الخميس، 26 نوفمبر 2009

على هامش صدور تقرير هيومان رايتس، أكراد سوريا.. بين الشكاوى والمطالب - حوارات


كتبت أميرة الطحاوي* - يقول أكراد سوريون أن مناطقهم تعاني من التهميش، ويريدون حريات سياسية ومدنية أكبر،  وفي تقرير لها صدر اليوم الخميس بعنوان " إنكار الوجود" طالبت منظمة (هيومان رايتس ووتش)  الحكومة السورية بالكف عما سمته "ممارساتها غير القانونية أو المبررة بمهاجمة التجمعات السلمية الكردية واعتقال النشطاء السياسيين والمثقفين الأكراد" ورصدت المنظمة بعض حالات القتل والتعذيب والاختفاء القسري لأكراد غالبهم من فئات عمرية شابة، لمزيد من الضؤ على أوضاع وشكاوى الأكراد بسوريا، كان هذا الحوار مع الباحث جهاد صالح وهو كردي سوري، يعيش حاليا في الولايات المتحدة قادما لها من لبنان حيث غادر سوريا قبل سنوات. وسامان محمد؛ الصحفي الكردي الذي يعيش في كردستان العراق منذ 2004، وكان يفترض أن يتضمن الحوار أيضا إجابات من أحد الأكراد السوريين الفارين بالقاهرة منذ نهاية التسعينات لكنه تراجع طالبا عدم نشرها لأسباب تتعلق بسلام أسرته في سوريا.
تعليق من منظمة هيومان رايتس:

وقد قالت سارة ليا ويتسن المديرة التنفيذية لقسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في هيومان رايتس ووتتش أن الحكومة السورية " ترى التهديد في كل مكان، حتى في الاحتفال برأس السنة الجديدة التي تجري في القرى، فإذا كانت ترغب في علاقات أفضل مع أقليتها الكردية، فعليها أن تعالج شكاواهم المشروعة بدلاً من محاولة إسكاتهم".مضيفة أن "تجاهل معاملة الأكراد في سوريا لن يجعل المشكلة تختفي، ولعب المجتمع الدولي دوراً هاماً في تحسين معاملة الأكراد في العراق وتركيا، وعليه أن يفعل الشيء نفسه بالنسبة لأكراد سوريا".
*يسألنا أستاذ الرياضة عن قوميتنا و يحشرنا في زاوية خاصة، و ينعتنا أستاذ التربية العسكرية بالخونة و العملاء الإسرائيليين! كيف يثقلونا بكل هذا الكراهية ونحن بعد أطفال؟
*كانت رسالة الأسد الابن للكرد السوريين، ألا تحلموا بأية حلول!
*الخارج من سوريا مولود، و الداخل إليها مسجون في فرع فلسطين الملقب بسجن النهاية.
*هناك هجرة داخلية نحو أطراف دمشق، حيث يستأجر الأكراد خيما للسكن إذ لا يملكون إيجار الغرف.
*الأسد قام بتسليح قبائل عربية لمواجهة أي احتجاج من مواطنيه الأكراد.
*طالبنا بحقوقنا كمواطنين ولم نتحدث أبدا عن الانفصال.



سألناهم أولا عن مصير ذلك التفاؤل الذي عم بعد وصول الرئيس السوري الحالي بشار الأسد للحكم قبل 9 أعوام، وهل حقا كان لديه النية لتهدئة الأمور في المناطق الكردية؟

يقول "جهاد صالح" أنه منذ توليه الحكم في سوريا، لم تكن لدى بشار الأسد النية في إصلاح أي شيء، وخاصة ما يتعلق بالوضع الكردي، بل العكس ازداد وضع الشعب الكردي سوءا، من النواحي الاقتصادية والسياسية، وبعد سقوط نظام صدام عام 2003 خاف النظام السوري من تغييرات في المنطقة قد تطاله، ودخل بشار في سياسة قمعية جديدة مغايرة بعض الشيء لنهج والده، وزادت الاعتقالات في صفوف النشطاء الكرد، والأحكام الجائرة، وقلق النظام من تنامي النجاح الكردي داخل العراق وهذا سيؤثر إيجابا على أكراد سوريا، وقمع الأجهزة الأمنية للمظاهرات الكردية في دمشق والقامشلي، كانت مدخلا لسياسة الأسد الابن الجديدة تجاه الأكراد،إلى أن ارتقت تلك السياسة في ما خططت الأجهزة الأمنية في افتعال مشكلة داخل سوريا بين العرب والكرد، وتحولها إلى انتفاضة كردية 2004، وطبعا كان رد السلطة قاسيا ودمويا، وسقط عشرات الضحايا من الشباب الكردي برصاص الجيش والأمن واعتقال الآلاف.
باختصار كانت رسالة الأسد الابن للكرد السوريين، ألا تحلموا بأية حلول، حتى أنه في خطاب القسم الرئاسي الأخير وضع الأكراد قاب قوسين، وأن المشكلة الكردية هي مسألة الأكراد المجردين من الجنسية السورية والتي لم تلقى أية حلول رغم الوعود الرئاسية.
ويعلق "سامان محمد" بالقول أن بشار حاول في خطاب قسمه أن يكون لينا مع الوضع السوري عامة، و مع الحالة الكردية بشكل خاص.غير أن ما أعقب مرحلة ما سميَّ بربيع دمشق و إغلاق المنتديات الثقافية، و فتح أبواب المعتقلات على مصراعيها لابتلاع المزيد ثم المزيد من الشعب السوري، كشف المستور فيما أعلنه بشار، الذي قدم طعمه المدني لإخراج أبطال الفكرة التهريجية التي تقول بإمكانية قيام حياة مدنية خارج قبضة السلطة البعثية في سوريا.لذلك لم أطمئن و لو للحظة لنية بشار في إحداث تغيير ما داخل العالم السوري المغلق بإحكام، فكل قوة و بلطجة النظام السوري موجه نحو قمع شعبها، لذلك هي دولة هشة. تصوري هذه الخرافة السورية التي حدثت قبل أيام، و هي أن شاب كردي سوري حكم عليه بالسجن لثمان سنوات، لضعف في شعوره القومي...؟ لا توجد مسوغات لاعتقال كائن ما كان في سوريا، الكل على حافة الإعتقال الاعتباطي الذي تفشي منذ عدة سنوات، و بالتحديد بعد 12 / 3 / 2004. عندما حدثت المواجهة بين الكرد و الحكومة البعثية التي استعادة استراتيجيتها القديمة التي جربتها في مدينة حماه1982. عندما سلحت بعثييها من المتواجدين في حماه قبل أن يقتحم الجيش المدينة. و هذا ما حدث في مدينتي الحسكة و القامشلي، حيث تم تسليح الشوايا ـ و الشوايا لقب لبعض القبائل العربية كقبيلة الطي والشرابية، لمواجهة الكرد و فبركة القمع البعثي بأنه صراع داخلي بين الكرد و العرب، غير أن ذلك لم يتم له حيث وقفت عشرة الشمر المعروفة في المنطقة العربية عامة، إلى جانب الكرد في صراعهم مع الهمجيين الذين استقدمتهم السلطة من بادية الرقة و تدمر و استوطنتهم كجزء من سياسة التعريب في المكان الكردي. إن كلمة الاطمئنان في سؤالك خرافية بالنسبة لي. فكيف لي أن أثق بنظام جرَّد أكثر من 350000 ثلاثمائة و خمسون ألف مواطن كردي من الجنسية السورية. و نظام حاصر المكان الكردي بالحزام العربي بطول 365كم و بعرض 20 كم. على الحدود مع تركيا. و نظام سلب الفلاح الكردي أرضه غصبا و بقوة السلاح و على الطريقة الصهيونية و أنشأ مستوطنات عروبية للبدو الذين جلبهم من الرقة. نظام أحرق ستين كرديا في سجن الحسكة في 24/3/1993. و نظام أصدر المرسوم 49 الذي يمنع الكرد من تملك العقارات. و يعرِّب القرى و المناطق الكردية. و يمنع علينا التحدث باللغة الكردية في الأماكن الرسمية. ويسألنا أستاذ الرياضة عن قوميتنا و يحشرنا في زاوية خاصة، و ينعتنا أستاذ التربية العسكرية بالخونة و العملاء الإسرائيليين و نحن مراهقين لا نفكر سوى بما يفكر به المراهق في العالم. أيشجع تاريخ علاقتنا مع البعث على الاطمئنان إليه...؟

