الأربعاء، 26 يوليو 2006

بيان صحفي - أكاديميون إسرائيليون بقلب القاهرة

بيان صحفي القاهرة في27يوليو2006
تجمع المستقلين المصريين - يد
Yad_hand@yahoo.com

أكاديميون إسرائيليون بقلب القاهرة

بينما تواصل إسرائيل هجومها اليومي ضد أهداف مدنية لبنانية وفلسطينية وسط صمت عربي مخجل وتواطؤ دولي، فإن القاهرة تستضيف في الفترة من23وحتى 28 يوليو الجاري مؤتمراً بعنوان "مجتمع المعرفة للجميع" يشارك فيه 7 باحثون إسرائيليون على الأقل ودعت له "الجمعية الدولية لبحوث الاتصال و الإعلام" وذلك بمقر الجامعة الأمريكية، و حسب مصادر يد فقد نوقشت بالمؤتمر أبحاث مشتركة لباحثين من مصر واسرائيل منها بحثيقارن بين المدونين(البلوجرز)في البلدين قام به مصري يدعى محمد مسعد و اسرائيلي يدعى مايكل دهان.
و المدهش أن محاولات عدة من الجمعية المذكورة لإقامة المؤتمر في دوراته الثلاثة الماضية بالقاهرة حيث يعقد كل عامين باءت بالفشل بسبب رفضالأكاديميين المصريين باستماتة للتطبيع مع الجامعات و المعاهد الإسرائيلية، ففي عام 2000 حاول القائمون على المنظمة المذكورة التوجهمباشرة للجامعات المصرية لإقناعها باستضافة المؤتمر لكن موقف مثقفين مصريين و وزير الخارجية المصري وقتها عمرو موسى منعا هذا الالتفاف،لكن تم الاتفاق مع الجامعة الأمريكية بالقاهرة على استضافة دورة هذا العام، وأحيط الحضور الإسرائيلي بتكتيم شديد وكنوع من التمويه وضع أمام بعضهم أسماء جامعات أخرى خارج إسرائيل يحاضرون بها وإن احتفظ كتيب المؤتمر بتعريفاتهم الحقيقية ومسمياتهم الوظيفية و بريدهم الاليكتروني بجامعات إسرائيلية، و قد رفضت الدكتور عواطف عبد الرحمن الخبيرة الإعلامية المخضرمة الحضور كما قام الدكتور شريف درويشالأستاذ بإعلام القاهرة بتسجيل اعتراض مكتوب كما مرر بياناً الثلاثاء الماضي وقع عليه العشرات يحمل إدانة صريحة للعدوان الإسرائيلي علىلبنان قبل أن تطلب منه إدارة المؤتمر ألا يواصل تمرير البيان خارج إطار الجلسة التي يشارك فيها بالمؤتمر، كما رفض الدكتور محمود خليلالأستاذ بقسم الصحافة -كلية إعلام القاهرة وآخرون بنفس الكلية الاشتراك بالمؤتمر.
وقد قامت إدارة المؤتمر بفصل الجلسات التي يشارك فيها باحثو الإعلام المصريون من دون درجة الماجستير أو الدكتوراة في جلسات مستقلة، فيحين كان حضور البقية بمن فيهم الإسرائيليون في جلسات أخرى، و لم تنشر الجرائد المصرية- حتى تلك المشاركة فيه تمويلاً- أخباراً ذات شأن عنالمؤتمر.
وحضر الجلسة الافتتاحية للمؤتمر وزير الإعلام المصري د.أنس الفقي و د. مشيرة خطاب الأمين العام للمجلس القومى للطفولة والأمومة، ومسئولونمن هيئة الاستعلامات المصرية، المدهش أن عارض أزياء و ممثلاً مغموراً كان من بين 5 مسئولين عن المؤتمر الذي سيكرم في يومه الأخيرالعميدة الأسبق لكلية الإعلام د. جيهان رشتي.
والمؤتمر ترعاه جزئياً؛ بالإضافة للجهة المنظمة و الجامعة الأمريكية بالقاهرة،عدة منظمات مصرية أعلن عنها منذ مايو الماضي، و منها فيديوكايرو و اتحاد الإذاعة و التلفزيون و وزارة الإعلام ومؤسسات صحفية هي: المصري اليوم وأخبار اليوم و الأهرام والجماهير، و قناة المحورومصر للطيران و الديلي ستار-ملحق هيرالد تيبيون بمصر و الأكاديمية الدولية لدراسات الإعلام بمدينة الإنتاج الإعلامي و شركة لتصميماتالجرافيك مقرها لندن و أخرى مصرية للسياحة وجامعة مصرية خاصة مقرها مدينة السادس من أكتوبر.
إننا ندعو الجامعيين المصريين والمهتمين لتسجيل موقفهم والاعتراض على الطريقة الملتوية التي جرى بها إشراك إسرائيليين في هذا المؤتمركخطوة في طريق التطبيع، ونطالب بالتفكر في الموقف المشرف للجامعات البريطانية في 19أبريل من العام الماضي والذي نشر بكبريات الجرائداللندنية عندما رفضوا إقامة علاقات مع نظرائهم الإسرائيليين رداً على موقف حكومة بلادهم العنصري ضد الشعب الفلسطيني.

