تحديث 19يناير :آلمجلس الملي ينفي الغاء مظاهر الاحتفال بعيد الغطاس- أ ش أ
18يناير:ألغي البابا شنودة الثالث بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية مظاهرالاحتفال بعيد الغطاس- جريدة الجمهورية
_________
قالتها "مريم*" إحدى فتيات نجع حمادي والتي التقيتها في مستشفى قنا؛ حيث قضينا ليلتا وزميلاتنا المحتجزات بعد أن منع الأمن المصري زيارة عزاء كنا نزمع القيام بها لمطرانية نجع حمادي، واحتجزنا بعد وصولنا للمدينة**.
تقول أنـ (هم) سيكررون حادث نجع حمادي في عيد الغطاس، أسألها كأي صحفي غبي: من هم (اللي بيقولوا واللي ها يقتلوا و اللي ها يتقتلوا ) ترد على شبه السؤال :الكل عارف بس احنا ها نحضر القداس عادي..وعاوزين نروح شهدا ..أنا كنت ف الكنيسة يوم المجزرة ورحت المشرحة ونفسي أبقى شهيدة . اسألها بنية صادقة في الفهم: ألا ترغبين في الحياة والعمل و و ..كانت قبل قليل تحكي لنا – ابنة السابعة عشر- عن أنها ستتزوج (!) رغم تعسف الأمن ضد والديها (في تعليقها على رد فعل الأهالي إذا علمن بواقعة احتجاز بناتهن)
تتحدث مريم عن حماس بحماس (اللي في فلسطين) ، تتكلم عن فكرة الاستشهاد، وانه : موش فارقة معاهم يعيشوا طالما ها يموتوا في سبيل الحق، وانها تحب دينها مثلما يحبون هم بلدهم، لكن يا عزيزتي من قتل الأقباط يوم العيد لم يكن يرغب حتى في إعطائهم هذه الفضيلة، أما الدولة فـ"استكترت" عليهم لفظة شهداء واحيانا ضحايا ، فأصبحوا في كثير من وسائل الإعلام " قتلى" ، وفيما بعد أصبحوا: مقتولين في حادث إطلاق ناري يتصادف أنهم مروا أمام القائم به، وعلى بعد كبير من الكنيسة والمطرانية : 50-100 متر حسب أقوال اللواء محمود جوهر مدير أمن نجع حمادي، الذي سألته بسذاجة متناهية "ينفع كده..طب ليه" عندما أعادني عنصر الأمن من حمام الفندق المقابل لمحطة نجع حمادي بعد أن تسربت مع زميلتين في طريقنا "للحمام". وعندما انتبهت لحالة الكردنة مددت الخطى ودخلت الفندق لكن انتبه لي هذا العنصر سامحه الله.
تقص لي ماحدث وما رأته في المشرحة لضحايا الحادث، تستوقفني المفردات التي تستخدمها الفتاة فهي مليئة بألم شديد وايضا بلامبالاة في ملاقاة نفس المصير.
ترعبني هذه الروح "الاستشهادية" تقول ممرضة أنها ستغادر قنا وعائلتها إلى محافظة أخرى، وتطلب مني ألا نكتب عن الأقباط في الصحف كأنهم مرعوبين ولا مظلومين، لأن الكنيسة "هي اللي مضيعة حقهم"
اسأل عن عائلة من بهجورة لم يقبض على أي من أبنائهم كمتهمـ(ين) في قضية نجع حمادي لكن الكثيرين يعلنون هنا تورط 2 من أبنائها في هذه القضية(في سيارتين سبقت احداهما السيارة الزيتوني للرفيق حمام الكموني وأخرى لحقتها) : يقولون لي أن بهجورة شبه مغلقة أمام الغرباء( مستحيل تدخلي من غير ما تكوني من هناك يا ابلة: يا عم تقفلهاش بقى)..وصلني منذ الثلاثاء أن الكل في تأهب هناك ولكن مسألة وجود متهمين محتملين وحالة ترقب وتسلح تعني أن مجزرة نجع حمادي قد تتكرر..إما لان مريم تريد أن تصبح شهيدة ولأن الكنيسة لا تحمي أبناءها (تعمل حراسة خاصة، يقول احدهم : أصمت بوجه شبه هائم، استوعب ببطء. هو انا اسيب الميليشيات ف بغداد اجي الاقي واحد بيقترحها لمصر؟)، قد تتكرر المذبحة أيضا لأن الأمن يرسل المئات لاعتقال 26 شخصا ولا يرسل مجندا إضافيا أمام الكنائس حتى في المناسبات التي تشهد إقبالا اكبر أو عند حدوث توتر طائفي
أو لأن نائب مجلس الشعب لا يعنيه أن يفوز بأصوات الأقباط ، عندما قال في الانتخابات البرلمانية السابقة: يعني همه كم (على ما قال لي احد أبناء قنا في القطار وما كرر لى احدهم في المستشفى، مضيفا ( هو بيفرض إتاوة على الكل مسلم ومسيحي ) وبالتالي فهو أيضا مؤمن بالوحدة الوطنية ولو جزئيا.
