من الزمي: فيصل الباقر:
رسالة من فيصل محمد صالح
الأصدقاء الاعزاء
أحببت أن اضعكم في صورة ما ظللت أتعرض له طوال عشرة أيام من مضايقات وملاحقات أمنيةحضر رجال الأمن لمنزلي ومكتبي أكثر من مرة نهار ومساء يوم الأربعاء 25 ابريل، وكنت متواجدا بعزاء زميلنا الصحفي الراحل زين العابدين أحمد محمد.
حوالي الثامنة مساء حضروا لمنزلي مرة أخرى وتحدثت معهم عبر هاتف زوجتي، أخبروني بأني مطلوب لدى جهاز الأمن، والتقوني خارج بيت العزاء حيث ذهبت معهم لمكاتب الأمن.تم التحقيق معي حول تعليقي بقناة الجزيرة على خطاب السيد رئيس الجمهورية في مدينة الأبيض في نشرة السادسة مساء يوم الخميس 19 ابريل. لم يكن هناك حديث كثير يقال حيث أن لديهم تسجيل مصور للنشرة، وقد كررت لهم ما قلته في ذلك التعليق مرة أخرى.
كانت حجتهم تقوم على عدة نقاط: أن مثل هذا التعليق لا يقال في أجهزة الإعلام، وأن من الافضل أن أوصله للجهات المسؤولة بوسيلة مختلفة، أنني يجب أن أكون متحفظا عند الحديث لوسائل الإعلام الأجنبية وحصر بعض القضايا في الإعلام المحلي، وأن بعض العبارات التي استخدمتها غير لائقة.رددت على كل ذك بما ينبغي، واستمر التحقيق حتى منتصف الليل، ثم طلب مني الحضور صباح الخميس 26 ابريل لمواصلة التحقيق، الذي كانوا يصرون على تسميته "حوارا".
تكرر طلب الحضور بشكل يومي حتى يوم أمس الأحد السادس من مايو، من الصباح وحتى الخامسة مساء حيث يتم استضافتي في مكتب الاستقبال بدون اي سؤال أو تحقيق، ثم يطلب مني الحضور في اليوم التالي.وبدا واضحا لي أن المقصود هو الإذلال من ناحية، وتعطيل العمل والمصالح الأخرى كنوع من العقوبة غير المعلنة، وغير المبررة، أو المسنودة بأي نص قانوني.
عند نهاية مدة احتجازي مساء الثلاثاء الاول من مايو والطلب بحضوري في اليوم التالي طلبت من رجل الأمن أن يبلغ رؤساءه بأنني لن أحضر طواعية مرة أخرى، وسأكون ملتزما بالتواجد في المنزل والمكتب لو ارادوا إحضاري أو التحدث إلي. طلب مني الانتظار، ثم عاد بطلب حضور مكتوب، للمرة الاولى، محاولا إقناعي بضرورة الحضور وتحذيري من عواقب الرفض.بعد جدال طويل وافقت على الحضور يوم الأربعاء ، حيث قضيت مدة الاحتجاز، ثم أدخلوني للضابط الذي تناقش معي، ثم أخبرني بأني مطلوب للحضور عشرة أيام تنتهي يوم الأحد 6/5 وبعدها لن أكون مطالبا بالحضور.
بعد انتهاء يوم أمس الأحد، اليوم العاشر للاستدعاء، فوجئت برجل الأمن يطلب مني الحضور يوم الاثنين، بما يعني تجاوز الفترة التي تم تحديدها لي.لقد قررت، بعد التشاور مع بعض الأصدقاء، الذهاب اليوم الاثنين 7/5 لمكاتب الأمن كيوم أخير، وعدم الامتثال لطلب الحضور يوم الثلاثاء ، إذا تمت مطالبتي بذلك، مع استعدادي لتحمل كل العواقب. لقد سمعت الرسالة التي تم تمريرها لي في النقاش، بأن التخلف عن الحضور سيعني مباشرة الاعتقال، لكن سيتم ذلك عبر أسباب أو مبررات أخرى سيتم إيجادها أو اختلاقها، غير السبب الرئيسي.
