في نهاية نوفمبر 2014
انتشرت صورة لطفل أمريكي أسود (ديفونتيه) بيعيط وبيحضنه رجل شرطة أبيض على هامش
مظاهرات بولاية اوريغون المناهضة لعنف الشرطة اللي حصل ف فيرجسون، ميزوري، وراح ضحيته مدني أسود "مايكل براون". الناس فرحت جدا بالصورة عشان الرمزية
اللي فيها: كلنا بشر والسلام والمحبة بدل العنف الخ.
في ناس شافت الموضوع
تبسيط للقضية زيادة عن اللزوم، وان حكاية "قوة الوردة" أو شعارات زي
"انشروا الحب والقبول" مش هاتحل لوحدها مشاكلنا عمليا.
من بين مجموعة صور
لنفس الطفل ف اليوم ده اكتشفوا ان (جين هارت) اللي متبنياه، هي سيدة بيضاء ومتبنية
5 غيره، و لاحظوا ان في كذا صورة لنفس المشهد بتأكد انه مش تلقائي.
الطفل كان
بيضحك عادي وفجأة يدخل في نوبة عياط قبل حضن الضابط.
عن مدونة noticingswportland |
أما الحوار اللي بين الطفل والشرطي وهو أصلا
كان مكلف بتنظيم المرور وبعيد عن المظاهرة، فالأم حاولت في كذا حوار صحفي تدي صورة
عكس اللي حصل. وصور تانية من كذا زاوية تثبت ان المشهد مترتب.
بس كان خلاص
الصورة الأشهر هي السائدة واللي التقطها مصور شاب هاوي وباعها لموقع (وهي صوة حلوة
جماليا) واتبعتت لمتحف الصحافة النيوزيوم ، وساد الوصف اللي اتقدمت بيه: آدي مواطن
طفل اسود بينشر السلام والحب والأحضان، وحتى الضابط الابيض ماقدرش يقاوم الرسالة
الراقية دي، وحضنه، ودقي يا مزيكا الخ.
في
23 مارس 2018 الام وزوجتها (سارا) اخدوا الاطفال الستة (كانوا اتبنوهم من تكساس على
مرحلتين عبر منظمة نص كم، 3 اخوات من اصل أفريقي، ومجموعة تانية من أم من أصل أفريقي وأب
من عرقية أخرى) وهربوا من آخر ولاية كانوا فيها (واشنطون) علشان بلاغات انهم كانوا
بيعذبوا الاطفال دول، واخر بلاغين ان الطفلة "هانا" هربت من التعذيب والضرب
بالحزام للجيران، وطفل(اللي ظهر ف الصورة المشهورة) كان بييجي يشحت أكل، وراحوا
جين وسارا (بعد يوم ونص هرب وسفر) طايرين بالعربية لمنحدر في كاليفورنيا على
المحيط من علو ييجي 9 أدوار كده
....... وهوب انتحروا وقتلوا معاهم العيال. كلهم ماتوا
وفي جثتين لطفلين مش لاقيينهم.
الاعلام اكتشف ان
الأمين كان ضدهم شكاوى تعذيب وتجويع وترهيب للأطفال كتير، أبعدها من سنة 2008 في ولاية
مينيسوتا، ووصل عددها هناك 10 بلاغات، 6 منهم في أقل من 3 شهور، وفي أحكام ضدهم
كمان. وإنهم طلعوا العيال كلها من المدارس ف 2011 عشان مافيش حد يشوف آثار التعذيب
او التجويع ويبلغ، واكتشفوا إن في صور كتير جين كانت بتنشرها على الفيسوك بالذات
للاطفال بيخدموا اهتمامتها هي: إشي شعارات
على مهرجانات على يوجا على مظاهرات الخ
في صور كتير كان واضح إن
لبس الأطفال واسع جدا عشان يخبي حالة الهزال الجسدي اللي همه فيه، بس الاصدقاء كانوا
دايما فرحانين بالصور، وقد ايه فيه فرحة ظاهرة على وش الاطفال من وجهة نظرهم، وان
الزوجتين ناس عظام إنهم أنقذوا الأطفال دول واتبنوهم.
ولما
البوليس طلع تشريح الجثث اكتشفوا انهم كانوا مديين الصغار دوا حساسية بكميات كبيرة
ليه اثر المادة المنومة، برضه الاصدقاء
اللي كانوا مبهورين بصور الفيس بوك بقوا بيناقروا وبيكذبوا اي حاجة او يلفوا
ويدوروا. هم عددهم قليل لكن منطقهم غريب وبينكروا كل شيء تحت تأثير صور اتخدعوا
فيها او تعذيب وانتهاك طنشوه سابقا.
الناس لاحظت ان في صور
لنفس الطفل "ديفونتيه" متبرمج يعيط، زي مثلا فيديو ليه لما بيطلع مسرح
مع مطرب في مهرجانات ومعسكرات منتشرة في اوساط "العصر الجديد" وتجمعات بعينها.