صحيح أخذ رجل القطار بين كل جملة وأخرى يقول صلي ع النبي ثم مجدي سيدك، ويردد أن لديه أصحاب مسيحيون ومسلمون ويكرر الأسماء المميزة لديانات هؤلاء الأصدقاء. وصحيح انني كنت قد "زهقت" وتعبت من عدم النوم قبل الرحلة التي لم تتم ، ولكن يبدو أنه صدق من لهجتي أنني حقا من أبناء أبو قرقاص البلد المنيا، يستزيد طالبا المكان بعينه، فين، فأقول: بيتنا ورا كنيسة الفكرية ..ايوه طوالي يا خال، وبين الجمل وبتخبط أورد : وصدقني وبالأمانة ووالله، ليردد –مقتنعا؟- بأنه كلنا أبناء الصعيد، وهكذا أيها السادة: أصبحنا جميعا أخوة في الإقليم بلا فرق بين مسلم ومسيحي. نيو مواطنة.
في حوار تال في القطار مع 4 من بين 6 شباب جاءوا من سوهاج للتضامن مع مصاب نجع حمادي سمعت السؤال بأكثر من صيغة: لماذا لا تهتمون بقضية الفقر الطاحن في الصعيد أيضا..هذا يشغلنا أكثر من كراهية الآخرين بسبب دينهم. ضابط المباحث الجنائية السعيد بالجاكت القطيفة ورغم المعاملة المهذبة كان يرد باقتطاب على أسئلتي ثم ذكرني في النهاية أنني محتجزة (أنا موش ناسية يا عم بس يعني الواحد يستفيد بحاجة بدل الركنة دي) وأنه من القاهرة (ابن ناس يعني) ولا يعرف لماذا يفعل المسيحيون والمسلمون هذا ..مضيفا أن: الصعيد غريب قوي. ولم أرد : وانت أغرب والله.
بالكاد أواصل العمل اليوم، لا تشغلني واقعة الاحتجاز – الحقيقة، أنها الأولى لي في مصر لكنها لا تقارن بالعراق مثلا- بقدر ما يشغلني أن ما تقوم به أجهزة الأمن من عز لالمدينة يشابه ما قامت به إسرائيل عندما منعت أي أجنبي من الدخول لغزة عندما كانت الضربات تتوالى ضد المدنيين بها، ليصل العدد لأكثر من 1200 شهيد غالبهم أطفال ونساء..كنت أراقب المصابين القادمين منهم للعلاج عبر رفح المصرية بينما زملائي الصحافيين الأجانب بانتظار أن تمن عليهم الحكومة الإسرائيلية بالسماح لدخول القطاع فيطيرون للعوجة، أو تمن عليهم الحكومة المصرية بالمثل فيدخلون عبر رفح. وفي كل لحظة أذكر نفسي: عيد الغطاس ده بيبقى يوم 19 .اللي خلص ده كان عيد الختان الأربع اللي فات. و اللي جاي ده الغطاس" اكتبها على ورقة فربما نحتفل بمرور الحادث بسلام أيضا وربما تحتفل أسرة مريم بأن هناك "شهيدة" لكن من قال أننا نريد مزيدا من الشهداء والدماء؟
* اسم مستعار
** ذهبت لنجع حمادي في مهمة صحفية ورافقت الناشطين القادمين لتوجيه واجب العزاء لما للفكرة من هدف نبيل.
18يناير:ألغي البابا شنودة الثالث بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية مظاهرالاحتفال بعيد الغطاس- جريدة الجمهورية
_________
قالتها "مريم*" إحدى فتيات نجع حمادي والتي التقيتها في مستشفى قنا؛ حيث قضينا ليلتا وزميلاتنا المحتجزات بعد أن منع الأمن المصري زيارة عزاء كنا نزمع القيام بها لمطرانية نجع حمادي، واحتجزنا بعد وصولنا للمدينة**.