الثلاثاء، 11 يوليو 2006

هل أصبح المصريون يشجعون العنف ضد الشرطة؟

هل أصبح المصريون يشجعون العنف ضد الشرطة؟
أميرة الطحاوي - جريدة التجمع عدد1يوليو06
تصفيق حاد قوبل به مشهدان بفيلم "عمارة يعقوبيان" الذي
يعرض حالياً و المأخوذ عن رواية لعلاء الأسواني بنفس الإسم،
المشهد الأول لعادل إمام يتحدث في ساعة متأخرة من الليل
متوسطاً ميدان مصطفى كامل حاكياً بأسى عما آل إليه الوضع
العام في مصر حيث مزيد من الزيف و الفساد و النفاق و القبح
في كل شيء، كعلاقات الناس و الحكم و حتى شكل الشوارع
و المباني.المشهد الثاني الذي انتزع عاصفة متصلة من المشاهدين و
غالبهم من الأجيال الشابة نسبياً هو انتقام طه الشاذلي أحد
الشباب الذين رفض قبولهم بكلية الشرطة بسبب كون والده
بواب عمارة، فانضم أوائل التسعينات لجماعة أصولية و تعرض
بالمعتقل لتعذيب شديد على يد أحد الضباط لحد اغتصابه
جنسياً، مما يدفعه لاحقاً لقتل الضابط القائم بتعذيبه.هذه الملاحظة تجعلنا نتسائل: هل الأوضاع العامة بمصر تتجه
لهذه الدرجة من السؤ، هل زادت النقمة على الفساد
المستشري سياسياً و اقتصادياً مما جعل الناس يكفرون
بالعمل السياسي كطريق للتغير؟ هل الجيل القادم لا يصدق
ايضا روايات الحكومة عن الغصلاح المتدرج وهامش الحريات؟
وهل الانتهاكات المتكررة التي تتم على يد الشرطة المصرية
ضد المواطنين على مدار أكثر من ربع قرن تدفع الضمير
الجمعي لقبول أو تقبل رد العنف بعنف مضاد؟
وهذا مقال قديم
تعالوا انظروا الدم في شوارع مصر
مايو2005
قد تتساءل..
لماذا لا يتحدث الشاعر
عن الأحلام وأوراق الشجر..؟
عن البراكين العظيمة في موطنه..؟
تعالوا انظروا الدم في الشوارع.
تعالوا انظروا الدم في..!
تعالوا انظروا...
- بابلو نيرودا
في السادس من مايو الجاري أطلقت الشرطة المصرية عبوات مسيلة للدموع على متظاهرين في مدينة طلخا بمحافظة الدقهلية فاستشهد "طارق طه مهدي غنام" أحد أعضاء جماعة الإخوان المسلمين.و في صباح اليوم ذاته توفي المواطن محمد من أهالي كفر صقر بمحافظة الشرقية بعد أن صدمته سيارة شرطة كانت تطوق في اليوم السابق أعضاء حزب الغد المعارض. و في يوم الاستفتاء على تعديل المادة76 من الدستور المصري، تعرضت ناشطات و ناشطون للضرب و الإهانة و هتك العرض، و تعرض قبلها بأيام و حتى يوم الاستفتاء صحافيون للحبس و الضرب و التهديد. في كل هذه الحوادث نزفت دماء مصريين حتى الموت على يد مصريين، مثلما كان هناك عدد من الجرحى سالت دماؤهم الغالية على يد من يفترض أنهم حماتهم