*كمغترب كردي، هل كنت تفكر في البقاء بعيدا عن بلدك؟ هل كان حلما ؟ ما الاختلاف في سفرك: المرة الأولى للبنان والآن إلى أمريكا ؟
يقول "جهاد صالح" : لم أكن أبدا أريد ترك الوطن في هذه الظروف التي يجب تفعيل النضال والنشاط بين الجماهير وداخل الشارع الوطني، مع أنني كنت أحلم أن أسافر إلى أوروبا لأجل الدراسة، ولكن لم أجد أمامي إلا اختيار الخروج من سوريا قسرا بعد مضايقات مخابراتية وتحقيقات أمنية وإرهاب نفسي، لمتابعة النشاط الصحفي والإنساني والسياسي ولو من وراء الحدود.
في المرة الأولى حين تركت سوريا ومدينتي القامشلي كان يراودني شعور هو هل سأعود يوما، مع شعور بالذنب أنني أترك أصدقائي وأهلي والمواطنين السوريين داخل الجحيم، كنت أتألم لأجل ما يحدث لهم.
في المرة الأخرى والأخيرة وبعد بقائي في لبنان لمدة العام ونصف العام، وسفري كلاجئ إلى أمريكا، شعور مؤلم كان يتقمصني وهو أنني أتلاشى وأتحطم بابتعادي نهائيا عن الوطن، فالفارق أنك في لبنان ملاصق للوطن وقريب جدا، ولكن في أمريكا هناك بعد زمني وروحي وجغرافي، صعب أن أصف شعوري من هنا في أمريكا، وكأنني انطلق من الصفر؟
ويعتقد "سامان محمد" أن هجرته لم تكن اختيارية،بل دفعه النظام لذلك " هجرتي غير الشرعية من سوريا كانت قسرية. ففي موقعة القامشلي التي عمت كل المدن السورية، جلب البعث عملائه من العرب الشوايا و أمرهم بسرقة الدكاكين الكردية في مدينة الحسكة و القامشلي،و عندما ذهب أخوتي للدفاع عن دكانهم الذي سُرِق و أحرق، تم القبض عليهم من قبل الشرطة البعثية و على إيقاع الهتافات و قيم الحضارة البعثية التي كانت تنادي.../ بالروح بالدم نفديك يا بشار ـ و ينهبون أموالنا ـ بالروح بالدم نفديك يا صدام ـ و ينهبون أموالنا ـ الله أكبر ـ و يحرقون أموالنا و يتم اعتقالنا. لذلك هربت ليلا. غير أنني أتوق باستمرار للاجتماع مع أهلي الذين باتت علاقتي معهم، كعلاقة مع الموت المتقطع، كل فترة يتصلون و يخبرونني بموت أحدهم من الذين تبقوا في سوريا الصامدة جدا..!!. الخارج من سوريا مولود، و الداخل إليها مسجون في فرع فلسطين الملقب بسجن النهاية، و أما يعتقل لفترة و من ثم يختم على جواز سفره ممنوع من السفر إلى أبد الآبدين."

* سألنا “جهاد صالح” عن مغادرته إلى لبنان ثم إلى أمريكا، في مقارنة بين التجربتين: هل غادرت سوريا لوجود ما قد يصح تسميته بمناخ مناهض للأكراد، وصعوبة الترقي المهني لهم؟ أم رغبة شخصية في تحسين أوضاعك أنت كفرد أو ضمان مستقبلك المهني؟

فقال إن المناخ العام في سوريا سيء جدا، هناك الفساد والبطالة والقمع، وأنا كمواطن كردي محروم من معظم الحقوق، ومضطهد بشكل يومي، إضافة إلى التمييز العنصري من النظام بحق الشعب الكردي في سوريا، كما أن تخرجي من الجامعة واصطدامي بواقع معاشي مخيف منعني من ممارسة مهنة المحاماة، وعدم استقلالية القضاء، وحرماني من تولي الوظائف الحكومية لأسباب عنصرية وسياسية، ومناهضتي شخصيا وثقافيا لسياسات النظام، ودخولي في الصف النشاطي الإنساني داخل المجتمع السوري، لأجل بناء وطن ديمقراطي ومؤسساتي. لكن انتهى كل شيء بالسفر واللجوء إلى بيروت ومن ثم إلى واشنطن، باختصار لا يمكن لشخص مثلي يريد الحرية والعدالة والعيش كمواطن من الدرجة الأولى، أن يعيش داخل سوريا، والسبب الأساسي هو أنني كشاعر وككاتب لن يستطيع تقديم أي شيء لوطنه ولقضايا الإنسان في ظل القمع والحريات المصلوبة.

* لكن، هل تركت لبنان أيضا مضطرا ؟هل كنت تتوقع ان تبقى فيه فترة اكبر وتشق طريقك ربما في سهولة أكثر من وجودك بالغرب؟
لبنان كانت محطة هامة في نشاطي الصحفي والإنساني معا، وقد استطعت القيام بنشاطات كثيرة، إضافة أنني تطورت كتابيا ومهنيا، ولكن النظام لم يتركني في سلام، فكان أهلي وأصدقائي يتعرضون لمضايقات بسبب ذلك، حتى وصل إلى درجة التهديد بخطفي من بيروت، كنت أعيش في مناخ مخيف ورهيب، ولكن بقيت أمارس أنشطتي علنا، وفي النهاية مورس الضغط علينا كنشطاء ومثقفين سوريين داخل لبنان، من قبل بعض الساسة اللبنانيين الموالين لنظام الأسد، وطالبوا بإخراج النشطاء السوريين من بيروت، وهذا ما دفع مكتب الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين والسفارة الأمريكية لإخراجنا بسرعة.


* وعن الشباب الأكراد بسوريا، هل هناك بينهم الآن اتجاه عام للسفر للخارج، بالأخص لإقليم كردستان العراق الذي يحظى بحكم ذاتي، أو لبنان أو حتى الغرب؟
يقول "جهاد صالح" أن "الغالبية من الكرد السوريين يطمحون للسفر إلى الخارج، وهذا لأسباب تعود إلى الفقر المدقع والبطالة والقمع المتعدد الألوان بحقهم من النظام وأجهزة المخابرات، وقد ازداد عدد المهاجرين إلى دمشق والساحل السوري، وكذلك إلى لبنان وكردستان العراق، حتى وصل الأمر بمكتب الأمم المتحدة الإنمائي 2008 باعتبار المنطقة الكردية منطقة كوارث بسبب الجفاف والفقر، طبعا النظام يشجع الهجرة والسفر لأجل الهروب من وضع حلول للقضايا الكردية، وكأسلوب مناهض للنشاط الكردي وذلك بإفراغ المنطقة الكردية من سكانها الأصليين"
أما "سامان محمد" فيرى في تجربته في العيش بكردستان العراق بديلا مؤقتا " رؤيتي شخصية و هي متوقفة على وضع كل مدينة بشكل مستقل. أقيم هنا منذ خمس سنوات و مازال الناس هنا ينادونني بالسوري كأنني صفة لشيء و لست كائنا. و إن بقيت هنا لملايين السنوات سيظلون ينادونني بالسوري. سوريا التي لا تعترف بي، تلتصق بي كنعت ٍ لشيء ما هنا. أعيش هنا و لكنني لا أقيم فيه. وطني هو ما يشعرني بالثبات على ترابه و هو أمر لم أشعر به لا هنا، و لا في سوريا الأسد التي تشعر الجميع بأنها حظيرة بعثية و الكل قطيعها"

