في ١٣ ايلول سبتمبر الجاري أعلنت اللجنة التي شكلها مسعود البرزاني رئيس اقليم كردستان العراق بيانا للجماهير تقول فيه “كما وعدناكم سابقا بأننا سوف نعلن نتائج التحقيق حول ملف الشهيد سردشت عثمان، ..وسوف نصدر بيانا بعد 48 ساعة، حول ملف إستشهاد سردشت عثمان في 4/5/2010 .”
مرت الثماني والاربعون ساعة وصدر التقرير. صفحة بها أقل من ٤٠٠ كلمة، ترتكز على اعترافات شخص قدموه كفني سيارات لكنه أيضا يعمل - ربما في أوقات الفراغ- إرهابيا في تنظيم “
أنصار الاسلام” على حد التقرير..
نقلوا عنه أن اثنين اخرين ساهما في اختطاف الشاب وأشاروا لهما بالأحرف الأولى (نزاهة تامة: حيث لازالا فارين، وللأمانة فقد مرروا للصحافيين صورة المتورط في القتل مظللةً عيونه!، قاتل أنيق بذقن حليق. ) وأن زعيم التنظيم أو الجماعة هو من قتل سردشت بنفسه، لماذا ؟ لأن “المغدور (سردشت عثمان حسن) كان قد تعهد للجماعة المذكورة بتنفيذ بعض الأعمال ولكنه لم يفعل.”
اهووووو... يعني ارهابي وهمين شهيد ؟ .
مسعود واعلامه الذي علق على حادث (اختطاف وقتل الشاب في مايو حيث وجدت جثته ملقاة في الموصل المجاورة بعد يومين من اختطافه أمام الجامعة التي يدرس فيها باربيل ) بأن سردشت ليس صحافيا بل مجرد طالب، مع أنه وبالاضافة لكونه طالبا كان يعمل صحافيا ومترجما منذ عامين، هذا لا ينفي ذلك، لكنه الرغبة في التحقير لدى إعلام الحزب الديموقراطي الكردستاني- بارتي الذي يرأسه مسعود، وبعض الأسماء في حزب الاتحاد الوطني الكردستاني- يه كه تي الذي يرأسه جلال طالباني. لقد اعتبروا أن الحادث مجرد "حادث عادي"، وأن جبهة كوران/ التغيير - المعارضة للحزبين الأكبر بالاقليم- تستغل الأمر سياسياً..
لا بأس: هو مجرد طالب اختطف وقتل، حتى لو كانت مقالاته فيها انتقاد لمسعود البرزاني، لم تعجب الأخير أومن معه ، لم يعجبهم وقتها وصف الشهيد الذي اطلق على سردشت، ومع هذا استخدموه هذه المرة، وبالمرة جعلوه ارهابيا !. هل أُعدّ البيان على عجل أم أن صياغة الاعلان عنه كانت اسرع من كتابة التقرير نفسه؟.
إذ كيف يستقيم ان يكون الارهابي شهيدا؟ .. راجعوا الاكاذيب قبل نشرها ولا تتسرعوا في التنويه عنها فكلمة واحدة تشي بفاعلها.
لماذا يصبح شابا ينتظره مستقبل وحقق بعض النجاح بالفعل في مهنة الصحافة ارهابيا؟ شاب من اسرة متوسطة يعيش مع أهله ومنهم من حارب مع الملا برزاني ايام البيشمركة الاصلية وليس بيشمركة "الاقتتال الاخوي".
وفي أول تعليق عليها على التقرير قالت اسرة عثمان انها ليست فقط ترفض التقرير لكنها تدين اتهام ابنها الراحل بأنه ارهابي.
هكذا تتعامل السلطات في كردستان مع من يخالفها .. لقد قتل الشاب والآن يمرغون اسمه ألف مرة في التراب. عار عليكم.
..
للاطلاع على تقرير لجنة التحقيق في مقتل " سردشت عثمان"
التنويه عن قرب صدور التقرير:
منظمة حماية الصحافيين تصف تقرير لجنة التحقيق في مقتل " سردشت عثمان" بالمعيب وأنه يفتقد المصداقية
عن مقتل سردست