و أشقائهم بالشرطة المصرية أو من استأجروهم لهذا الغرض، و مع ذلك -و لذلك- لم يعاقب مسئول رغم أن من أعطى الأمر بإطلاق العبوات في حالة الشهيد غنام قد أعلن عن اسمه من قبل جماعة الإخوان في إشارة ذات مغزى، مثلما سائق سيارة الشرطة و من أعطاه الأمر بـ "دهس" مواطن الشرقية معروفان أيضاً،و أخيراً صور المعتدين من الشرطة و فتوات يوم الاستفتاء و الاستقواء معروفون بالصوت و الصورة و ستجد صورهم في وكالات الأنباء مثلما تتبادلها الهواتف النقالة الآن، إذن فالشهيد معروف و الجاني أيضاً.التعذيب بالوكالة:و هناك ظاهرة أخرى ربما تخص مصر مع عدد محدود من نظام العالم و هي "التعذيب بالوكالة"؛ فعندما يُسأل خبير أو محلل في التلفزيون المصري عن أسباب الحادثة الإرهابية التي شهدها ميدان عبدالمنعم رياض قبل أسابيع فإنه إطلاقا لا يشير لواقعة موت"محمد سليمان يوسف" تحت التعذيب قبل ساعات من الحادثة الإرهابية،و يوسف هو ابن عم أحد الهاربين المطلوبين على ذمة حادث الأزهر ،و من السهل معرفة من قام بعملية قتله سواء من أعطىالأمر بالتعذيب الوحشي أو نفذه، قتل هذا المواطن إذن - ثم قريب آخر للمتهم قتل بقسم الشرطة قبل أيام - بعد أن اعتقل و أشقاؤه وعائلته يكرس ما أصبح عرفاً بمصر و هو أن يتفانى رجال الشرطة المصرية بأدوات تعذيبهم العديدة على مواطنين لديهم صلة "ما" بمتهم"ما"في قضية قد تكون غير جنائية و قد يكون المتهم بريئا بالفعل أو افتراضاً حسب القاعدة الشهيرة(المتهم بريء حتى تثبت إدانته).و الحاصل أن التعذيب الذي يلقاه المواطنون من أقارب متهمين "قد"يجعلهم أكثر تعاطفا مع جرائم كانوا يرفضونها تماماً من قبل، و أكثر نقمة على الشرطة المصرية، و عندما لا يجد المواطن من يرد له كرامته التي ضاعت أمام عائلته و أهله أو عندما لا يستطيع الدفاع عن عرضه الذي ينتهك - مثل الانتهاكات الجنسية التي تتعرض لها النساء من ذوي المتهمين، أو أطفاله الذين يروعون من عسكر الشرطة و رجال الأمن عند تفتيشهم البيوت الىمنة، فستزداد الهوة النفسية بين المواطن المصري و الشرطة، و ستضيع الهيبة القديمة لهم، تلك التي كانت تظهر أحد معالمها في الأفلام فعندما يهاجم رجال الشرطة هدفاً ما فنادرا ما يتعرض لها رجال العصابات أو البلطجية مثلا، بل غالباً ما يحاولون الهرب و ربما أطلقوا رصاصتين في الهواء لزوم التمويه و التغطية، لكن بعد تمادي الشرطة المصرية في استعباد المواطنين العاديين ستكون مقاومة هؤلاء للشرطة (ممثلةً للدولة) واردا أكثر،بينما سيصبح المجرمون أكثر جرأة في الرد على المفترض أنهم قانوناً هم أصحاب الحق القسري في استخدام القوة لحفظ امن الوطن و المواطن، و هذا السيناريو لن يخدم أحداً بل سيزيد من مشاكل مصر الآمنة مشكلة خطيرة ربما لم تعهدها منذ زمن.