أميرة الطحاوى نشر في التحرير يوم 28 - 01 - 2014
أقابلها كل صباح تقريبًا على سلم أحد الكبارى، شاهدتها مرة تتطلّع لصحيفة إعلانات لمتجر شهير به تخفيضات على السلع الكهربية، كانت موجة البرد القارس تضرب مصر الشهر الفائت، والطفلة «نعمة» ذات ال10 سنوات تقول لى إنها تريد مدفأة، وتشير إلى واحدة بإعجاب، أهلها يقيمون فى خيمة تحت نفس الكوبرى، حيث تجلس هى لتبيع حاجيات بسيطة بقروش أبسط، ليس فى عشّتهم منفذ كهربى باستثناء سلك إضاءة من عامود.. ولا مكان لمدفأة.
بالنسبة إلى البعض فهى تمتهن «التسوّل المقنع»، بالنسبة إلى البعض الآخر فإنها «خطر» عليهم، كونها بعد سنوات ستكون ضمن مئات الآلاف من الضائعين فى وطن ضائع! تصنّف إذن وفق ما أُملى عليها من طبقتها ومجتمعها، أو ما ستتحوّل إليه، يحاسبونها على المستقبل أيضًا.
أما «منى» الطفلة الأخرى التى فى نصف عمر نعمة تقريبًا، فكانت تمسح أحذية المارة فى شوارع حى الدقى بالعاصمة القاهرة، تمتهن صبغ وتلميع الأحذية، أى كسرة نفس تلك التى ترثها وتستمر معها للأبد؟ على مواقع التواصل الاجتماعى وضعت صورة لمنى تمسح حذاء ينتعله أحد الأفندية الواقفين، ودار نقاش. الغالبية تشعر مثلى بقهرة النفس، لكن واحدًا اعتبر أنه لا ضرر فى أن تدنى طفلة فى الخامسة ظهرها على أحذية الرجال بالشوارع، فهذا عمل شريف. ردود أخرى أكثر واقعية وأقل انفعالًا تبحث عن حل أكبر من مجرد مساعدتها وأسرتها ماليًّا وبالطبع دون ذرف الدموع.
فى المنيا، قتل أطفال يعملون فى محجر عام 2008، فى الحقيقة لقد قطعت أجسادهم فى حادث عمل، وفشلت أم فى التعرّف على القطع التى تُكمل بها جثة ابنها. كتبنا وبكينا وناشدنا وصرخنا، لكن الحادث تكرر حتى بعد «الثورة» التى نادت بالكرامة ضمن أشياء أخرى.
أقابلها كل صباح تقريبًا على سلم أحد الكبارى، شاهدتها مرة تتطلّع لصحيفة إعلانات لمتجر شهير به تخفيضات على السلع الكهربية، كانت موجة البرد القارس تضرب مصر الشهر الفائت، والطفلة «نعمة» ذات ال10 سنوات تقول لى إنها تريد مدفأة، وتشير إلى واحدة بإعجاب، أهلها يقيمون فى خيمة تحت نفس الكوبرى، حيث تجلس هى لتبيع حاجيات بسيطة بقروش أبسط، ليس فى عشّتهم منفذ كهربى باستثناء سلك إضاءة من عامود.. ولا مكان لمدفأة.
بالنسبة إلى البعض فهى تمتهن «التسوّل المقنع»، بالنسبة إلى البعض الآخر فإنها «خطر» عليهم، كونها بعد سنوات ستكون ضمن مئات الآلاف من الضائعين فى وطن ضائع! تصنّف إذن وفق ما أُملى عليها من طبقتها ومجتمعها، أو ما ستتحوّل إليه، يحاسبونها على المستقبل أيضًا.
أما «منى» الطفلة الأخرى التى فى نصف عمر نعمة تقريبًا، فكانت تمسح أحذية المارة فى شوارع حى الدقى بالعاصمة القاهرة، تمتهن صبغ وتلميع الأحذية، أى كسرة نفس تلك التى ترثها وتستمر معها للأبد؟ على مواقع التواصل الاجتماعى وضعت صورة لمنى تمسح حذاء ينتعله أحد الأفندية الواقفين، ودار نقاش. الغالبية تشعر مثلى بقهرة النفس، لكن واحدًا اعتبر أنه لا ضرر فى أن تدنى طفلة فى الخامسة ظهرها على أحذية الرجال بالشوارع، فهذا عمل شريف. ردود أخرى أكثر واقعية وأقل انفعالًا تبحث عن حل أكبر من مجرد مساعدتها وأسرتها ماليًّا وبالطبع دون ذرف الدموع.
فى المنيا، قتل أطفال يعملون فى محجر عام 2008، فى الحقيقة لقد قطعت أجسادهم فى حادث عمل، وفشلت أم فى التعرّف على القطع التى تُكمل بها جثة ابنها. كتبنا وبكينا وناشدنا وصرخنا، لكن الحادث تكرر حتى بعد «الثورة» التى نادت بالكرامة ضمن أشياء أخرى.