* سألناهم هل هناك زيادة في عدد الأكراد الشباب المسيسين أو المثقفين الذين يرغبون في مغادرة البلاد؟ وهل الاتجاه موجود لدى الشباب العاديين لتحسين ظروفهم الاقتصادية: حتى للعمل لفترة بالخارج؟

يعتبر "جهاد صالح" أن هناك توجه عام لدى الشباب الكردي للسفر، على أمل الحصول على حياة معيشية مناسبة وصحية، ولكن النسبة تتقلص لدى النشطاء السياسيين والمثقفين الذين يفضلون البقاء داخل سوريا، لإفشال مشاريع النظام في إخراج الأكراد من أرضهم ومناطق سكنهم، بالقمع والمشاريع العنصرية والقوانين الاستثنائية. وممارسة النشاط وجها لوجه مع آلة القمع السلطوية.
ويعبر "سامان محمد" عن نفس الرؤية تقريبا فيقول إن تمكنتِ من التجول الآن في المدن الكردية، ستخبرك الشوارع عن الهجرة القسرية التي يضطر الكردي في سوريا القيام بها. أنفَّلة ٌ خفية بسلاح التجويع و منع المشاريع التجارية و الصناعية في المناطق الكردية، و طبعا المرسوم 49 سيء الصيت. فالكردي عندما يتزوج يجمع لإقامة حفلة الزواج موافقات جميع الفروع الأمنية في المحافظة و يدفع ضريبة رفاهية لكونه يتزوج، بالرغم من أن الزوج في الدستور السوري واجب على الدولة و حق للمواطن. لقد توقف العمل كليا في مناطقنا بسبب المرسوم 49. إن سلبت منا سبل عيشنا سلبت حياتنا، لذلك تكتظ شوارعنا بالموتى بدلا من الأحياء. الكل يئس ٌ و عاجز بلا حيلة أمام تفشي الإعتقال الاعتباطي و تفشي البطالة و الفقر. كما هناك هجرة داخلية نحو أطراف دمشق، حيث يتم استئجار خيم للسكن فيها لعدم القدرة على استئجار غرف.
* عن المطلب الذي يجمع عليه مواطنو سوريا الأكراد؟ وهل يجد مكانه في أجندة الأحزاب الكردية هناك..يقول "جهاد صالح" أن كل المواطنون الكرد السوريون يطالبون بحقوق المواطنة الكاملة، والاعتراف الدستوري بالشعب الكردي داخل سوريا كقومية ثانية إلى جانب القومية العربية، وتأسيس نظام برلماني لا مركزي، على أن تكون المنطقة الكردية منطقة إدارية واحدة، ويتولى الأكراد إدارة شؤونهم بأنفسهم ضمن وحدة البلاد ووفق مقتضيات المصلحة الوطنية.
وهذا ما نجده في برامج الأحزاب الكردية وأجندتها، وهي أحزاب علمانية علنية وغير مرخصة ولكنها تمارس نشاطها علنا، والنظام يدرك تماما مطالب الكرد الوطنية، ولكن لا حلول ولا حوارات والأبواب موصدة.
فيما يرى "سامان محمد" أن مطالب الشعب الكردي في سوريا تتقاطع تقريبا مع الشعارات التي تعلنها الأحزاب الكردية في سوريا. فكلاهما ينادي بالديمقراطية و بالحياة الكريمة و بإيقاف الاعتقالات الاعتباطية و بإلغاء قانون طوارئ الطوارئ، فالمناطق الكردية محكومة بآثار مضاعفة للوضع الطارئ ـ أكثر من أربعين سنة و ما زالت الحياة السورية طارئة. طبعا الأحزاب الكردية في سوريا مأخوذة بانشقاقاتها اللانهائية و وانقسامات زعاماتها داخل لعبة يجيدها البعث لصالحه دائما،أي لعبة الشعب ضد الشعب. و هي بكل أسف لعبة يتعثر بداخلها كثيرا، الكثير من قيادات هذه الأحزاب.

* البعض يستشعر مخاوف لدى سلطات دمشق من دعم ما من قبل السلطات الكردية بالعراق للأحزاب الكردية السورية.
يؤمن "جهاد صالح" على هذا، قائلا: نعم النظام السوري يعيش القلق والخوف من أي دعم للحركة الكردية السورية من قبل السلطات الكردية في العراق، ولكن ليس هناك أي دعم مادي أو سياسي، هناك تعاطف وتضامن، إلى جانب بعض المساعدات في المجال الدراسي للطلبة عبر المنح الدراسية، وفتح مكاتب للأحزاب الكردية السورية داخل كردستان العراق.
ونجد السلطات السورية تعمل جاهدة لمنع أي دعم كردي عراقي لأكراد سوريا، خوفا من ازدياد وتيرة النضال والنشاط الكردي السياسي داخل سوريا.
أما "سامان محمد" فيلخص موقف حكومة دمشق من إقليم كردستان العراق بالعبارة " سوريا تخاف الهواء القادم من كردستان العراق، ويضيف " ينبهنا إلى التزامن بين حدوث كل تطور في كردستان العراق و بين التدهور الذي يحدث للكرد في سوريا. فيوم تنصيب جلال الطالباني رئيسا لجمهورية العراق، قتل أول عسكري كردي سوري بالتعذيب على يد ضابطين في الجيش السوري. و مع إقرار الفدرالية في العراق، حدثت انتفاضة القامشلي...إلخ. وهكذا كل ما يحدث في كردستان العراق له صدى وترد الحكومة السورية عليه بطريقتها.

* ولكن هل تخشى سلطات دمشق من تكرار للدور الذي لعبته سوريا مع حزب العمال الكردستاني؟

يقول "جهاد صالح" أن ذلك وارد؛ فسوريا دعمت أوجلان وحزب العمال الكردستاني لأجل ضرب تركيا، وكذلك خلق صراع كردي – كردي وإضعاف الحركة الكردستانية، واليوم أكراد العراق يقودون السلطة في العراق التعددي، وهم حلفاء أوروبا وأمريكا، ولهم دور مميز واستراتيجي في الشرق الأوسط ومسألة الاستقرار، إضافة إلى أنهم يمتلكون شبه دولة، وامتلاكهم لسلاح النفط، كل ذلك يثير الرعب ليس لدى النظام السوري فقط، بل التركي والإيراني وبعض العرب، وإذا قدمت الحكومة الكردية العراقية الدعم لأكراد سوريا، أعتقد أن الوضع الكردي والسوري كان سيكون في حال أفضل.
ويلخص "سامان محمد "موقف الحزب الحاكم في سوريا من حركات التمرد الكردي في الدول المجاورة بأن البعث السوري لن يقوم إطلاقا بشيء يخدم قضية يحاربها هو و أعداوءه. البعث السوري لا يكترث بالكرامة الإنسانية، لذلك دافع بشار عن مثيله و مثله صدام قبل تحرير العراق، و الآن يدافع عن البشير، و هو لن يسمح باستنشاق الكرد لنفس الهواء و العيش تحت ذات السماء، فهو لا يفهم معنى الحرية والمساواة.
---
عن صحيفة نهضة مصر.
-الصورة الأولى لغلاف تقرير هيومان رايتس الأخير عن اكراد سووريا
- صورة للباحث الكردي جهاد صالح
-صورة لأحد القتلى من اكراد سوريا على يد السلطات هناك- 2008 - موقع عفرين

