كتبت أميرة الطحاوي - نشرت اليوم مجلة فارايتي الأمريكية التي تعني بأخبار السينما رسالة موقعة من أكثر من 450 من المبدعين والمهنيين يهوديي الديانة يدينون خطاب البريطاني جوناثان جلايزر مخرج فيلم "منطقة الاهتمام" عند تسلمه جائزة أفضل فيلم روائي دولي بحفل توزيع جوائز الأوسكار السنوية السادسة والسبعين الذي أقيم بهوليوود في العاشر من مارس الجاري.
وضمت النسخة الأولى من الرسالة توقيعات خمسين شخصا بين ممثلين ومنتجين ومهنيين عاملين في مجال صناعة السينما، وظهرت علنا صباح الاثنين، قبل أن تفتح للتوقيعات وتنشرها المجلة الأمريكية العريقة. ويدين بيان الموقعين ما سموه باختطاف يهوديتنا لغرض "رسم معادلة أخلاقية (ومساواة) بين النظام النازي (في ألمانيا حتى نهاية الحرب العالمية الثانية1945) الذي أدى لإبادة الناس" ، وما سموه بـ"الأمة الإسرائيلية" التي تتجسد لتجنّبها (مثل هذه الإبادة)، معتبرين ان ما تقوم به اسرائيل من هجمات ضارية على قطاع غزة منذ اكتوبر الماضي هو "دفاع عن النفس" رغم سقوط اكثر من 30 الفا جلهم من المدنين بينهم مسنون ونسوة وأطفال، بحسب بيانات الأمم المتحدة ووكالاتها المتخصصة وسلطات الطاع الصحية.
وتعدى البيان في هجومه للإدعاء بأن اسرائيل هي وطن لليهود منذ آلاف السنين وان كلمة جلايزر تغذي معاداة السامية وكراهية اليهود رغم انه كان يتحدث عن اسرائيل وممارساتها لا اليهود كأتباع دين.
وبحسب المجلة فقد رفض جلازر التعليق.
 |
وكان جلايزر قد قال في كلمته القصيرة عند تسلمه الجائزة أنه يرفض السماح بإساءة استخدام (استغلال) يهوديتنا والمحرقة من أجل احتلال (قاصدا الاحتلال الاسرائيلي) تسبب في الكثير من المعاناة للعديد من الأبرياء.
اللافت توقيع الممثلة المعروفة جوليانا مارجوليس التي اعتذرت سابقا عن تصريحات مؤيدة للفلسطينين.
وشهد منصة التغريدات المصغرة تويتر (اكس) نقاشات بين تأييد ورفض للرسالة. المخرج الايرلندي مارك كوزينس نشر مثلا ان اسماء هامة في تاريخ الفن السابع مثل (المخرج) بيلي وايلدر (نمسوي المولد يهودي الأصول) والمخرج والمنتج والممثل أورسن ويلز صاحب عبارة (لست يهوديا لكن منذ وقوع الهولوكوست فكلنا يهود) وإرنست لوبيتش (المخرج الألماني المولد يهودي الديانة) لم يكن ليؤيدوا مثل هذه الرسالة ضد جلازر فقد كانوا رجالا أمناء متسقين مع أنفسهم.
يقوم الفيلم بتصرف كبير على رواية بالاسم ذاته لمارتن اميس، الروائي البريطاني الراحل، صدرت في اغسطس 2014، وقلصت الشخصيات الفيلم (الذي صور وعرض العام الماضي قبل وفاة اميس) ليقتصر على عائلة القائد النازي وزوجته وأطفاله، ومن يعمل لديهم من معقتلين غالبهم يهود وبولنديون..
 |
| ظهر العديد من المذكرات والأعمال الفنية عن حياة قادة النازي وأسرهم |
لكن المشاهد يستدعي أفلاما مثل الفتي في البيجاما المخططة الذي استعرض عائلة قائد في معسكرات الابادة يعيش واسرته على حافة المحتشد (سيلاحظ في الفيلمين موقف الجدة والطفل الاصغر الرافضين لممارسات القتل حتى ولو لم يعرفا ابعادها) .
ليس بالفيلم بخلاف مشاهده الأخيرة وبعض القطع ما ينقل أو يركز على الأوضاع في المعسكرات (في فيلمي المنطقة الرمادية وابن شاؤول مثلا تمحور العملان حول محاولات انقاذ طفلة - مراهقة نجت بالصدفة من الاختناق بالغاز، ودفن طفل - بطريقة كريمة وحسب تعليمات الدين اليهودي - على التوالي ) ورغم ان وقائع القتل كانت حاضرة لكن ليست محور العمل.
استخدم جلازر تقنية التصوير الليلي في بعض المشاهد.