أميرة الطحاوي
هذه بضاعتنا ردّت إلينا:
بعد الانتفاضة التي أسقطت نظام بن علي في تونس ثم مبارك في مصر تكرر التعليق إعلاميا بأنها المرة الأولى التي يخلع فيها شعب "عربي" حاكمه. بالنسبة للسودانيين كان هذا افتئات على حقهم التاريخي؛ ففي أقل من ربع قرن شهد هذا البلد العربي الأفريقي ثورة شعبية وانتفاضة سلمية أسقطا نظامين. لم يتوقف السودانيون كثيرا أمام هذا "الغبن"؛ فقد احتفوا صادقين بانتصارات شعوب المنطقة في نيل حريتها، فهم مثلهم تواقون لها، وكان غضبهم معلنا عندما وصل عمر البشير لمصر عقب تنحي مبارك زائرا ومهنئا "بالثورة"، ثم زيارة من عرفوا بأنهم من الثوار المصريين للخرطوم، وبدعوة من نظام البشير، النظام المتسلط الذي وصل لسدة الحكم بانقلاب عسكري مدعوم من الإخوان، منهياً ديمقراطيتهم الثانية (1985-1989) التي يعتز الشعب السوداني بها كثيرا.
ظل كثير من المعارضة السودانية بالخارج يقدمون السيد المهدي بأنه رئيس الوزراء "المنتخب" كناية عن عدم اعترافهم بأي عملية سياسية تلت الانقلاب العسكري المدعوم من الإسلاميين في 1989، وظل اللقب مقبولا حتى عودته للسودان العام 2000.
هل يقود الطلبة السودان نحو ثورة جديدة:
الحركة الطلابية حاضرة للآن في هذا البلد، لكنها أقل قوة مما كانت عليه قبل عقدين من الزمان. ينسب لها المشاركة - مع الصحافيين والعمال- في ثورة أكتوبر 1964 وانتفاضة 1985 التي أسقطت حكم نميري العسكري. وفي الانتخابات البرلمانية بعد عام اختار الشعب حزبين تقليديين هما الأكبر بالبلاد، تلاهما الإخوان وهي تركيبة ثلاثية لم تساهم في الانتفاضة الشعبية بنفس النسب التي حصدتها برلمانيا، لكن هذا ما أراده الناخبون آنذاك.
ومظاهرات يونيو ويوليو من هذا العام بالسودان هي إعادة الاعتبار لتقليد قديم دبت فيه الحياة في السنوات الماضية التي شهدت نزول واعتصام المتضررين من مشاريع تنفذها الحكومة في نفس منطقة الحدث. وقبل عام مثلا وبسبب إغلاق مدرسة، خرجت مظاهرات قادتها الأمهات. وفي حي آخر اعتصم سكانه في الشوارع بسبب انقطاع المياه.
في الأسبوع الثاني من يوليو أصبحت الدعوة للمظاهرات تأخذ ترتيبا أكبر بالتوجه نحو مبان تمثل النظام وقمعه، مثلا وقفة أمام مقر جهاز الأمن بأم درمان بسبب الاعتقالات المتوالية والتي وصلت للألفين (بحسب المعارضة) وما نقل عن تعذيب المعتقلين.
لماذا الآن؟
لكن هل حركت حزمة القرارات التي رفعت الأسعار المظاهرات الأخيرة؟ كان التكافل الاجتماعي الكبير بين الأسر وتحويلات المغتربين عاملين مساعدين في تحمل الغلاء المتزايد عاما تلو الآخر في السودان، لكن الطبائع تغيرت كما واصلت الحكومة فرض باستمرار مزيدا من الرسوم على العاملين بالخارج.