تقول أنـ (هم) سيكررون حادث نجع حمادي في عيد الغطاس، أسألها كأي صحفي غبي: من هم (اللي بيقولوا واللي ها يقتلوا و اللي ها يتقتلوا ) ترد على شبه السؤال :الكل عارف بس احنا ها نحضر القداس عادي..وعاوزين نروح شهدا ..أنا كنت ف الكنيسة يوم المجزرة ورحت المشرحة ونفسي أبقى شهيدة . اسألها بنية صادقة في الفهم: ألا ترغبين في الحياة والعمل و و ..كانت قبل قليل تحكي لنا – ابنة السابعة عشر- عن أنها ستتزوج (!) رغم تعسف الأمن ضد والديها (في تعليقها على رد فعل الأهالي إذا علمن بواقعة احتجاز بناتهن)
تتحدث مريم عن حماس بحماس (اللي في فلسطين) ، تتكلم عن فكرة الاستشهاد، وانه : موش فارقة معاهم يعيشوا طالما ها يموتوا في سبيل الحق، وانها تحب دينها مثلما يحبون هم بلدهم، لكن يا عزيزتي من قتل الأقباط يوم العيد لم يكن يرغب حتى في إعطائهم هذه الفضيلة، أما الدولة فـ"استكترت" عليهم لفظة شهداء واحيانا ضحايا ، فأصبحوا في كثير من وسائل الإعلام " قتلى" ، وفيما بعد أصبحوا: مقتولين في حادث إطلاق ناري يتصادف أنهم مروا أمام القائم به، وعلى بعد كبير من الكنيسة والمطرانية : 50-100 متر حسب أقوال اللواء محمود جوهر مدير أمن نجع حمادي، الذي سألته بسذاجة متناهية "ينفع كده..طب ليه" عندما أعادني عنصر الأمن من حمام الفندق المقابل لمحطة نجع حمادي بعد أن تسربت مع زميلتين في طريقنا "للحمام". وعندما انتبهت لحالة الكردنة مددت الخطى ودخلت الفندق لكن انتبه لي هذا العنصر سامحه الله.
تقص لي ماحدث وما رأته في المشرحة لضحايا الحادث، تستوقفني المفردات التي تستخدمها الفتاة فهي مليئة بألم شديد وايضا بلامبالاة في ملاقاة نفس المصير.
ترعبني هذه الروح "الاستشهادية" تقول ممرضة أنها ستغادر قنا وعائلتها إلى محافظة أخرى، وتطلب مني ألا نكتب عن الأقباط في الصحف كأنهم مرعوبين ولا مظلومين، لأن الكنيسة "هي اللي مضيعة حقهم"
اسأل عن عائلة من بهجورة لم يقبض على أي من أبنائهم كمتهمـ(ين) في قضية نجع حمادي لكن الكثيرين يعلنون هنا تورط 2 من أبنائها في هذه القضية(في سيارتين سبقت احداهما السيارة الزيتوني للرفيق حمام الكموني وأخرى لحقتها) : يقولون لي أن بهجورة شبه مغلقة أمام الغرباء( مستحيل تدخلي من غير ما تكوني من هناك يا ابلة: يا عم تقفلهاش بقى)..وصلني منذ الثلاثاء أن الكل في تأهب هناك ولكن مسألة وجود متهمين محتملين وحالة ترقب وتسلح تعني أن مجزرة نجع حمادي قد تتكرر..إما لان مريم تريد أن تصبح شهيدة ولأن الكنيسة لا تحمي أبناءها (تعمل حراسة خاصة، يقول احدهم : أصمت بوجه شبه هائم، استوعب ببطء. هو انا اسيب الميليشيات ف بغداد اجي الاقي واحد بيقترحها لمصر؟)، قد تتكرر المذبحة أيضا لأن الأمن يرسل المئات لاعتقال 26 شخصا ولا يرسل مجندا إضافيا أمام الكنائس حتى في المناسبات التي تشهد إقبالا اكبر أو عند حدوث توتر طائفي
أو لأن نائب مجلس الشعب لا يعنيه أن يفوز بأصوات الأقباط ، عندما قال في الانتخابات البرلمانية السابقة: يعني همه كم (على ما قال لي احد أبناء قنا في القطار وما كرر لى احدهم في المستشفى، مضيفا ( هو بيفرض إتاوة على الكل مسلم ومسيحي ) وبالتالي فهو أيضا مؤمن بالوحدة الوطنية ولو جزئيا.
