و مع توارد الأخبار في الأيام التالية لسرقة اللوحة اتضحت بعض الأمور الخاصة بالتحقيقات الجنائية التي بينت أنه من المستحيل الوصول للسارق الذي أخفى كل ملامح جريمته ، و هذا بالطبع يضع أيضا رجال الأمن في مسئولية أخرى سواء إذا كانت اللوحة خرجت أو مازالت داخل مصر ، فمن المفترض انه مع اكتشاف سرقة اللوحة التي وصلت معلومة أن اكتشافها جاء عن طريق وفد إسباني لم يجدها داخل إطارها على جدار المتحف ، أن يكون البحث و التحقيق قد بدأ مع اللحظات الأولى و تم تأمين عدم خروج اللوحة و هذا يؤكد بالفعل أن اللوحة قد خرجت من خلال أحد المطارات لأنه لو كان الافتراض عكس ذلك فيتم محاسبة رجال الأمن أيضا على تأخر وصول فرق البحث الجنائي للوحة .
و معروف أن المتحف الذي سرقت منه اللوحة يعد في ذاته صيغة فنية متكاملة بذل في اقتنائها محمد محمود خليل عمره ، ثم أهداها للدولة للحفاظ عليها و لتنظم عملية زيارة المتحف للمترددين عليه مصريين و أجانب ، و أن من يفرط بذلك الشكل الفج بعدم تأمين كل تلك المعروضات يعد مشاركا في تسهيل سرقة أحد هذه المعروضات . و قد تواردت أخبار عن النائب العام تقول أن الكاميرات كانت معطلة و هو ما أدى لسرقتها ، ما يضع تساؤل خطير و هو كيف للسارق أن يعرف بتعطل كاميرات المراقبة و يغافل حراس المتحف و الذي لن يقلوا بأي حال من الأحوال عن عدد رواد المتحف في ذلك اليوم و عددهم إحدى عشر زائرا ، السؤال الأهم و هو كيف يمكن ترك متحف بهذه القيمة المادية و الفنية بهذه الحالة الرثة من المراقبة و الحراسة و هي مسئولية كل من الوزير المختص و هو في هذه الحالة وزير الثقافة و رئيس القطاع و المسئول عن المتحف و كذلك مسئولية الأمن فهم من يقوموا بحراسة المنشآت العامة كمتحف بهذه القيمة ، و الإجابة عن هذا السؤال من المفترض في دولة يحكمها القانون و تطبق فيها العدالة أن يذهب كل هؤلاء المسئولين ليس فقط للسجن و لكن للجحيم .
لقد سرقت نفس اللوحة سابقا في عام 1979 من ذات المتحف ثم عادت بالصدفة بعد عام ، وكان الإجراء الذي يجب إتباعه هذه المرة أن يتم تقديم السادة وزير الثقافة و رئيس قطاع الفنون التشكيلية و مدير المتحف و المسئول عن تأمين المتحف جميعهم للقضاء و أن يكون القضاء عادلا هذه المرة ، ليس من أجل " زهرة الخشخاش " و فقط و لكن من أجل تراث إنساني و تراث مصري معرض للخطر دائما في يد غير أمينة من المفترض أنها تحافظ على كل ذلك التراث ، إضافة إلى المطالبة باسترداد اللوحة أينما ظهرت و إثبات حق مصر في تلك اللوحة و التي ستظهر وقتا ما في إحدى متاحف العالم بعد بيعها بالطبع .
نحن نضم صوتنا إلى كل المثقفين و التشكيليين في مصر للمطالبة بتقديم المسئولين عن هذه الحادثة للقضاء ، و مطالبة النظام المصري بحفظ حق مصر في اللوحة المقدر ثمنها ب 55 مليون دولارا أمريكيا ، و نطالب بالقيام بردة فعل أكثر جرأة من الانتقادات اللفظية الموجهة للوزير الفنان فاروق حسني و مقاضاته ، فنحن أمام حالة سرقة لجزء من مقدرات هذه الأمة و التي يبدو أنه حان الوقت لتفريغها مما يمكنه أن يقيم أودها و حضارتها ، فهذه المرة نحن أمام لصوص بالمعنى الصريح للكلمة سهلوا سرقة لوحة بقيمة " زهرة الخشخاش " و لصالح مجهولين كعادة كل حالات السرقة في مصر ، إضافة إلى استصدار حكم ينطبق على أي حالة مشابهة في المستقبل ، ليكون في اليد تقديم المسئولين فيما بعد بناء على حكم سنحاول جاهدين الوصول له عن طريق القضاء ، و نحن في هذه اللحظة نسعى للوصول لصيغة قضائية تناسب هذه الحالة نقدمها باعتبارنا مواطنين نحمل الجنسية المصرية و تهمنا سمعتنا كمصريين أمام العالم و نقدمها بصفتنا مهتمين بثقافتنا و تراثنا الإنساني و هو أقل ما يمكن أن نقوم به و يحفظ سمعتنا أمام عالم كان من الممكن أن يقوم بأكثر من ذلك حيال سرقة لوحة بهذه القيمة .
الموقعون:
- أحمد فرحات - كاتب
- محمود سيف الدين، مجلة ابيض واسود السينمائية
- محمد إبراهيم محمد - صيدلى
- سامح حنا- مهندس مقيم بأمريكا
- اسماعيل محمد- طالب بكلية التربية
- عصام الزهيري- كاتب، الفيوم
- خالد سعد- مدير شركة سياحية، سيناء(اطالب محاسبة ومقاضاة وزير الثقافة " فاروق حسنى " بصفتة وشخصة لتسببة بإهمالة الجسيم فى تعريض مقدرات الامة وسرقة متاحفها وضياع مقدرات الدولة والتقاعس عن حمايتها من السرقة والتلف والضياع)
- عبدالرحمن وجيه شعبان- طالب
- أسامة الطحاوي- مصمم مواقع إليكترونية
- سمر نور - كاتبة
- علية عبد السلام - شاعرة
- محمد مجاهد - صندوق تكنولوجيا المعلومات و الاتصالات
- احمد لطفي حسانين- casting manager
- يوسف ليمود ـ فنان تشكيلي وكاتب مقيم بسويسرا
- عبير محمد عسكر- مترجمة
- د.بسمة المليجي- طبيبة مقيمة في امريكا
- هند خيرة مهندسة و مصممة ازياء .
- ندا سمير تمهيدى ماجستير قسم المكتبات و المعلومات - كلية الاداب - جامعة القاهرة .
- محمود عبدالسلام محمد - محامي، دمياط
- محمود بشير -مبرمج قواعد بيانات
- أميرة الطحاوي - كاتبة
للتوقيع:
mirahi@gmail.com
أو عبر موقع الفايس بوك :
http://www.facebook.com/notes/amira-al-tahawi/m-mhakmt-almswwlyn-alhqyqyyn-n-ahdar-thrwatna-althqafyt-byan/469295061549
الصورة عن جريدة الأهرام