الثلاثاء، 24 نوفمبر 2009

ابحث مع الشرطة

قائل كل هذه التصريحات، وفي جلسة واحدة، شخص واحد مسئول في الحكومة المصرية: فمن هو؟

  1. نريد لجنة من دول غير عربية لمعالجة سريعة لأزمة مصر والجزائر.
  2. مصر لا يوجد لديها مشروع (قومي) حقيقي خاص بمعاملة المصريين في الخارج.
  3. الحكومة المصرية كانت على علم بما يحدث داخل الأراضي السودانية بتوافد مجموعات عصابية قبل يوم المباراة بـ 48 ساعة.
  4. الحكومة تزور الانتخابات البرلمانية مادياً والإخوان يزورونها معنوياً.
  5. سيقام الدور المصري بالاعتماد على المواجهة مع ثلاث قوى، وهى إيران وتركيا وإسرائيل، بجانب تطوير مشروع جامعة الدول العربية، فهذا هو أملنا الوحيد الذي ما زال متبقياً لدينا.
  6. لن نسمح لإسرائيل باللعب في الخريطة التي رسمها الفراعنة.
  7. مبارك هو الأفضل لمصر فى الفترة القادمة (بعد 2011 يعني)
    .....

    إنه مصطفى الفقي يا حضرات

الاثنين، 23 نوفمبر 2009

الصحف الجزائرية : أبو تريكة ملك لايظلم عنده أحد .. والأهلى عظيم برجا

رغم إني قفلت الدكان وعقبال الجميع مسافرة شوية، بس لقيت العنوان ده ف الأرشيف..الصحيفة اللي كتبت الكلام الحلو ده عن مصر وأبو تريكة من كام شهر، والوارد نصه أدناه، هي واحدة من كام صحيفة جزائرية، نشرت -بعد الشروق الجزائرية أيضا- خبر كاذب عن مقتل 21 جزائريا في مصر بعد ماتش القاهرة، وطبعا ورغم تكذيب السفير الجزائري لا حد بيعتذر ولا حد بيصحح (موش فرق كبير قوي عن بعض الفضائيات المصرية اللي اتسعرت بعد ماتش السودان برضه) رغم إن خبر القتلى ولع الدنيا.


وبعد ماتش السودان انهالت صحف جزائرية أخرى بشتائم (موش قد كده) على المصريات والمصريين، وال فرعون، وفقدان الرجولة!، وحاجات كده موش ولابد.

ويماثلها لدينا مصرياً في الوقاحة والفبركة - حتى لو بالعياط والعويل والمبالغة- كثير من الإعلام الفضائي من عينة الفُكَهي عمرو أديب بتاع اوربيت، ومن ضيوف هذه القنوات الفضائية من المشاهير - محدش يقول لي مثقفين ولا فنانين، دول مشهورين وبس- وشتائمهم العنصرية على الهواء، أو تلك المسجلة والتي أذيعت بلا أي مونتاج يحذف كلمة عنصرية أو شتيمة، وكما شاهدتها في يوتيوب وصعقت: أي والله اتفاجئت وصعقت؛ ما أنا مكنتش بتفرج ع كل قنوات التلفزيون..، وبالطبع معهم في شعللة الأمر بعض المواقع الاليكترونية، وبدرجة أقل الصحف المطبوعة.

الغريب إن نفس الصحيفة اللي نشرت هذا الوصف لأبو تريكة- وأنا موش أهلاوية بالمناسبة - استخدمته قبل ماتش السودان مباشرة بمعنى آخر:"إذهبوا إلي السودان فأن بها ملكاً لا يظلم عنده أحد" .(والغلط الإملائي من عندهم).وكلام تاني عن فرعون ومحمد وقريش والكفر والإسلام! هو اللي يقلب كلام الرسول: مرة مدح ومرة شتيمة ييجي يتمسج بالاسلام ؟ إسلام إيه ودين إيه اللي حاشرينه في الشتايم؟ فرقتوا إيه عن خالد الجندي - مصري اهو عشان الناس اللي بتمسك ع الواحدةى- بتاع نسب الفوز المصري في ماتش القاهرة للتوبة ؟ توبة عن إيه يا أخي؟
--
الخلاصة: كثير من وسائل الصحافة والإعلام في مصر والجزائر..بيغيروا ذمتهم من أقصى اليمين لأقصى اليسار ، بتحكمهم بعض الضوابط القانونية والاجتماعية أحيانا بس لما يبقى في ضؤ اخضر بياخدوا راحتهم على قد الممكن في الشتايم والردح .

روحوا ربنا يجازيكم كلكم على ما فعلتوه بمثله، سوا جزائريين..ولا مصريين . و ياخد اللي ف بالي لحد ما ارجع. سمعونا آمين.

متن الملف: لم أجد الرابط وسأضعه إذا وجدته لاحقا

_________________________________________________________


(بالصور) تقرير – الصحف الجزائرية : أبو تريكة ملك لا يظلم عنده أحد .. والأهلى عظيم برجا

لم يكن يوم حفل تكريم نجم الأهلى الخلوق محمد أبوتريكة فى الجزائرمن صحيفتى الهداف ولوبيتور الرياضيتانهو يوماً عادياً أو حدث مر مرور الكرام لدى الأخوة الجزائرين ولم نبالغ عندما نقول أن نجم الأهلى محمد أبوتريكة حظى بإستقبال الأبطال وقد يفوق إستقبال الجزائرين لأبنهم زين الدين زيدان النجم الشهير .

وفى يوماً تاريخياً بالنسبة للنجم محمد أبو تريكة الذى لاقى معاملة الرؤساء والملوك تغزلت الصحف والنجوم والمسؤولين الجزائرين فى نجم الأهلى محمد محمد محمد أبو تريكة نجم الحفل الأول والنادى الأهلى الذى " نال من الحب جانب " ، وجاء ملخص مادار فى مقدمة جريدة الهداف الجزائرية التى تحدث عن أبو تريكة والأهلى :

إنطلق الحفل بعد الساعة السابعة وكان منظم بإحكام حضرت فيه الأحسايس والعواطف التى امتزجت بعبارات الثناء والإعجاب لكن اللحظة المؤثرة هى عند صعود ابوتريكة لإستلام جائزته وسط التصفيقات وهى دقائق عكست قيمة هذا اللاعب الكبير الذى شغل الدنيا ليس فقط بإدائه الراقى فوق الميدان واسهامه فى التتويجات الكثيرة للنادى الأهلى والمنتخب المصرى بل حتى بالمواقف الرجولية التى التى اتخذها طيلة مشواره الرياضى وتصريحاته التى تعكس تواضعه وإيمانه الراسخ بالله وبالإسلام ودفاعه المستميت عن قضايانا الجوهرية وكلمة حق تقال لم نجد من أشقائنا المصريين إلا ثباتاً على القول فرغم أن مدرب الأهلى " خوزى مانويل " عارض بشدة إنتقال أبوتريكة إلى الجزائر بحجة أنه سيجهد نفسه قبل ايام من موعد تنزانيا " رابطة الأبطال " إلا أن أبوتريكة أبى إلا أن يكون عند كلمته وحل أمس بالجزائر غداة مباراة مصر وزامبيا كما أن الفضل فى ذلك يعود إلى الوقفة الرجولية لرئيس مجلس إدارة النادى الأهلى حسن حمدى الذى كانت له كلمة الفصل وأثر أن يكون صادقاً مع وعده الذى قطعه معنا على أن يخدم مصلحة فريقه بإراحة لاعبه قبل الموعد الأفريقى .

