هذا
حوار عن اللاجئين الأفارقة بمصر في 30 ديسمبر 2016 ، أظن أن هناك الكثير يجب أن يضاف بعد
مقتل معلم من جنوب السودان بالقاهرة قبل أيام، أمر مؤسف وسيتكرر إذا لم
يتغير الكثير في مصر رسميا وعلى مستوى المواطنين أيضا، يجب أن ينتهي اتجاه التعالي علي / والتعسف
المتصاعد ضد كل من هو فقير، غريب، من ديانة/ ديانات اخرى، أسود ، مجتهد ،
ضعيف. والعنصرية التي باتت تترجم افعالا قاسية بالغة الخسة، وصلت لحد إزهاق
الأرواح.
الصور عن رويترز.
1- ما هي أبرز
مشكلات اللاجئين الأفارقة في مصر وأكثر الجاليات الأفريقية التي تعاني تلك
المشكلات ؟ المشكلة الأبرز تأخر إجراءات التعامل
مع ملفاتهم وقلة المتاح من فرص التوطين. ومع طول فترة بقائهم في مصر، وهي دولة
مرهقة اقتصاديا، وعدم سماح القانون المصري لهم بالعمل، فإنهم يضطرون لامتهان أعمال
قاسية ولا تكاد تسد الرمق. القادمون من اثيوبيا وارتريا ودارفور بالسودان هم
الأكثر تضررا، كذلك بعض اللاجئين الصوماليين الذين مضى على وجودهم في مصر أكثر من
عقد من الزمان دون مستقبل واضح رغم حصولهم على وضع اللاجيء وتمتعهم بالحماية
الدولية.
2- برغم ما يواجههم، ما اسباب تواصل
توافدهم إلى مصر؟ لان مصر
بها مقر اقليمي للمفوضية والوصول لمصر أكثر أمانا مقارنة بالطريق لبعض مخيمات
اللجؤ في بلدانهم أو على الحدود، والبعض يأتي كمعبر للوصول لإسرائيل أو لأوربا
لاحقا. حسب دراسة أخيرة الشهر الفائت
لمعهد سياسات الهجرة بواشنطن، فإن هناك عدد متزايد من المهاجرين، بشكل رئيسي من القرن
الأفريقي ومصر نفسها ، إختاروا العبور من سواحل مصر الشمالية للعبور مباشرة لجنوب المتوسط في 2016 مقارنة بطريقي ليبيا أوشرق المتوسط.
3- هل أصبح اللاجئ الأفريقي يفضل
الفرار إلى أوروبا عن القدوم لمصر؟
الفرار لأوربا يتم عبر طرق برية (من تركيا) وبحرية (من سواحل مصر وليبيا وحتى
سوريا لفترة سابقة وغيرها) . مصر معبر للوصول لأوربا عبر البحر المتوسط. اتخاذ
قرار الفرار لأوزربا تحكمه عوامل مختلفة لكن هناك شبكات جريمة منظمة تتحكم في
قرارات ومصير ملتمسي الحماية، ومن الصعب تفكيك هذه الشبكات بقرار في دولة واحدة
دون تتبع الخريطة المتشعبة لها وفهم أسباب إقدام بعض اللاجئين على عبور المتوسط في
رحلة محفوفة بالمخاطر. هناك بضعة آلاف لاجيء ومهاجر ماتوا غرقا خلال هذه الرحلة
في 2016.
4- ماذا عن مشكلات التعليم التي تواجه
الطالب الأفريقي ؟ التعليم
الاساسي متاح لأطفال اللاجئين المسجلين في مدارس محددة بمناطق بعينها داخل القاهرة
الكبرى والاسكندرية، التسرب من التعليم مشكلة كبيرة، المنح المقدمة لاستكمال
التعليم والالتحاق بالجامعة أقل بكثير من المطلوب. هناك عائق اللغة والمناهج ايضا.
هناك إطار ثقافي لم يعد بنفس الترحيب السابق باللاجئين لأسباب مختلفة. الأمر لم
يصل لعنصرية مفعّلة ولكن هناك تغير ظاهر في سلوكيات المصريين مؤخرا تجاه الأجانب
بصفة عامة.
5- هل تزايد الجاليات الأخرى ومنها
السوريين أدى إلى تراجع اهتمام المفوضية وغيرها من الجهات المختصة بالعناية
بالأفارقة ؟ ليس تحديدا ولكن الاهتمام الدولي بقضايا
اللاجئين السوريين اكبر بحكم حجم الأزمة السورية واهتمام المينستريم ميديا بها،
والمنح والمعونات أحيانا تكون مخصصة لفئة بعينها من اللاجئين لاعتبارات قومية
ودينية، وهذا تفتقده أزمات أخرى ومن ثم يدفع الثمن الضحايا.
7- هل يعتبر غياب التنسيق بين الحكومة
والمجتمع المدني، من أسباب سوء احوال اللاجئ الأفريقي؟ نعم، وأيضا وجود منظمات وهمية (بحكم قيمتها على أرض الواقع)
لا تقدم شيئا يذكر للاجئين، وعدم وجود مناخ تعاون حتى بين المنظمات الأهلية
المصرية العاملة في مجال اللاجئين.
8- هل ما زالت عصابات الاتجار بالبشر
تشتغل اللاجئين الأفارقة على الحدود مع إسرائيل ؟ وما السبل لمواجهة تلك العصابات
؟ انخفض ذلك عمليا لأسباب منها صعوبة
اختراق الجدار الحدودي الذي استكملت اسرائيل جزء كبيرا منه، وصعوبة الاختباء
لفترات طويلة في "العشش" والخنادق التي كانت تبنى لهم في مناطق بوسط
سيناء لحين سداد الفدية للمهربين. أيضا
لتشديد اسرائيل تسريعاتها لحد اجازة قانون حبس من تسميهم بالمتسللين لمدد تصل
لـ3-5 سنوات في ظروف قاسية ومخيمات عمل قسري،
ثم ترحيلهم إما عبر مصر ثم لدولهم (حيث يخشى على حياتهم هناك) وهذا انتهاك
صارخ من اسرائيل ومصر على السواء لمبدأ
عدم الإعادة القسرية، اويتم ترحيلهم من اسرائيل لبعض الدول الافريقية التي وافقت على استقبالهم
بالتنسيق مع مفوضية اللاجئين، وهذا التفاق من اسرائيل على واجباتها الدولية بترحيل
اللاجئين لدول أخرى رغم إماكنية التعامل مع ملفاتهم بمقر المفوضية. وهناك سبب آخر هو عدم اعتراف اسرائيل بهم
كلاجئين أو ضحايا للتعذيب والاتجار في البشر الذي تعرضوا له في الرحلة الطويلة عبر
دول ارتريا والسودان ومصر (سيناء) .
6- اللاجئ السوداني، هل يواجه صعوبات من نوع خاص عقب عرقلة
تصريح العمل الخاص به ؟
-