وليس مدهشا أن ينتفض الطلبة بعدة مدن بعد رفع الأسعار، فهم يتأثرون بالغلاء كغيرهم، فرسوم الدراسة مرتفعة، والدعم المقدم من الدولة للخدمات الطلابية محدود، بما في ذلك السكن الجامعي. تركيبة الطلبة الجامعيين بالسودان ثرية ومتنوعة، كل قدم من بيت به جيل أكبر كان به شخص أو أكثر مولع بالسياسية أو الثقافة، ويمكن أن تجد أسرة واحدة -خاصة في المدن الكبرى- وقد توزع أبناؤها على أحزاب مختلفة تمام الاختلاف، وفي العاصمة الخرطوم هناك نسبة ليست بالقليلة من الطلبة قدموا من الولايات الأخرى، وبعضهم من الأطراف المهمش تنموياً. هؤلاء يحملون قضايا أعمق خاصة بهم، كما يعتبرون النظام طرفا في معاناتهم وذويهم حيث تركوهم للدراسة.
وتشهد الولايات احتجاجات لكن أقل مما كان ينتظر رغم أن المعاناة أعمق وأقدم حتى مع الغلاء، هؤلاء لن يهرولوا للمشاركة لمجرد أن هناك أمل بإسقاط النظام، ودون ضمانات واضحة بحل لمشاكلهم المتراكمة. إن رفع الأسعار كان فقط اليد التي حركت الغطاء عن أناء يغلي بالفعل بالعاصمة والمدن، وتوسع الاحتجاجات أفقيا واستمرارها سيحدد أي وصف أدق لما يحدث بالسودان.
والحال هكذا لم يكن غريبا أن تبدأ مظاهرات يونيو الماضي من السكن الجامعي للطالبات أو من داخل حرم جامعة الخرطوم الشهيرة. كانت الحركة الطلابية بالسودان مستقلة بمعنى تعبيرها عن مجموع أراء الطلاب أنفسهم في تنظيم أمورهم داخل الجامعات وما يجد في الشأن العام، مع وجود حركات طلابية بمثابة امتداد (أو تنتسب) لأحزاب وحركات سياسية بالخارج، وهو أمر لا يجد كثيرون غضاضة فيه فالوعي والانتماء السياسي يبدأ مبكرا هنا.
لقد حاول حزب المؤتمر الوطني الحاكم مرارا استخدام ورقة الطلاب، وفي فترة تحالف البشير- الترابي (1989-2000) كان يحاول تلجيم حركة الطلبة أو وزرع عناصره بينها دون نجاح كبير. ووجد المؤتمر الحاكم وأوجد له مكانا لا مكانة بين الطلبة، بالأخص في السنوات الأخيرة، و قد وصل الاستقطاب في بعض الفترات لحد مخيف، فمثلا شهدت جامعة دنقلا (شمالاً) اشتباكات بين طلبة موالين ومعارضين للنظام، انتهت باعتداءات مؤسفة استخدم في أحدها العنف الذي يرقى التعذيب من طلاب ضد زملاء لهم.
وفي 2010 كان لقتل طالب لآخر مادة دسمة بالصحف إذ ينتمي الأول لحزب الأمة والآخر لحزب المؤتمر الحاكم.
وفي نفس الشهر قتل طالب ينتمي لحزب المؤتمر نفسه، وتقول التقارير أن زملاء إسلاميين اعتدوا عليه لخلاف تنظيمي. وهذا العام قال ناشطون أن طالبا معارضا قتل غدرا بسيارة، وقيدت وفاته أنها ناجمة عن "حادث سير".
قبيل احتجاجات يونيو الأخيرة والممتدة للآن، كان يحدث أن يتظاهر الطلبة بموازاة آخرين خارج الحرم لأجل قضايا اقتصادية واجتماعية، مثلما حدث في جامعة الخرطوم في ديسمبر 2011 من فعاليات لدعم اعتصام "المناصير- المتضررين من إنشاء سد مروى شمالا " وانتهى الأمر باشتباكات وإحالة 78 طالبا للتحقيق الجنائي. وبالمقابل فقد أعلن معتصمو المناصير دعمهم ومشاركتهم في المظاهرات الأخيرة ضد البشير. اذن الطلبة والشباب ليسوا وحدهم في الشوارع، وإن كان لهم مشاركة واضحة في الاحتجاجات الأخيرة.