وان الاطفال كانوا بيتعاملوا باوامر صارمة ومع كده كل صورهم على الفيسبوك بيضحكوا بشدة. الاطفال رغم ان اكبرهم بقى عمره 19 سنة ماكنش مسموح لهم يستخدموا موبايل ولا كومبيوتر ولا يطلعوا بره لوحدهم، والزوجتين همه اللي كانوا بينشروا الصور ويلموا لايكات وتمجيد من محيطهم، خصوصا في أوساط مرتادي الحفلات والمعسكرات.
كذا ست كانت في مخيمات مع الاطفال وجيران
لاحظوا ان الامهات بيضربوهم على اقل حاجة وطول الوقت يخلوهم يطلعوا على السلم
وينزلوا ف طابور من غير هدف، الامهات كانوا بيقاوحوا ويلوموا الاطفال ويطلعوا عليهم
كلام من عينة انهم اطفال "تم تبنيهم" ومرضى واحنا انقذناهم ودول عنيدين
واصلكم ما تعرفوش اهلهم البيولوجيين، لما الستات كانوا بيبلغوا؛ الامهات كانوا
بيهربوا او يطلعوا بحجج ان المجتمع ضدنا علشان احنا مثليين ونباتيين وبيض ومتبنين
اطفال سود، ورغم ان الامهات كانوا بيضروا الأطفال طبيا (منعوا مثلا الدوا عن طفل مريض
بدرجة من التوحد بحجة ان خلاص بقى كويس، وانهم ما بيروحوش لدكاترة عشان احنا بنعمل
تأمل والاعشاب والطبيعة هاتعالجنا وكلام هجس كده) الاطباء القليلين اللي شافوا
الاطفال ماخدوش خطوات جادة لانقاذ الاطفال.
حصل
نقاشات جدية كتير للقضية دي خلال الشهر اللي فات، في عدد قليل كان بيبالغ في رفض
تبني بيض لأطفال سود، لكن الغالبية ناقشت بموضوعية ورقة العنصرية وفكرة المنقذ "الابيض"
اللي استغلها الامهات وبقوا بيتفشخروا بيها، وبياخدوا ساتر حماية، وضعف الانتقاد
والمحاسبة علشان "الخوف انه يتفسر على انه نوع من التحامل و انتقاد لتوجههم
الجنسي او السياسي او نمط حياتهم، وضعف عمل وكالات رعاية الأطفال بين الولايات
والتنسيق بينها، والتبني بطرق غير مشروعة بدون متابعة والتعليم المنزلي بدون
متابعة برضه وقضايا كتير خصوصا ان في كذا قضية مؤخرا لأطفال تم تبنيهم واتقتلوا
على ايد الآباء الجدد.
بخلاف مئات الصور اللي
الأمين كانوا بينشروها للاطفال وهمه بيضحكوا بهيسترية، لما الناس بدأت ناقش وتدور:
لاحظوا ان اي صور للاطفال اتاخدت بالصدفة من كاميرا حد تاني في نفس الفعاليات كان
واضح فيها على الاطفال حالة الحزن والزهق من الندوات والعروض ولقطات فيها نظرات خوف
من الأمين.
وفي فيديو قصير اتسرب للأطفال وهم ماشيين مشية شبه عسكرية وخايفين
لحد لما يقفوا ف مكان وفجأة الام تديهم الأمر يضحكوا بصورة مبالغ فيها. الصورة
الاخيرة طبعا هي اللي الام كانت بتنشرها مش الـ20-30 ثانية اللي قبلها.
كان
في بنت "هانا" دايما قافلة بقها وبعدين عرفوا ان اسنانها الاماميين
طاروا والام مارضيتش تعالجها، واخترعت قصة ان البنت هي اللي مش عاوزة الاسنان دول!...
الغريب ان الام دي (تجاوزا) كانت بتضرب البنات وهم لسه اقل من 6 سنين وتخبط راسهم
ف الحيطة وتغرقهم بالميه وتجلدهم ومع كده ماحدش فكر للحظة ان ممكن تكون
"هانا" فقدت اسنانها بالاتنين الاماميتين بسبب العنف، وسر ان في بنت
وحيدة دايما قافلة بقها في كل الصور وتبتسم (حسب الأوامر) ولكن بشفاه مغلقة
بإحكام.
في
مناقشات كتير على الفيسبوك ومواقع Websleuths و Reddit وطبعا تويتر ومدونات كتير للقضية دي. ازاي الناس
اتخدعت؟ ومن اتنين كذابين هواة، وهل فعلا كان صعب كشف ده؟. الزاوية اللي كنت مهتمة
بيها خلال الشهر اللي فات ازاي كان اي حد ممكن يدقق ويعرف ان في زيف وتمثيل، بس
اختاروا يسكتوا او يشاركوا في الاحتفاء بهذا الزيف، والنتيجة 6 أطفال اتقتلوا بعد
حياة مليانة تعذيب بدني ونفسي. الصور بتخدع خصوصا للعين غير المدربة. ومع انتشار
الانترنت والتطبيقات المختلفة مابقاش في عين جاهلة بصريا، بقى في عيون بتختار
التواطؤ والمشاركة في الزيطة بشعارات طنانة حتى لو على حساب أرواح أطفال بريئة.
الأم القاتلة الأولى جينفر هارت |