هذا هو الأهلى الكبير بمسؤوليه وبلاعبيه وبرصيده الفكرى والحضارى وليس غريباً أن يسيطر على أفريقيا فى السنوات الأخيرة ويكون أفضل نادى فى القرن الماضى .

وإنتهت مقدمة صحيفة " الهداف " التى لاتعكس إلا التقدير والإحترام الذى حظه أبوتريكة فى الجزائر ولم تنسى " الهداف " نقل كل كبيرة وصغيرة عن النجم الخلوق منذ وصوله إلى الجزائر ونقلت "الهداف " بعض لقطات من ملامح أبو تريكة الأنسان تحت عنوان كبير

" أبوتريكة : كبير بنجوميته وأكبر بتواضعه ":

فى البداية أكدت الهداف أن الكثير من المتابعين اعتبروا أن قدوم أبوتريكة إلى الجزائر هو كدبة أبريل رغم أن الشهر لم يحل بعد إلا أن أبوتريكة حضر إلى الجزائر ولمدة 24 ساعة لحضور حفل تكريمه كأفضل لاعب عربى فى استفتاء الجريدة .

وفى بوعده رغم ظروفه الصعبة

لم تجد الهداف غير صفات " الشهامة " و"الرجولة" و " الوفاء " و" الخلوق " لتصف بها أبوتريكة الذى ألتزم بكلمته وحضر إلى الجزائر عقب 24 ساعة من إنتهاء مباراة مصر وزامبيا وتعادل المنتخب المصرى إلا أن الرجل كان عند حسن الظن به وكان على مستوى نظرة العرب إليه وأوفى بالعهد الذى قطعه على نفسه رغم إجهاده وحضر إلى الجزائر بصحبة وفد رفيع المستوى يضم ممثلين للنادى الأهلى وإعلاميين .

جاء فى يوم ماطر وجلب معه الخير

وقالت " الهداف " أن أبوتريكة الذى قطع رجلة السفر من مصر إلى الجزائر فى مدة زمنية قاربت من الأربعة ساعات والتى هبط الطائرة به فى مطار " هوارى بومدين " جاء فى يوم ممطر مما أعطى الإنطباع أن النجم جاء ومعه الخير " ومنذ وصل النجم لم تفارقه الإبتسامه رغم أن ملامحه بدى عليها الإجهاد إلى أن ذهب لأخذ قسط من الراحة فى صالة كبار الزوار .

لبى كل الرغبات وقال أنا ضيفكم

ووصفت " الهدف " لحظة دخول أبوتريكة إلى " القاعة الشرفية " أو صالة كبار الزوار بإنها لحظة شهدت إلتفاف الجميع حول النجم الخلوق وأكد الهداف أن جميع الحضور بدءً من رجال الشرطة ورجال الجمارك وحتى الأشخاص العاديين ألتفوا حول النجم الكبير لإلتقاط الصورة التذكارية معه واشادت الهداف بتصرف أبوتريكة الذى أصر رغم تعبه على تلبية مطالب الجميع ورفض محاولات إراحاته من جانب الأشقاء الجزائرين قائلاً " أنا ضيفكم " .

أنت ملك الحبشة ولايظلم عندك أحد

وفى موقف يحمل معان كثيرة ذكرت " الهداف " أن أحد الحضور والذى ذهب لألتقاط صورة تذكارية مع أبو تريكة قام بسؤال النجم سؤال غريب حيث سئله عما إذا كان شاهد فيلم الرسالة فهز أبو تريكة رأسه فما كان من الشخص إلا أن يقول أن تذكرتى بالمشهد الذى يوصف ملك الحبشة ثم قال له " أنت ملك الحبشه الذى لايظلم عنده أحد " وكان الهدف من استعارة المواطن لقول رسولنا محمد - عليه الصلاة والسلام – الذى وصف به النجاشى – رضى الله عنه- ملك الحبشة هو التعبير عن حبه الجارف لأبوتريكة عن طريق تشبيه بالصحابى النجاشى – رضى الله عنه .

أن تحمل له الحقيبة " مش ممكن "

ورصدت " الهداف " بعض المواقف الذى مر بها النجم أبوتريكة وكان أهمها مداعبة لأحد الأطفال الجزائرين الذى رد على أبوتريكة وأكد له أن الجزائر سوف تفوز على مصر ثم أهدت له أحد طفلة جزائرية تدعى حنان " مصحفاً " كانت ختام الهدايا التى إنهالت على أبوتريكة من أعلام جزائرية وقمصان للمنتخب الجزائرى وكان الموقف الذى توقفت عنه " الهداف " هو رفض أبو تريكة القاطع لأن يحمل أحد حقيبته حتى ولو كان عامل الفندق وطلب أبوتريكة أن يعامل كشخص عادى .

رابح ماجر : مرحباً بك ياأبوتريكة .. وأنت تستحق اللعب فى أوروبا

قال النجم الجزائرى رابح ماجر لأبوتريكة فى كلمة رسمية أثناء الأحتفال الذى أقامته جريدة الهداف " مرحباً بك يا أبوتريكة فى بلدك الثانى وأنت حالياًً تشرف الكرة العربية بإمكانياتك الكبيرة .. واتمنى لك التوفيق مع المنتخب المصرى .. كما أتمنى أن تحترف فى نادى كبير فى أوروبا لكى تبرهن على موهبتك فى أعلى مستوى الكرة العالمية .. أنت تستحق ذلك " .

الجدير بالذكر أن الإحتفال حضره لفيف من الشخصيات السياسية والرياضيةيتقدمهم كاتب الدولة المكلف بالاتصال عز الدين ميهوبي وأعضاء السفارة المصرية إضافة إلى رئيس الاتحاد الافريقي لكرة القدم عيسى حياتو ورئيس الاتحادالجزائري محمد روراوة ورئيس الرابطة مشراراة ورئيس اللجنة الاولمبية مصطفى بيراف، إضافة نجم المنتخب الوطني السابق لخضر بلومي واللاعب الدولي الحالي سليمان رحو ورئيسا بلوزداد والقبائل قرباج وحناشي.

ابو تريكة لاعب عربي كلنا يحترمه، عرف عنه عزوفه عن حضور حفلات التكريم لكنه وافق على حضور تكريم صحيفة الهداف الجزائرية له بصفته افضل لاعب عربي لعام 2008. هدف ابو تريكة من قبول الدعوة ليس الجائزة لكن كان كما اخبرت مصادر مقربة من هذا اللاعب فان السبب هو محاولة اللاعب تصفية الخلاف بين جماهير الدولتين الشقيقتين.

تم تكريم اللاعب في فندق الشيراتون و قام طفلين جزائريين بتقديم الهدايا لابوتريكة حيث اعطت الطفلة علم الجزائر للنجم العربي الاول،و اهدى طفل آخر مصحف الشريف لمحمد ابوتريكة ففرح نجمنا الاول بالهدية الاولي وبكى بالهدية الثانية التي ابهرته.

ووقع موقف طريف بين ابو تريكة والطفل، حيث قال الطفل لابو تريكة :"رايناكم لم تفوزوا على السمر؟"...فقال ابو تريكة:" من حقك تفرح لاننا لم نفوز"...فرد الطفل :"سوف نهزمكم"....فضحك ابو تريكة جدا واهدى وردة حمراء لكلا الطفلين.