لم يفكر رجال الشرطة المصرية فيما يحدث لزملائهم ببلدان أخرى كالجزائر و العراق وأنهم يتعرضون لموت منظم هم و عوائلهم أحيانا دون ذنب جنوه، لكن الجناة هنا في الشرطة المصرية لا يحاكمون أو يعاقبون قانونياً فهل هذه الحصانة ستمنع للأبد انتقام ذوي الضحايا منهم ؟و من عوائلهم ؟ هذا سيناريو لا نقره لكننا نتوقعه، و له سابقة إذ حدث من قبل في التسعينات في موجة الإرهاب التي ضربت مصر أن كانت بعض الأسر تنفذ "حكمها" في ضباط ساموا أحد أبنائها صنوف العذاب أو قتلتهم.ثم دعونا نسأل السيد وزير الداخلية المصري : هل يقبل أن تتعرض " حريم" رجال شرطته لكل أنواع التحرش الجنسي و الاغتصاب و الضرب و القتل كالذي تعرضت له النساء المصريات في قرية سراندو مارس الماضي ،و قبلها في العريش و ليس نهاية لما تعرضت له نساء مصريات في يوم الاستفتاء الأخير؟؟ هل جسد نسائك – بدء من والدتك و حتى ابنتك مرورا بزوجتك- أشرف و أكرم من جسد الصحفية التي جرجرت و جردت من ملابسها على الملء و صورتها الكاميرات ؟.محاكمات لجنجاويد مصر! :لذا نتوقع من وزارة الداخلية أن تحفظ دماء أبنائها و عوائلهم بتحويل كل ضابط مخالف- و هم نسبة ليست بالقليلة لكنهم بالطبع ليسوا كل نصاب جهاز الشرطة المعلن – و من معهم من بلطجية و فتوات إلى محاكمة جادة و سريعة، و لا نريد أن تنتهي المحاكمات بتجميد لأشهر أو بخصم أيام من الراتب للضباط،و قد سمعنا مساء يوم الاستفتاء أن هناك تحقيق بالفعل مع اثنين فقط من المعتدين على متظاهرات و متظاهري كفاية، و كل من تابع اليوم مباشرة أو عبر أي وسيط إعلامي يعلم أن عدد المعتدين أكبر بكثير بدليل الصورة الحية التي نقلت وقائع الضرب و السحل في هذا اليوم المشئوم ، و هو ما يذكرنا بما حاولته مؤخراً حكومة البشير عندما سلمت بعض الأسماء ككبش فداء للمحاكمة في قضايا العنف بدارفور باعتبار هؤلاء فقط هم "الجنجاويد" القتلة، أما في مصر فنحن نعلم جيدا بالاسم و الصورة من هم الجنجاويد الذي ضربوا و قتلوا، و لن نرضى بكبش فداء لمحاكمة صورية أو سؤال لشخص أو اثنين أمام النيابة (و يا دار ما دخلك شر) و في كل الأحوال نتوقع محاكمات سريعة قبل أن تصح مقولة أن الدم يستدعي الدم التي لم تصل بعد لأذهان كثيرين، و التي لا نتمنى أن تشهدها بلادنا.

