لما كانت نجوى ابراهيم بتقدم برنامج
"فكر ثواني، واكسب دقايق" قابلت شاب خريج طب بشري بس شغال على ميكروباص، وطبعا
كالعادة فرحت واتنططت، وقد ايه انت شاب رائع ونموذج للنموذج وقدوة القدوات الخ،
وياسلام لو الكل بيعمل زيك، وايه يعني تدرس 7 سنين تخصص معين وتكلفة كتب ومراجع
وجثث وهياكل، بس تشتغل حاجة تانية خالص (باعتبار عندنا فائض أطباء وكده). وقتها
برضه كانت حلقات "آمال فهمي" ف الراديو بتشجع الاتجاه ده: خدوا شهادة
واشتغلوا أي حاجة، بلاش تكبر. بلاش كسل. مع بعض الدعوات ان الستات تقعد في البيت
علشان الرجالة موش لاقية شغل. اه كانت بتناقش الموضوع لعدة حلقات وبتشجعه كمان. ده
اتجاه بيظهر كل فترة وبيتخدم عليه من الدولة طبعا، ومعاها حاليا جيش الإعلام
المملوك لرجال أعمال عاوزين يسقطوا ايد عاملة رخيصة ويخسفوا باجور العمال الأرض
(بس يدفعوا لإعلاميين ملايين لكن 1200 جنيه ف الشهر لعامل او موظف ده خراب ديار
بالنسبة لهم، والتامينات دي بدعة!).
الاتجاه ده مستمر، زي ما الفترة
الأخيرة جرى الاحتفاء بـ بياع الفريسكا او الجندوفلي (واللي عمله في حد ذاته شيء
مش محل استنكار، بس لو كل الخريجين اللي مش لاقيين شغل باعوا أم الخلول وبسكويت،
ماضمنش النتيجة الصراحة!) ، وبياعين البطاطا اللي الناس طايرة بيهم دلوقت على
السوشيال ميديا علشان خريجين "جامعات مهمة" حسب بعض التعليقات، وبرضه
بوستاتهم اللي بيكرروا فيها بداعٍ وبدون داع ٍ انهم ادخلوا "كونسبت"
جديد وهو "السمول يوث بروجكتس" وان عندهم "ميشن" وبيبيعوا
الهابينِس مع البطاطا. وطبعا نظرة واحدة للي بيشتروا خلال فترة عملهم الطويلة جدا
(3 ساعات) تقدر تعرف مين جمهورهم. دول مجرد شباب روش (ومقتدر ماليا مقارنة ببقية
الشباب المصري الفقير) من حقه يشتغل ويخرج ويتفسح ويلم فلوس بعد عمله الاصلي، بس
مش ده الحل لناس مش لاقية حتى شغل بمرتب معقول يكفل لهم حياة كريمة. كل واحد حر يشتغل في المجال اللي عايزه طالما
مستوفي الشروط. لكن موش الحل اني اخلي الناس كلها تشتغل باعة جائلين ويفرشوا
ترابيزات في شوارع عاصمة زي القاهرة، ده كمان خروج على القانون. بعدين فين
الاشتراطات الصحية؟ ما احنا دولة قانون بقى ، نمشي رسمي مع الكل. وبمناسبة الكلام
الرسمي، موش السيسي كان واعد بعربيات خضار، فين هي بقى؟ مش قلتم هاتوزعوها على
خريجين محتاجين شغل فعلا؟ طب هل هايتعمل لهم نفس الدعاية برضه؟ .
لما الكسل يوصل لدرجة انك تفكر في مشاريع همبكة واعمال خفيفة مش محصلة حتى انها تبقى اعمال خدمية، باعتبارها حل للبطالة، واللي موش عاوز يبقى كسول ومغرور، فده افلاس حقيقي، مش من الفلس المالي لا قدر الله، ده افلاس عقلي وشغل حلنجية. والاقتصاد لا ينهض بالهمبكة طبعا. والاعلام مهما حاول ينصب ويزور، الناس ليها عيون وعقول وشايفة، ومش كل شغل التلت ورقات بيخيل ولا هو ينفع كحل لأسر مش لاقية قوت يومها حرفيا.
لما الكسل يوصل لدرجة انك تفكر في مشاريع همبكة واعمال خفيفة مش محصلة حتى انها تبقى اعمال خدمية، باعتبارها حل للبطالة، واللي موش عاوز يبقى كسول ومغرور، فده افلاس حقيقي، مش من الفلس المالي لا قدر الله، ده افلاس عقلي وشغل حلنجية. والاقتصاد لا ينهض بالهمبكة طبعا. والاعلام مهما حاول ينصب ويزور، الناس ليها عيون وعقول وشايفة، ومش كل شغل التلت ورقات بيخيل ولا هو ينفع كحل لأسر مش لاقية قوت يومها حرفيا.