السبت، 21 نوفمبر 2009

شهادة بعثة وكالة رويترز على تهجم بعض الجزائريين على المصريين في السودان

شاهد عيان: مباراة في كرة القدم تتحول الى مطاردات ليلية في السودان. رويترز- لم تكن الاجواء الهادئة المشاعر الحميمة التي قابل بها السودانيون ضيوفهم من المصريين والجزائريين في مطار الخرطوم الدولي توحي بان مساء الاربعاء سيتحول الى مصادمات بين جمهور البلدين بسبب مباراة في كرة القدم حتى ولو كان الفائز بها هو الممثل الوحيد للعرب في نهائيات كأس العالم 2010 في جنوب افريقيا. وصلت طائرتنا التي كانت تقل مجموعة من الصحفيين المصريين في رحلة نظمتها نقابة الصحفيين في الصباح الباكر. وبدا كل شيء عاديا في المطار بل وفي الطريق الى السفارة المصرية التي قضينا فيها ساعات النهار. عندما وصلت الحافلات التي تقل البعثة الاعلامية الى السفارة شاهدنا مجموعة من العمال المصريين البسطاء يطالبون بأعلام مصرية. ومرت حافلات تقل مشجعين جزائريين فأخذوا يلوحون باشارات بالايدي كان فيها تهديد صريح بالاجهاز على المصريين فرد العمال بالمثل. ومع مرور الوقت وتوافد الطائرات بدأت شوارع الخرطوم تزدحم بمشجعي البلدين وتزايدت التهديدات لتنذر بأعمال عنف. وقالت لنا موظفة في السفارة المصرية طلبت عدم نشر اسمها ان الجزائريين في الخرطوم منذ عدة أيام وانهم اشتروا السلاح الابيض من المدينة ودفعوا بسخاء للمواطنين السودانيين لمؤازرتهم في المباراة كما اشتروا لهم تذاكر لحضور اللقاء ووزعوا الاعلام الجزائرية على الجميع بينما توقف المصريون عن توزيع أعلامهم بعد اصابة 11 سودانيا عندما هاجم جزائريون حشدا من السودانيين تجمعوا أمام السفارة المصرية أثناء توزيع الاعلام. رغم تحذير المسؤولين في السفارة لنا وتشديدهم على ضرورة البقاء فيها خرجت مع بعض الزملاء للسير في الشوارع المحيطة بها فشاهدنا مشجعين جزائريين يطوفون بالشوارع وهم يحملون الاعلام وفجأة ودون سابق انذار ضرب أحدهم زميلنا أشرف فتحي من مجلة الاذاعة والتلفزيون المصرية على رأسه بعصا فتورمت وسارعنا بادخاله الى مطعم سوداني وقدم له العاملون بعض الثلج لوضعه على رأسه. ثم عدنا الى السفارة. وشهدت الساعات القليلة التي سبقت المباراة تصاعدا في التوتر وبعض الاشتباكات الخفيفة بين مشجعي المنتخبين وأصيب عدة أشخاص باصابات خفيفة. وبعد الظهر انتقلنا من السفارة الى ملعب المريخ في ام درمان حيث كان المشهد رائعا فالمدرجات مكتظة بالمشجعين والجلوس منظم بطريقة جيدة حيث يجلس المصريون في نصف المدرجات ويفصل بينهم وبين الجزائريين من ناحية الجمهور السوداني ومن الناحية الاخرى المقصورة الرئيسية للاستاد. وقال الفريق العادل العاجب نائب مدير الشرطة السودانية والمفتش العام قبل المباراة ان جماهير الفريق الخاسر هي التي ستغادر المدرجات أولا على أن تفتح الابواب لجماهير الفريق الفائز بعد نحو ثلاث ساعات من ذلك. ولكن ما أن أعلن حكم اللقاء ايدي ماييه من سيشل انتهاء المباراة وتأهل منتخب الجزائر الى نهائيات كأس العالم حتى عمت الفوضى المكان ونزلت الجماهير الجزائرية الى أرض الملعب ثم غادرت الجماهير المصرية مسرعة للذهاب الى مطار الخرطوم كما هو متفق عليه. وفي الطريق الى المطار كانت المفاجأة اذ قطعت بعض الجماهير الجزائرية المتعصبة التي استطاعت الخروج عنوة من الاستاد وأخرى لم تستطع أساسا دخول الملعب الطريق على الحافلات التي تقل الجماهير المصرية ووقعت اشتباكات بين الجانبين أسفرت عن اصابة نحو 20 مصريا باصابات مختلفة نتيجة رشق حافلات الجماهير المصرية بالحجارة ومهاجمتها بالاسلحة البيضاء. نجت حافلتنا بأعجوبة ووصلت المطار سالمة. لكن ما أن هبطنا منها حتى بدأنا نسمع من المصريين الذين احتشدوا في ساحة انتظار السيارات بمطار الخرطوم الدولي حكايات عن الرعب الذي تعرضت له الجماهير المصرية ليلا في شوارع الخرطوم واختباء البعض في منازل السودانيين هربا من المشجعين الجزائريين الذين أخذتهم نشوة الفوز. وقال المغني محمد فؤاد ان المشجعين الجزائريين هاجموا الحافلة التي كان يستقلها مع زملاء اخرين له وطاردوهم بالسلاح الابيض. وتوالى وصول الحافلات ذات النوافذ المهشمة تقل المشجعين المصريين. وداخل المطار تكدست الجماهير المصرية التي تتطلع للعودة الى بلادها في أسرع وقت بعد الهزيمة أمام الجزائر 1-صفر ومطاردة بعض الجماهير الجزائرية المتعصبة لهم ولكن كان التفاعل السوداني مع الوضع بطيئا جدا. واشترطت السلطات في مطار الخرطوم هبوط الطائرات المصرية أولا في أرض المطار قبل دخول أي مسافر الى صالات السفر فما كان من المشجعين المصريين ومن بينهم فنانون كبار الا أن اقتحموا البوابة رقم خمسة في مطار الخرطوم وساروا مترجلين حتى مهبط الطائرات. وفي استسلام تام من الامن السوداني افترش المصريون أرض المطار لساعات انتظارا لوصول الطائرات التي ستقلهم الى مصر وخلال هذه الساعات عقد المذيع طارق علام مؤتمرا تلفزيونيا لعدة قنوات فضائية مصرية شكا فيه من سوء تنظيم رحلات المشجعين المصريين الى السودان وتساءل عن الاسس التي اختار وفقها الاتحاد المصري دولة السودان للعب المباراة الفاصلة أمام الجزائر. ومع توالي هبوط الطائرات المصرية هرول المشجعون المصريون الى صعود الطائرات بدون أي اجراءات مغادرة وبدا المشهد كأنه هروب جماعي من أرض السودان. وخلال رحلة العودة الى القاهرة تحدثت الى قائد الطائرة الذي صرح بأنه تلقى أمرا مباشرا من رئيس سلطة الطيران المدني المصري بالاقلاع على الفور الى السودان والعودة بالمشجعين المصريين دون انتظار لاي تصاريح مغادرة أو هبوط. وفي مطار القاهرة توالى وصول الطائرات القادمة من السودان بدءا من الخامسة فجر الخميس وحتى الثانية ظهرا في جسر جوي غير مسبوق بين البلدين. وعدت الى بيتي والسؤال يلح .. هل يستحق الوصول الى نهائيات كأس العالم كل ما جري؟