ويبدي أصحاب القضايا المتعلقة بالأراضي صلابة في نضالهم ضد تغول النظام على حقوقهم الطبيعية، وينظمون مظاهرات واعتصامات كثيرة للرافضين نزوع ملكيتهم أو عمل مشاريع تضر بهم، انتهت بعض هذه "المقاومة" بإصابات وقتلى في صفوف المتظاهرين على يد قوات الأمن. لعل أحداث سد كجبار الأشهر في هذا الصدد. هؤلاء أيضا ستحسم مشاركتهم مآل ما يحدث بالسودان، إما مواصلة "الانتفاضة" أو مظاهرات تتآكل مع الوقت.
عن شرطة كان لها تاريخ
وفي بداية مظاهرات السودانيين في يونيو الماضي، كان يحدث أن يطلب رجال الشرطة إفساح مجال للمرور (في الخرطوم بحري) أو يتفاوضون على نطاق التظاهرات بألا تخرج عن الحي، وفي الكلاكلة (أطراف العاصمة) استعان النظام بشرطة الاحتياطي المركزي، لم تكن المواجهات في مجمل الأيام الأولى عنيفة، كان هذا مؤشرا طيبا باستحضار موقف الشرطة السودانية من انتفاضة العام 1985 الذي لم يكن سيئا للغاية. لاحقا استخدم الأمن الغاز بضراوة ضد المتظاهرين وجرت اعتقالات وتعرض المعتقلون للضرب بل وحوكم بعضهم بالجلد. ومن اللافت تلك البيانات التي صدرت في الأيام الأولى للتظاهرات منتصف يونيو ونسبت لحركات من داخل جهاز الشرطة أو المتقاعدين منها، يذكّرون زملاءهم بعدم التعرض للمتظاهرين ويدعونهم لاستلهام مواقف سابقة تعاطى فيها رجال الأمن مع الغاضبين بضبط للنفس، لا يمكن التيقن من أثر هذا الآن. اذا كان هناك استجابة فسيخدم هذا توسع المظاهرات. مع الأخذ في الاعتبار أن البشير تعلم الدرس، فقد أدخل التعذيب كآلية عمل بالأخص في السنوات الأولى لحكمه، ووسع من حجم وسلطات جهازه القمعي، واختار عناصره على أسس تضمن ولاءها لما يعطى لها من أوامر أيا كانت شدتها.
لهجة التحدي التي صبغت تصريحات البشير ومساعديه ضد المتظاهرين كانت عاملا في خروج المزيد منها، وأيضا تسمية الجمع. جمعة لحس الكوع كانت ردا على تحدي المعارضين "أن يلحسوا كوعهم". لا يحب السودانيون من يعاندهم أو يحقر منهم (ومنه وصفهم بشذاذ الأفاق). ومن اللافت زيادة نبرة تبرم النظام من هذه المظاهرات بعدما كان ينفيها أو يقلل من حجمها وتأثيرها، استمع للتعبير "المجازي" الذي استخدمه البشير قبل أيام لنفي صفة الربيع العربي عن مظاهرات بلاده، قائلا: ليس ربيعا بل صيف سيحرق ويشوي جلودهم.انه يعطي رسالة لمنسوبي الأمن عن كيفية مواجهة الاحتجاجات.
