مخطط القاهرة 2050 يعود علي جثث ضحايا ثورة الشباب في ميدان التحرير والمناطق الشعبية ..
"شفافية" يطالب بتحويل أراضي مقار الحزب الوطني إلي مساكن لضحايا الإخلاء القسري
القاهرة في 26 / 2 / 2011
تلقي مركز شفافية للدراسات المجتمعية والتدريب الإنمائي ، نبأ إعلان الدكتور عبد العظيم وزير محافظ القاهرة استغلال الأرض المقامة عليها مبانى الأمانة العامة للحزب الوطنى والمجالس المتخصصة والمجلس القومى للمرأة ، باعتبارها مملوكة للمحافظة ، في إنشاء مسطحات خضراء تضم إلى ميدان التحرير، بحذر بالغ من طريقة التصرف في هذه الأراضي الواقعة بعدد من المناطق الحيوية ، خاصة داخل إقليم القاهرة الكبري بمحافظاته الخمس "القاهرة – الجيزة – القليوبية – أكتوبر – حلوان
وحسب محافظ القاهرة "فالمؤشرات الهندسية للمعاينات التى تمت للتعرف على حالة المبانى، ومدى تأثرها من اندلاع الحرائق بها خلال الأحداث الماضية ، تشير إلى احتمالية عدم صلاحية المبانى وترميمها وحتمية هدمها، وفى حالة إقرار ذلك سوف يتم النظر فى عدم إقامة مبانى عليها وإعادة استغلالها كمسطحات خضراء تضم إلى ميدان التحرير ليصبح إضافة للمسطح الأخضر الناتج عن سطح الجراج المتعدد الطوابق الجارى العمل به الآن، والمزمع الانتهاء منه خلال عام بمساحة 20 ألف متر مربع، مع إضافة ميدان الشهيد عبد المنعم رياض إليه ليصبح لائقاً بما نأمله جميعاً لأشهر ميدان فى العالم حالياً " .
لكن المحافظ بإشارته إلي "أن المحافظة كانت قد أعدت مشروعاً لتطوير الميدان بالتعاون مع كل من الهيئة العامة للتخطيط العمرانى ووزارة الثقافة، وهو المشروع المؤجل لحين الانتهاء من أعمال جراج التحرير" ، ما يعني قيام المحافظ باستئناف خطوات مخطط القاهرة الكبري الاستراتيجي 2050 ، والذي بدأه وزير الإسكان والمرافق والتنمية العمرانية السابق أحمد المغربي والذي يحاكم بتهم فساد حاليا .
ويستهدف المخطط الاستحواذ علي أراضي مملوكة للدولة ومناطق سكنية حيوية تتمتع بمزايا الجذب السياحي ، بغرض بيعها لمستثمرين أجانب وعرب ومصريين ، أو استغلالها في تنفيذ مشروعات ومرافق تخدم استثماراتهم خلال السنوات المقبلة .
ويعتبر "شفافية" خطوة محافظ القاهرة التي ينفذها بالتعاون مع الهيئة العامة للتخطيط العمراني وجهاز التنسيق الحضاري ووزارة الثقافة ووزارة التنمية المحلية وعدة هيئات وجهات مانحة تدعمها رؤوس أموال عابرة للقارات والجنسيات ، نوعا من التحايل علي الشعب المصري المضار أغلب مواطنيه بالقاهرة الكبري من تنفيذ المخطط ، حين تبدأ تلك الجهات استئناف إجراءاته بالاستحواذ علي أراض مقام عليها مقار المجالس القومية المتخصصة ومقار الحزب الوطني المرفوض شعبيا وجماهيريا بعد انتصار ثورة الشباب المصري بتنحي رئيس الجمهورية – رئيس الحزب الوطني – عن الحكم في 11 فبراير الجاري .
وكانت محافظة القاهرة قد باشرت خطوات تنفيذ مخطط القاهرة 2050 قبل ثورة 25 يناير ، وأزالت مناطق سكنية في ماسبيرو وبولاق ، بخلاف تحديها استقرار سكان عدد من المناطق ذات الأهمية السياحية والأثرية والتجارية مثل " المطرية – الزيتون – الخليفة (عرب اليسار والحطابة) – الدرب الأحمر – منشية ناصر والدويقة – عزبة الهجانة – مقابر القاهرة علي طريق الأتوستراد " ، بخلاف استهداف محافظي الإقليم الخمسة أراضي ومنشآت الدولة كشركات القطاع العامة والمستشفيات والمعاهد الطبية والمدارس ، بغرض الاستحواذ عليها وبيعها لمستثمرين ورجال أعمال مقربين لنظام الحكم .