صحيح أخذ رجل القطار بين كل جملة وأخرى يقول صلي ع النبي ثم مجدي سيدك، ويردد أن لديه أصحاب مسيحيون ومسلمون ويكرر الأسماء المميزة لديانات هؤلاء الأصدقاء. وصحيح انني كنت قد "زهقت" وتعبت من عدم النوم قبل الرحلة التي لم تتم ، ولكن يبدو أنه صدق من لهجتي أنني حقا من أبناء أبو قرقاص البلد المنيا، يستزيد طالبا المكان بعينه، فين، فأقول: بيتنا ورا كنيسة الفكرية ..ايوه طوالي يا خال، وبين الجمل وبتخبط أورد : وصدقني وبالأمانة ووالله، ليردد –مقتنعا؟- بأنه كلنا أبناء الصعيد، وهكذا أيها السادة: أصبحنا جميعا أخوة في الإقليم بلا فرق بين مسلم ومسيحي. نيو مواطنة.
في حوار تال في القطار مع 4 من بين 6 شباب جاءوا من سوهاج للتضامن مع مصاب نجع حمادي سمعت السؤال بأكثر من صيغة: لماذا لا تهتمون بقضية الفقر الطاحن في الصعيد أيضا..هذا يشغلنا أكثر من كراهية الآخرين بسبب دينهم. ضابط المباحث الجنائية السعيد بالجاكت القطيفة ورغم المعاملة المهذبة كان يرد باقتطاب على أسئلتي ثم ذكرني في النهاية أنني محتجزة (أنا موش ناسية يا عم بس يعني الواحد يستفيد بحاجة بدل الركنة دي) وأنه من القاهرة (ابن ناس يعني) ولا يعرف لماذا يفعل المسيحيون والمسلمون هذا ..مضيفا أن: الصعيد غريب قوي. ولم أرد : وانت أغرب والله.
بالكاد أواصل العمل اليوم، لا تشغلني واقعة الاحتجاز – الحقيقة، أنها الأولى لي في مصر لكنها لا تقارن بالعراق مثلا- بقدر ما يشغلني أن ما تقوم به أجهزة الأمن من عز لالمدينة يشابه ما قامت به إسرائيل عندما منعت أي أجنبي من الدخول لغزة عندما كانت الضربات تتوالى ضد المدنيين بها، ليصل العدد لأكثر من 1200 شهيد غالبهم أطفال ونساء..كنت أراقب المصابين القادمين منهم للعلاج عبر رفح المصرية بينما زملائي الصحافيين الأجانب بانتظار أن تمن عليهم الحكومة الإسرائيلية بالسماح لدخول القطاع فيطيرون للعوجة، أو تمن عليهم الحكومة المصرية بالمثل فيدخلون عبر رفح. وفي كل لحظة أذكر نفسي: عيد الغطاس ده بيبقى يوم 19 .اللي خلص ده كان عيد الختان الأربع اللي فات. و اللي جاي ده الغطاس" اكتبها على ورقة فربما نحتفل بمرور الحادث بسلام أيضا وربما تحتفل أسرة مريم بأن هناك "شهيدة" لكن من قال أننا نريد مزيدا من الشهداء والدماء؟
* اسم مستعار
** ذهبت لنجع حمادي في مهمة صحفية ورافقت الناشطين القادمين لتوجيه واجب العزاء لما للفكرة من هدف نبيل.