ليس بالفيس بوك تنتصر الثورات
حوش بكري، أو "سودانيز اونلاين" المنتدى الاليكتروني السوداني الأكبر الذي يملكه أحد سودانيي المهجر "بكري" ويضم الآلاف من الأعضاء والمرتادين مع نسبة مقدرة ممن هم بالخارج لأسباب سياسية أو معيشية، على مدار أكثر من 10 سنوات لم يشغل السودانيون أنفسهم كثيرا بالجديد في وسائط الانترنت، مروا سريعا على البالتوك، أضافوا لمنتديات النقاش الأخرى، استخدموا المجموعات البريدية ولم يزالوا، استحسنوا الفيس بوك ..عندما ظهر، وتواجد قليل جدا منهم على تويتر مع زيادة العدد مؤخرا منذ اندلاع المظاهرات الأخيرة في يونيو الماضي. يختلف الأمر بين سودانيي الداخل والخارج، بسبب توافر الكهرباء والكلفة والأمان الرقمي.عندما يأتي الأمر للسياسية فإن السودانيين شعب يحسن الجدال والحوار، من الطبيعي أن يختار الوسيط الأقرب و"الأنفع" لهم. حاول بعض الشباب توفير خريطة تفاعلية للأحداث يتم تغذيتها بنشر أخبار المظاهرات والانتهاكات في مارس 2011 لكن الأمر لم يستمر لأنه ببساطة لم تستمر تلك المظاهرات "المحدودة".
ليس من صالح السودانيين أن يصدقوا المبالغات حول دور الفيس بوك وتويتر في بدء واستمرار الانتفاضات الشعبية الأخيرة بمنطقتنا، ولعلي لا أمل الإشارة لما ورد في تقرير العفو الدولية عن العشوائيات في مصر الذي أشار لأن 80% من شهداء ثورة مصر من الفقراء والمهمشين. هؤلاء لم يكن جل وقتهم أمام الانترنت بالطبع.وكانوا في الصفوف الأولى فعلا بدليل أنهم قتلوا.
ولعل العالم كله يعرف أن الانترنت نفسه انقطع عن مصر لخمسة أيام من الموجة الأولى لثورتها وأن دور الفيس بوك محدود في ثورة تونس.
سيتعين على السودانيين إذا أرادوا ألا يقلدوا أو يصدقوا الأوهام عن الثورات عبر الانترنت، أن ينظروا لتاريخهم القريب، ولطبيعة علاقاتهم المجتمعية المباشرة، لنضال مدن كعطبرة، ونقابات مهنية، لتجارب الإضراب العام والعصيان المدني، ويستنتجون الوسيلة الأوفر حظا في النجاح، أو بالأحرى يصطفون ما يوافقهم، وينجح مع النظام لديهم. لقد قام الأطباء والمحامون هناك بمساهمة فاعلة على طريقتهم في الاحتجاجات، باعلان نقابة مستقلة للأطباء ومسيرة للمحامين سلمت وثيقة مطالب.
بدايات لم تكتمل
في مارس من العام الماضي كانت دعوة ثورة أيضا ولكن الأخبار المنشورة عن المظاهرات كانت ضئيلة ونادرا ما كانت مصحوبة بصور أو مقاطع فيديو. ولم تستمر إلا لأيام معدودة. استخدمت صور قديمة للتدليل على مظاهرات حصلت لكن لم يتم توثيقها أو لمظاهرات لم تحصل إلا في ذهن ناقل الصور المزيفة، للأسف تكرر هذا في مظاهرات يونيو 2012 . كما ورد بالخطأ أكثر من خبر عن سقوط شهيد في المظاهرات التي قابلتها الشرطة بالبمبان (قنابل الغاز المسيل للدموع).أخطاء قاتلة ليس جميعها منزها عن الهوى.
الذين سلكوا كل الدروب
قد يكون من السهل القول أن تغيير النظام عبر التظاهر في الشارع سهل لمن جربه مرتين، لكن النظام الحالي في السودان ترك بصمته على الكثير حتى وعي وقيم مواطني البلد، ومكن لنفسه لحد أن البعض فقد الأمل في تغييره سلما أو حربا. كما لم تترك المعارضة طريقا إلا وسلكته لإسقاط هذا النظام، والتظاهر في الطرق ليس إلا أقلها كلفة. عقب انقلاب البشير حاول الأطباء والنقابات التململ، كان جثمان علي فضل الطبيب النقابي وقد كسته علامات التعذيب هو رد النظام الوليد. وأعدم مجدي ومحجوب بتهم مهلهلة، بعد سنوات وعندما انتقلت المعركة ضد البشير إلى الساحة الدولية ووصلت لحد إصدار أمر بتوقيفه، أدار الرجل معاركه بمكر، فلم يسلم للاهاي ولم يسقط...ربما علينا ألا نفرط في التفاؤل بأن هذا النظام، الذي اكتسب تحصينا من كثر ما جوبه، سيسقط ببساطة عبر مظاهرات حتى لو كانت يومية.
