظهر في مقطع فيديو نشره موقع "محيط تي في" على اليوتيوب مركبات مدرعة تابعة للشرطة في مسرح الأحداث أثناء الاشتباكات. قال سكان بين السرايات، الذين أجريت معهم المقابلات في مقطع فيديو آخر لمجموعة "مصرين"، قالوا في مقطع الفيديو أيضاً إن الشرطة وصلت إلى مسرح الأحداث لمدة 15 دقيقة إلى نصف ساعة، في موعد غير محدد، ولم تتخذ إجراءً يذكر، ثم تركتهم لمصيرهم.

تفاقاً مع شهادات الشهود بوجود مسلحين في الطوابق العليا من عمارات سكنية تحت الإنشاء أو على أسطح مباني الجامعة، قال الطبيب إن معظم ضحايا الطلقات النارية الذين عالجهم مستشفى أم المصريين "أصيبوا في الأجزاء العليا من أجسامهم ـ الوجه والرأس والحلق وأعلى الصدر ـ ومن زوايا دخول الطلقات وكون معظم المصابين أصيبوا في الأجزاء العليا من الجسم، نعتقد أن أغلبية الطلقات جاءت من أعلى المباني، لكن هذه مسألة تتابعها النيابة العامة".

S C