الأربعاء، 18 نوفمبر 2009

عن التصعيد بين مصر والجزائر: أمخاخ متركبة شمال

الاخوة من دعاة مبادارت التهدئة بين مصر والجزائر على الانترنت ...كتر ألف خيرهم .بقولها بجد لأن الأامور ماشية في اتجاه غريب....بس بلاش جلد للذات، وبلاش التفاؤل المفرط في نتيجة مبادارت اليكترونية..
نظرة مقارنة وبتقييم عام هتلاقي ان الجانب الجزائري عنده ناس زي عمرو اديب و أمثاله*، ويمكن أسوأ ، بس موش كلهم في الاعلام المرئي(التلفزيونات يعني)بداية من بعض الصحافيين اللي وصلوا في الخبث لدرجة انهم فبركوا صور قتلى وقالوا الحقو المصريين قتلوهم !وبعض مشاغبي الملاعب او المعتدين على المواطنين المصريين وممتلكات مصرية هناك، وصولا لوروارة اللي مرضيش يسلم على زاهر ف الخرطوم ..ايه الاخلاق العالية دي .. يعني ادعوا للتهدئة وكل حاجة بس خدوا بالكوا من حاجتين: الفئة المخاطبة بهذه الدعوات حسب مكان نشرها: يعني غالبا بيعرفوا يقروا ويكتبوا ويستخدموا انترنت كمان ..وغالبا واحد كده وبرضه متعصب، يبقى موش هاتفرق معاه كتير مبادرة اليكترونية - ع الانترنت وشوية جرايد تكتب عنها- للتهدئة. ها تعمل له ايه ؟ سوا مصري ولا جزايري: واحد مخه متركب شمال؟ اللي بيضربوا بقى ف ماتش ولا بعده دول فئة تانية ..متعصبين او بلطجية زي بتوع الانتخابات كده، بس سوقهم ف اوقات تانية.

لما اتضرب الباص الجزايري ..مشاهدتي للفيديو واعتقادي ان موش ممكن كل اللي ف الباص يجمعوا على النصب خلتني اصدقه وابعت رسائل اعتذار لاصدقاء جزائريين، وشفت الماتش مع عوائل جزائرية ..لا ضربوني ولا ضربتهم ..اه في واحدة منهم بعد الماتش وبعد ما مصر غلبت هي نادت عيالها وع الباب طوالي وما سلمتش حتى علينا، ..بس الصراحة عيالها اخلاقهم افضل من كده وعندهم ذوق..خلاص؟ اثبتنا القاعدة البسيطة ان موش كل الناس زي بعضها؟ الحكاية محتاجة نجيب مليون دليل بقى ؟ بالاضافة الى ان المبادرة بالتهدئة باستخدام كلام حلو واستعراض تاريخ او حتى مستقبل مشترك الخ موش زي ما تعمل تحديد جاد للمشكلة وجوانبها وازاي متتكررش عشان يبقى الحل حل موش تهدئة ودمتم.

اما الشتايم عبر الانترنت بالصور والكلام ..فمش متابعة كويس الجانب الجزائري في هذا الصدد( حلوة الصدد دي؟) بس في سخافات من عندنا وبذاءات كتير .. شفت قناتين جزائريتين ع الدش..لقيتهم بيتكلموا ف حاجات تانية خالص او بيتكلموا بلغات أخرى فقلبت على طول. فمعرفش بيعملوا ولا بيقولوا ايه . النقطة التانية اللي بديت بيها : التجني والاعتدءات على مصريين وممتلكات عائدة لشركات مصرية - يعني اعتداءات عملية بالصلاة ع النبي موش اللفظية- من البعض في الجزائر اكثر حتى الآن من الجانب المصري..يمكن مافيش حكومة عندهم تمنع الاعتداءات ع المصريين او غيرهم؟ يكونش لسه فاكرين الامور سايبة زي التسعينات مثلا؟ امال بوتفليقة ده موش بيشتغل في وظيفة رئيس ولا ايه الحكاية؟ احنا عندنا هم ما يتلم..كفاية ان كل القنوات الارضية باستثناء القناة الاولى ها تذيع الماتش..طب لو حصل حاجة ف البلد؟ دوا ناقص؟ زلزال؟ حجر وقع م الدويقة؟ الحكومة عاوزة تقول لنا حاجة ؟ ها تقولها لنا عبر انهي قناة ؟ ايه: للدرجة دي احنا اتهبلنا؟ *ياريت بعد المولد بتاع الماتش، نفعل عمل المرصد الاعلامي لمتابعة تجاوزات أو لا مهنية بعض وسائل الاعلام المصرية في قضايا أخرى ..

الأحد، 15 نوفمبر 2009

الجزيرة في تعريف الذي لا يعرف

الجزيرة ها تفضل طول عمرها جزيرة.
يعني الخبر المنشور النهاردة ده ف موقع قناة الجزيرة، بكل تجهيل لمن قام بالشغب.
"شغب بمرسيليا بعد مباراة مصر والجزائر"
من قام بالشغب؟ كل الوكالات اللي بتابع وبتفهم قالت مين؟

بعض الجزائريين في فرنسا ..بسيطة، مفيهاش حاجة تكسف!
لماذا لم تذكر الست هانم الجزيرة ذلك؟
وحتى في متن الخبر تقول ان من قام به شبان!
ايه يعني شبان ؟ من القمر مثلا؟

طب والفيديوهات ؟ والوكالات المحترمة والجرائد الفرنسية وحتى الجزائرية اللي نقلت الخبر كاملا.
ايه يا جزيرة يا قطقوطة: لسه التفاهة والحماقة مسيطرين؟
ربنا يشفيكوا.
يعني لو قلتوا الحقيقة مفيش جزائري محترم ها يزعل منكوا والله: لأن اكيد اللي حرق وضرب وكسر بعض الجزائريين موش الكل، بالعكس انتوا كده بتلبسوا التهمة لاي واحد هناك قطري بقى ولا عربي ولا مسلم!

ولا انتوا هدفكوا ف الحياة تغظيوا حد تاني؟
لا اطمنوا احنا بتعرف الاخبار دلوقتي من مصادر اكثر مهنية شوية من قناة شرايط صدام والاخ سمسم - اسامة بن لادن سابقا
وموش ناسيين انكوا كذبتوا برضه لما قلتوا ان مصر موش اول فريق يفوز على ايطاليا.

فاكرين؟
احنا فاكرينها وشايلينهالكوا.
عليكوا لعنة الكذب والزور ايها الهطل.

السخيف خالد الجندي والفوز المصري على الجزائر

بجد بقى الراجل ده سخيف فعلا ..قال ايه النصر جه عشان اللعيبة "تابوا جميعا إلى الله توبة نصوح"تابوا عن ايه ان شاء الله بالضبط؟ .يا عم مين قال لك ان صلاح الدين معناه بالضرورة صلاح الدنيا؟ متعرفش حاجة اسمها المؤمن مبتلى مثلا( ده بس عشان طريقة تفسيرك للفوز) في كام واحد محترم ومجتهد وموش واخدين حقهم ف البلد دي؟ (يبقوا يستاهلوا وموش تائبين: ده معملوش حاجة وحشة اصلا، امال الاخرة والحساب والتعويض عن الابتلاء لزمتهم ايه مثلا؟ وفي كام واحد حرامي ولا قواد ولا مومس ولا كذاب ولا منافق بيصعدوا ف مناصبهم ويترقوا على اساس قدراتهم في الكذب والنصب والوقيعة و ...و....؟ (دي حاجات متستحقش التوبة؟ ها؟)

خلاص توبة اللعيبة هي اللي خلتنا ننتصر؟ وتابوا عن ايه بالضبط يا اخويا؟ طب ايه رايك ان الشوط الاول الجزائريين بيلوشوا وبيشوطوا ف الهوا كتير، وكنت مستغربة م المنتخب المصري انه موش عارفين او موش عاوزين يستغلوا ده، وموش عاوزين يخاووا الجون الاولاني بالتاني؟ قلت يمكن خطة يابت انهم..لا بلاش خليها بعدين ، افترض بقى اللعب كان كده ف الشوط التاني ومجاش جون عماد، ولا الوقت بدل الضايع كان دقيقتين ولا تلاتة وربنا قاسم الجون ييجي ف الدقيقة الخامس ليس الا: يبقى اللعيبة ما تابوش توبة نصوح بقى؟

في كام واحدة (ة) شكله تايب من قبل حتى ما يغلط، ويطلع ف الاخر فيه كل عبر الدنيا والاخرة؟ مين بيعرف بواطن القلوب غير ربك علام الغيوب يا سيادة الشيخ.