وساطلعكم على تفاصيل ما سيحدث
فيصل محمد صالح
الخرطوم- الاثنين 7مايو 2012
الأصدقاء الاعزاء
أحببت أن اضعكم في صورة ما ظللت أتعرض له طوال عشرة أيام من مضايقات وملاحقات أمنيةحضر رجال الأمن لمنزلي ومكتبي أكثر من مرة نهار ومساء يوم الأربعاء 25 ابريل، وكنت متواجدا بعزاء زميلنا الصحفي الراحل زين العابدين أحمد محمد.
حوالي الثامنة مساء حضروا لمنزلي مرة أخرى وتحدثت معهم عبر هاتف زوجتي، أخبروني بأني مطلوب لدى جهاز الأمن، والتقوني خارج بيت العزاء حيث ذهبت معهم لمكاتب الأمن.تم التحقيق معي حول تعليقي بقناة الجزيرة على خطاب السيد رئيس الجمهورية في مدينة الأبيض في نشرة السادسة مساء يوم الخميس 19 ابريل. لم يكن هناك حديث كثير يقال حيث أن لديهم تسجيل مصور للنشرة، وقد كررت لهم ما قلته في ذلك التعليق مرة أخرى.
كانت حجتهم تقوم على عدة نقاط: أن مثل هذا التعليق لا يقال في أجهزة الإعلام، وأن من الافضل أن أوصله للجهات المسؤولة بوسيلة مختلفة، أنني يجب أن أكون متحفظا عند الحديث لوسائل الإعلام الأجنبية وحصر بعض القضايا في الإعلام المحلي، وأن بعض العبارات التي استخدمتها غير لائقة.رددت على كل ذك بما ينبغي، واستمر التحقيق حتى منتصف الليل، ثم طلب مني الحضور صباح الخميس 26 ابريل لمواصلة التحقيق، الذي كانوا يصرون على تسميته "حوارا".
تكرر طلب الحضور بشكل يومي حتى يوم أمس الأحد السادس من مايو، من الصباح وحتى الخامسة مساء حيث يتم استضافتي في مكتب الاستقبال بدون اي سؤال أو تحقيق، ثم يطلب مني الحضور في اليوم التالي.وبدا واضحا لي أن المقصود هو الإذلال من ناحية، وتعطيل العمل والمصالح الأخرى كنوع من العقوبة غير المعلنة، وغير المبررة، أو المسنودة بأي نص قانوني.
عند نهاية مدة احتجازي مساء الثلاثاء الاول من مايو والطلب بحضوري في اليوم التالي طلبت من رجل الأمن أن يبلغ رؤساءه بأنني لن أحضر طواعية مرة أخرى، وسأكون ملتزما بالتواجد في المنزل والمكتب لو ارادوا إحضاري أو التحدث إلي. طلب مني الانتظار، ثم عاد بطلب حضور مكتوب، للمرة الاولى، محاولا إقناعي بضرورة الحضور وتحذيري من عواقب الرفض.بعد جدال طويل وافقت على الحضور يوم الأربعاء ، حيث قضيت مدة الاحتجاز، ثم أدخلوني للضابط الذي تناقش معي، ثم أخبرني بأني مطلوب للحضور عشرة أيام تنتهي يوم الأحد 6/5 وبعدها لن أكون مطالبا بالحضور.
بعد انتهاء يوم أمس الأحد، اليوم العاشر للاستدعاء، فوجئت برجل الأمن يطلب مني الحضور يوم الاثنين، بما يعني تجاوز الفترة التي تم تحديدها لي.لقد قررت، بعد التشاور مع بعض الأصدقاء، الذهاب اليوم الاثنين 7/5 لمكاتب الأمن كيوم أخير، وعدم الامتثال لطلب الحضور يوم الثلاثاء ، إذا تمت مطالبتي بذلك، مع استعدادي لتحمل كل العواقب. لقد سمعت الرسالة التي تم تمريرها لي في النقاش، بأن التخلف عن الحضور سيعني مباشرة الاعتقال، لكن سيتم ذلك عبر أسباب أو مبررات أخرى سيتم إيجادها أو اختلاقها، غير السبب الرئيسي.
وساطلعكم على تفاصيل ما سيحدث
فيصل محمد صالح
الخرطوم- الاثنين 7مايو 2012