لقد جربت المعارضة في التسعينات العمل العسكري الذي لم يعد حكرا على الجنوبيين، مثالا قوات التحالف تم التراضي على أنها أحد آليات المعارضة الشمالية، نموذج للتغيير عبر السلاح. مسار لم يتكرر حينها في المنطقة العربية باستثناءات محدودة منها العراق، استخدم التحالف (ساف) وسائل مختلفة: عمليات عسكرية مباشرة، تفجير خط أنابيب، تثوير الأسرى، تقديم نموذج للمواطنين ورعايتهم في المناطق "المحررة" لكنها تجربة لم تدم لأسباب تطول. وجربت المعارضة التفاوض، النزول في الانتخابات حتى ضد البشير نفسه) وقد ترشح ضده نميري نفسه في الانتخابات الرئاسية العام 2000). ومن يدري فقد تتحول الاحتجاجات الأخيرة لتجربة أحد هذه المسارات مرة أخرى.
خصوصية سودانية:
لا تتوقع أن تشهد مظاهرات مماثلة لما حدث في دول أخرى حتى تحكم على أن هناك انتفاضة حقيقية في هذا البلد من عدمه، الحقيقة أن مدينة مثلثة كالخرطوم، بحري، أم درمان (العاصمة الوطنية كما يحلو للبعض تسميتها) قد تحكم شكلا مغايرا للتظاهر بفعاليته المختلفة. الطقس، التوسع الأفقي للمدن، تعليق الدراسة أو منع دخول الطلاب للجامعات. ردة فعل النظام. توافر الإعلام لتغطية الفعاليات بنفسه، أو استقبال الموثق منها. عوامل عدة تقرر ما سيحدث. ومن هنا يبدو غريبا حماس البعض لاستلهام نموذج اعتصام الميادين بمصر واليمن باحثين عن مكان مشابه لديهم، وإعلان آخرين عن "سيطرة المتظاهرين على أحياء بعينها داخل أم درمان" وهو أمر لا يستمر للصباح لأسباب عدة، فما يحدث ليس تحرير مدن وحرب شوارع مهما بلغ اغراء المصطلحات.
وجاء تسمية الجمع أيضاً بمفردات محلية (ومنها جمعة الكتاحة وتعني العاصفة الرملية أو الترابية، وجمعة الكنداكة وتعني المرأة القوية في اللغة النوبية) وهو ما يجعلك تسأل: هل هي رغبة في "السودنة" أو المفارقة مع الجمع العربية التي اتخذ بعضها أسماء فصحى أو تراثية؟ أم هو وسيلة لتقريب الفكرة للمواطن المحلي؟
يصحح المتظاهرون أخطاءهم وإن كان بوتيرة بطيئة؛ فاختيار أن تكون التظاهرات الكبرى أسبوعية فقط، قد يسحب السودانيين لمسار الانتفاضة السورية في الشهور الأولى، وما رافقها من مهازل وصلت حد الشجار حول اختيار أسماء الجمع دون اهتمام بفعاليتها أو محاولة تجنب الخسائر البشرية المتزايدة عندما فتحت قوات الأمن النيران ضد المظاهرات والجنازات في مرات عديدة، كذا إهمالهم لوسائل أكثر حفظا للأرواح مثل الإضراب العام.
وحتى يبلور المحتجون مطالب وشكل التغيير الذي يريدون، ليس لدينا إلا مساندة شعب صديق يتلمس طريقه للحرية من جديد.