دي تصريحات خالد الجندي: روح يا اخي ربنا يسامحك: قرفتني ع الصبح

وبرز في هذا السياق دخول رجال الدين على خط الرياضة، مضيفين لمستهم الخاصة على الفوز، حيث قال الشيخ المعروف، خالد الجندي، إن الفوز جاء استجابة لدعوات ملايين المصريين بعد أن "تاب" نجوم المنتخب "توبة نصوح،" دون أن يوضح التوبة عن ماذا، مشيرا إلى أنه اتفق مع اللاعبين على أن تكون "كلمة السر" في اللقاء هي "يا حي يا قيوم."

وقال الجندي، في اتصال هاتفي أجراه معه برنامج "البيت بيتك" الذي يبثه التلفزيون المصري مشاء السبت، إن الفوز: "جاء استجابة لدعوات 89 مليون مصري."

وأضاف أنه "خطب الجمعة للمنتخب الوطني، واجتمع بهم مع المدرب حسن شحاته،" مؤكداً أن اللاعبين "تابوا جميعا إلى الله توبة نصوح."

وأشار الجندي إلى أن اتفق مع نجوم المنتخب المصري، الذي بات يعرف بـ"فريق الساجدين" بسبب سجود أفراده مع تسجيل كل هدف، على أن تكون كلمة السر في المباراة "ياحي يا قيوم
عن سي ان ان

بعد الماتش














الجمعة، 13 نوفمبر 2009

حقوقيون يقدمون شكوى للاتحاد الأفريقي ضد الحكومة السودانية

بانجول، غامبيا- تقدم ثلاثة من المدافعين عن حقوق الإنسان في السودان بدعوى قانونية إلى اللجنة الأفريقية لحقوق الإنسان والشعوب خلال اجتماعها العادي رقم (46) والمنعقد في بانجول بغامبيا، مطالبين فيها بالانتصاف لحقوقهم جراء اعتقالهم واستجوابهم وتعذيبهم من قبل جهاز الأمن والمخابرات السوداني في نوفمبر من العام المنصرم، وداعين في الوقت نفسه إلى ضرورة إصلاح قانون الأمن الوطني ليتسق مع الدستور والتزامات السودان الدولية والإقليمية في مجال حقوق الإنسان. وقد تقدم بالعريضة القانونية إلى اللجنة الإفريقية، والتي عادت بعثتها مؤخرا من زيارة للسودان، كل من عبد المنعم الجاك، عثمان حميدة وأمير سليمان.

و أنشأت المفوضية الإفريقية لحقوق الإنسان والشعوب في عام 1987 تحت معاهدة دولية تدعى الميثاق الإفريقي لحقوق الإنسان والشعوب، وهي تعمل بالتعاون مع الاتحاد الأفريقي.



وجاء في الدعوى المقدمة إلى اللجنة الأفريقية، بعد مضي نحو عام على حادثة الاعتقال، أن ثلاثتهم قد تعرضوا بصورة تعسفية من قبل السلطات الأمنية السودانية إلى الاعتقال والحبس، ومنعت عنهم ضمانات الحماية أثناء الاحتجاز، كما تعرضوا للتعذيب وسوء المعاملة، مما يعد انتهاكاً للمواد (1)، (5)، (6) و (7) من الميثاق الأفريقي لحقوق الإنسان والشعوب. وتم استجوابهم تحت التعذيب عن طبيعة عملهم في مجالات حقوق الإنسان و العدالة والمحاسبة في السودان، وبصورة خاصة حول تأييدهم للمحكمة الجنائية الدولية.



مثل اعتقال المدافعيين الثلاثة عن حقوق الإنسان العام الماضي تدشيناً لحملة متجددة للسلطات الأمنية السودانية في مواجهة منظمات المجتمع المدني وحركة حقوق الإنسان المستقلة في السودان، حيث تلى اعتقالهم إغلاق ثلاثة من منظمات المجتمع المدني الوطنية الرائدة في مجالات حقوق الإنسان في مارس 2009. ومنذ ذلك الحين تعرض العديد من المدافعين(ات) عن حقوق الإنسان لحملات المضايقة والاعتقال والتعذيب والاتهام بواسطة الأجهزة الأمنية، كما تعرض ذويهم وأصدقائهم للإرهاب والمتابعة اللصيقة، إضافة إلى اضطرار العديد من المدافعين(ات) للجؤ إلى المنافي.



وقد ذكر حسن شيخ المدير التنفيذي لبرنامج المدافعين عن حقوق الإنسان بشرق أفريقيا والقرن الإفريقي" إن المدافعين عن حقوق الإنسان في السودان يعانون حتى اليوم من الاعتقال التعسفي والاحتجاز القسري والتعذيب بسبب نشاطهم(ن) في دعم سيادة حكم القانون ومبادئ الميثاق الإفريقي لحقوق الإنسان والشعوب". وأضاف حسن شيخ " إن طلاب الجامعات من إقليم دارفور ونشطاء المجتمع المدني الدارفوري لا زالوا يتحملون وطأة القمع والمطاردة".


كما تحدث من بانجول، مقر اجتماعات اللجنة الأفريقية لحقوق الإنسان والشعوب، محمد بدوي المدافع عن حقوق الإنسان المقيم في المنفى قائلاً: " إن جهاز الأمن والمخابرات، والقانون الذي يقنن لعملياته لا يزال يستخدم كأداة للقمع وموجهاً ضد العدالة، ولا سيما في مواجهة الفاعلين(ات) في مجال الحقوق المدنية والسياسية. وشدد محمد بدوي على انه " قد حان الوقت لإنهاء حالة الخوف التي أشاعها جهاز الأمن بعد اعتقال وتعذيب مقدميَ الدعوى القانونية. واعتبر أن العريضة المقدمة من قبل المدافعين الثلاثة بمثابة شكوى إنابة عن كافة منظمات المجتمع المدني وحركة حقوق الإنسان المستقلة في السودان".



ومن ناحية أخرى يشير حسن شيخ لإصلاح القوانين ذاكراً : "إن إصلاح قانون الأمن الوطني الذي بموجبه تم الاعتقال والاحتجاز دون توجيه تهم لمقدمي العريضة الثلاثة يعد مهمة عاجلة التنفيذ". لافتاً الانتباه إلى مشروع إصلاح القوانين الجنائية بالسودان الذي جاء في تقريره بعنوان الأمن للجميع: إصلاح قانون الأمن الوطني في السودان "إن خدمات جهاز الأمن يجب أن تتوقف عن استخدام أي سلطات بوليسية مثل الاعتقال والاحتجاز لما يمثله ذلك من خطورة إساءة استخدام هذه السلطات".


ويرى محمد بدوي إن مثل هذا الإصلاح يعتبر ليس فقط مفتاحاً لحماية حقوق الإنسان وتعزيز سيادة حكم القانون في السودان، بل أهم من ذلك يمثل إصلاح القوانين، بما فيها قانون الأمن الوطني، شرطاً أساسياً لديمقراطية وسلمية عمليات الانتحابات، المشورة الشعبية والاستفتاء على تقرير المصير في السودان".

S C