أميرة الطحاوي - أعلنت مجموعة من الأحزاب السودانية، والتي
قوامها سوادنيون معارضون يقيمون في الولايات المتحدة الأميركية، تأسيس "الجبهة
الوطنية السودانية"، متخذة من "إسقاط نظام (الرئيس السوداني)عمر
البشير" هدفا لها، ومن العمل السلمي والتواصل مع مراكز القرار العالمي منهجا،
ودعت الجبهة لحكم "مدني" يحترم التعددية الثقافية، والمساواة بين المرأة
والرجل، دون أن يعلن القائمون على الجبهة موقفا من مسألة تطبيق الشريعة الإسلامية
أو مكانها في القوانين.
الصور:
مظاهرات ضد نظام البشير في العاصمة السودانية الخرطوم، أكتوبر 2013 - أرشيف
مشيعون من أقارب شاب قتل في مظاهرات ضد البشير بالسودان، الخرطوم، 28 سبتمبر 2013 - أسوشيتد برس
مظاهرات ضد نظام البشير في العاصمة السودانية الخرطوم، 4 أكتوبر 2013 - رويترز
وأصدرت 4 أحزاب إعلانا سياسيا الثلاثاء، يتضمن مبادئ
وأهداف الكيان الجديد.وتضم الجبهة في عضويتها (التحالف الوطني السوداني، حزب الأمة
القومي، الجبهة الوطنية العريضة، والحزب الإتحادي الديمقراطي) وهي كيانات سياسية
دنت في امريكا خلال العقدين الماضيين. ويقول القائمون على الجبهة أنهم يخاطبون
مزيدا من الحركات في الداخل والمنفى أيضا للانضمام. ورغم اسهابه، لم يتضمن بيان
التأسيس تصورا لحل متبلور لقضايا ملتهبة
مثل النزاع في دارفور.
لماذا أمريكا؟
وعرف السودانيون الشماليون
والجنوبيون الطريق إلى أمريكا في تسعينات القرن الماضي؛ فرارا من الملاحقة الأمنية
والعنف والحرب في بلادهم، ضمن برنامج ضخم اضطلعت به مفوضية الأمم المتحدة لشئوون
اللاجئين ومنظمة الهجرة الدولية، ومنظمات إنسانية شريكة، حيث جرى "إعادة
توطين" مئات الآلاف من المتضررين من نظام البشير في أمريكا وكندا واستراليا
ونيوزيلندا وبعض الدول الأوربية.
وقال بيان التأسيس انه بحكم إطلاق
الجبهة من واشنطون؛ فسيكون نشاطهم مركزا على الضغط على الفاعلين الأمريكيين
والدوليين. وقال بيان الجبهة أنهم سيهتمون بالإعلام والتركيز على وسائل الإعلام
الأمريكية والدولية لعرض القضية السودانية عرضاً يبرز جذور الأزمة ويواكب تطوراتها
متزامنا ذلك مع الضغط المتواصل على النظام الحاكم الآن.
كما أعلنوا نيتهم التنسيق مع والاستفادة من الخبراء الاستشاريين والمنظمات الدولية والإدارة الأمريكية لعرض المشكل السوداني عرضا متكاملا، ولحمل المجتمع الدولي للمساهمة في تبني الحلول المستدامة والضغط على النظام الحاكم بالتقييد بحقوق الإنسان والحقوق المدنية، والقوانين الدولية الإنسانية التي تحكم النزاعات المسلحة غير الدولية، وتأمين نقل المساعدات الإنسانية للمتأثرين بالنزاعات المسلحة والحروب والكوارث الطبيعية والتردي الاقتصادي والمعيشي.