ورصدت تقارير شفافية – خاصة في مناطق شرق القاهرة المستهدفة بمخطط 2050 - ، استشهاد وجرح المئات من أبناء هذه الدوائر والمناطق خلال أيام الغضب لشباب ثورة 25 يناير ، ما يؤكد خطورة استبعاد هذه الفئات من المشاركة في إتخاذ قرارات مصيرية تتعلق باستقرارهم داخل مناطق وجودهم ، وضرورة إشراكهم في خطوات تطويرها دون المساس بحقوقهم أو الانتقاص منها خدمة لرجال الأعمال الطامعين في أراضيهم .
وإذا كانت الأراضي المقامة عليها أبنية الحزب الوطني والمجالس القومية المتخصصة بالتحرير ستؤول إلي محافظة القاهرة حال هدم هذه الأبنية ، فأولي بالمحافظة القيام ببناء مساكن بديلة عليها تقدمها لسكان منطقة ماسبيرو وبولاق ، حتي لا يفقد هؤلاء حقهم في العيش في مكانهم المميز بقلب القاهرة ؟
ولماذا لا تعيد حكومة مخطط القاهرة 2050 الذي لم يعلن وزير الإسكان الجديد فتحي البرادعي التنازل عن أحلام وزارته في تنفيذ خطواته التي رسمها أحمد المغربي ومعه مصطفي المدبولي رئيس الهيئة العامة للتخطيط العمراني ، بأموال المعونة الأمريكية والجهات المانحة التي أنفقت علي دراسات المخطط الأولية أكثر من 20 مليون جنيه خلال الفترة من 2006 – 2008 بالتعاون مع لجنة السياسات بالحزب الوطني ، حسبما ورد علي إحدي الصفحات التي جري حذفها من موقع الوزارة ؟
إن أغلب مقار الحزب الوطني كانت أراض أوقاف أو ملكيات خاصة جري الاستحواذ عليها بعد تأميم ثروات عدد كبير من أثرياء زمن ما قبل حركة يوليو 1952 ، فعلي سبيل المثال كان مقر الحزب الوطني بالزيتون وبه مكتب الدكتور زكريا عزمي رئيس ديوان رئيس الجمهورية المتنحي ونائب الدائرة في مجلس الشعب الذي جري حله ، أرض فضاء تابعة لمعسكرات الجيش يذهب إليها المواطنون للاختباء من غارات العدو الصهيوني في 1967 حسب تأكيدات السكان القدامي لباحثي شفافية ، وجري استقطاع أجزاء منها لبناء مقر الحزب ومركز شباب وقاعات احتفالات وعزاء تؤجر للسكان بمبالغ كبيرة في المناسبات .
ويطالب "شفافية" المجلس الأعلي للقوات المسلحة وحكومة شفيق ، إيقاف مهازل وزير الإسكان ورئيس هيئة التخطيط العمراني ومحافظي إقليم القاهرة الكبري ووزارة التنمية المحلية ، المتمثلة في التصرف غير المسئول في أراضي الدولة واستخدامها في غير صالح العموم من الشعب المصري المضار من مخطط القاهرة 2050 ، وإيقاف جور المخطط علي حق المواطنين في سكن آمن لا تهدده قرارات نزع الملكية الزائفة الصادرة بزعم خدمة المنفعة العامة ، محذرا من تداعيات هذا المخطط وتلك السياسات المرتبطة بمصالح قذرة مع مستثمرين لا يتراخون عن دفع عمولات ورشاوي لأجل خدمة أغراضهم ، علي مستقبل وحقوق سكان المناطق النامية والعشوائية التي خرجت منها زهرات شبابها لدعم ثورة مصر في 25 يناير ، مؤكدا ضرورة تفعيل الأجهزة الرقابية دورها في متابعة إجراءات مخطط القاهرة الكبري 2050 المشبوه ، وتحديد نطاق ونقاط الاستفادة من تنفيذه والعائد من جدواه علي عموم المواطنين والاقتصاد المصري . انتهي ،،،