كما أعلنوا نيتهم التنسيق مع والاستفادة من الخبراء الاستشاريين والمنظمات الدولية والإدارة الأمريكية لعرض المشكل السوداني عرضا متكاملا، ولحمل المجتمع الدولي للمساهمة في تبني الحلول المستدامة والضغط على النظام الحاكم بالتقييد بحقوق الإنسان والحقوق المدنية، والقوانين الدولية الإنسانية التي تحكم النزاعات المسلحة غير الدولية، وتأمين نقل المساعدات الإنسانية للمتأثرين بالنزاعات المسلحة والحروب والكوارث الطبيعية والتردي الاقتصادي والمعيشي.
استعادة ميراث
العصيان المدني والنضال السلمي
وبحسب "عبد الفتاح قناوي" القيادي
الإتحادي بأمريكا فإن التحالف الوليد نقلة نوعية بتصور متطور للعمل الوطني المعارض
بالخارج. فيما يرى " حسب الرسول يوسف" القيادي بحزب الأمة القومي
بأمريكا أن الجبهة ستنتهج نهجاً جديدا فاعلاً دعماً لقضايا الوطن ولقوى المعارضة
بالسودان، كما تضم الجبهة العسكري السابق (عميد مهندس) مجاهد حسن طه، وهو أيضا
قيادي بالتحالف الوطني السوداني. وقالت "هنادي الهادي" القيادية بالجبهة
الوطنية العريضة أن الكيان الجديد نقطة تحول إيجابية وبرؤى متقدمة للعمل الجبهوي
المعارض الجاد بأمريكا وفى توحيد لجهود المعارضة.
ومر السودان بأشكال مختلفة من
الاحتجاج السياسي والمعارض منذ وصل عمر البشير للحكم بانقلاب عسكري في تحالف مع
الجبهة الإسلامية هناك في يونيو 1989، وانتهجت أحزاب وحركات معارضة العمل العسكري
المباشر واستهداف مصالح النظام الاقتصادية لفترة، قبل أن يعاود خلال السنوات
الثلاثة الماضية فئة من الشباب والناشطين الوهج للعصيان المدني والتظاهرات التي
جربها جيل سابق عنهم في انتفاضتهم "السلمية" ضد جعفر نميري والتي أسقطته
في 1985.
وشهدت مدن السودان في سبتمبر الماضي
مظاهرات بين متوسطة وحاشدة، أدت لمقتل نحو 200 غالبهم من الفئات العمرية الشابة
على يد قوات الأمن، وسجل استهداف وإحراق لبعض المصالح الحكومية والعامة على يد
غاضبين.
ويلتزم الكيان الوليد سياسة عدم
الحوار مع النظام القائم الآن في السودان. كما أرفقت الجبهة جملة من المباديء
والأهداف الأساسية منها: الحقوق الأساسية للإنسان متضمنا ذلك كرامة الفرد وقدره
وما للرجال والنساء من حقوق متساوية. دولة المواطنة والعدالة وسيادة القانون والاحتكام
للديمقراطية ونهج تقاسم السلطة والتداول السلمي للحكم.واحترام التنوع والثقافات
والعادات والتقاليد واللغات والديانات وحرية العقيدة والعبادة، وحرية التعبير
والنشر. والعمل على إنهاء الحروب، وتحقيق وحدة تعالج وتتخطى كافة الاختلافات
القومية. والعمل على توطيد علاقات التعاون وحسن الجوار مع شعوب المنطقة ودول
العالم كافة.
وتعهدت الجبهة بدعم القوى المعارضة بالسودان لإسقاط النظام، كذا السعي لتوحيد الآليات المطروحة لهذا الغرض.
وتعهدت الجبهة بدعم القوى المعارضة بالسودان لإسقاط النظام، كذا السعي لتوحيد الآليات المطروحة لهذا الغرض.
الصور:
مظاهرات ضد نظام البشير في العاصمة السودانية الخرطوم، أكتوبر 2013 - أرشيف
مشيعون من أقارب شاب قتل في مظاهرات ضد البشير بالسودان، الخرطوم، 28 سبتمبر 2013 - أسوشيتد برس
مظاهرات ضد نظام البشير في العاصمة السودانية الخرطوم، 4 أكتوبر 2013 - رويترز