الاثنين، 3 يوليو 2006

حفظ شوارع نيويورك شرط للنجاح في الثانوية العامة!

حفظ شوارع نيويورك شرط للنجاح في الثانوية العامة!
في امتحان مادة الجغرافيا للمستوى الرفيع بالثانوية العامة جاء سؤال عن اسم نهر على الحدود بين الكونغو و أوغندة، علماً أنه لا يوجد بين الدولتين حدود طبيعية أو حتى سياسية، ويبدو أن واضع الامتحان لا يعرف أن دولة زائير التي تحد أوغندة غرباً كان تعرف في السابق باسم الكونغو كينشاسا نسبة لعاصمتها، و هو ما تغير لزائير وفي 1997 اصبحت الكونغو الديموقراطية، في حين احتفظت دولة الكونغو الحالية باسمها "الكونغو فقط" وعاصمتها برازافيل.سؤال آخر حكومي النكهة يقول " تبذل الحكومة المصرية جهوداً عظيمة و مشرفة في سبيل التماسك الوطني وخلق الروح المشتركة بين طوائفه" اذكر هذه الجهود، ويبدو أن السؤال أضيف على عجل بدليل اللغة الركيكة- ناهيك عن تحدثه عن جهود وهمية وصفت بالمشرفة، كما أنه يسأل عن طوائفه دون أن يقول لنا على من تعود الهاء في السؤال؟ وهل لدينا طوائف في مصر؟؟ سؤال آخر طريف رسمت فيه خريطة لمدينة نيويورك و مطلوب توزيع أسماء الأحياء عليها، ويبدو أن حفظ شوارع مدن الولايات المتحدة الأمريكية أصبح معياراً للتفوق في جمهورية مصر العربية.

كلنا مظاليم يا علي مظاليم

كلنا مظاليم يا علي مظاليم
أميرة الطحاوي

ولدنا العزيز "علي عبد القادر مظاليم" ولك من اسمك نصيب عظيم.علمنا أنه قبل أيام من امتحانات نهاية عامك الرابع بكلية التربية الرياضية بجامعة الإسكندرية المصرية قد تم فصلك من كليتك مع حرمانك من الالتحاق بأي جامعة مصرية أخرى بسبب قيامكم بعمل معرض لوحات تعبرون فيه عن رأيكم بحرم الجامعة! كما فصل معك ولعامين زملاء آخرون و حرموا من دخول الجنة- سكن الطلبة سابقاً، ،وهو قرار ريادي غير مسبوق أو ملحوق، ولم نسمع به منذ عهد جلالة الملك فاروق، لكن شهر يونيو حمل لنا قصصاً أخرى عن معاملة الطلبة من أصحاب الرأي بمصر؛ فلم تكن وحدك لتحوز هذا الشرف، وهو شرف لو تعلمون كبير.لكنك أولا أنت و زملاءك تتحملون المسئولية و بالمصري"تستاهلوا" فقد سبق هذا القرار تنويه أو تهديد لكم، ليس من قبل إدارة شئون الطلاب ولا رعاية الشباب و لا عميد الكلية، ولا من وكيل الكلية الذي قال لكم صراحةً " يا أنا يا انتم في الكلية دي " بل من جهة أخرى أهم من كل هؤلاء، من الأمن يا أخ علي، الذي حذركم صراحةً من دخول الجامعة وأبلغهم أنكم ستفصلون من الكلية سنة على الأقل، لكنكم كنتم حقاً ساذجين حيث صدقتم قول رئيس الجامعة لكم "ارجعوا كلياتكم .. وما تخافوش مش حيحصل حاجة"وكان عليكم أن تعرفوا جيداً من الذي يدير المكان الذي تتلقون فيه العلم، و لا تكابروا بالإصرار على فعلتكم الشنعاء ألا و هي إقامة نشاط طلابي.هل تعتبر مثلي أن قرار فصلك من كل الجامعات قد وضع بدهاء عميد كل كلية في موضع المشاركة في الجرم، هل تتصور أنك ستجد في مصر عميدا يتخذك ابناً له حتى تنهي ما تبقى لك من دراسة؟ هل تراهن على مجموعة 9 مارس لاستقلال الجامعات؟ هل تدعو عمداء كليات التربية وأي كلية يمكن لمستوى تحصيلك الالتحاق بها أن يعلنوا ترحيبهم بك وفق الإجراءات المرعية، هل ستصرخ بأن الصمت على هذا القرار معناه التأمين عليه كسابقة قد تتـكرر؟أيا كان شعورك الآن فأود إعلامك يا علي أنه قد لحق بك في الدرب ذاته قبل أيام طالب آخر، صحيح أنك مثال للطالب المجتهد و فصلت من كل جامعات المحروسة، لكن زميلك "أحمد الشوربجي" قد فاز بلقب الطالب المثالي وقد استلم شهادة تقدير من عميد الكلية، وفي اليوم نفسه تم منعه من الامتحان حتى قبل أن يتم التحقيق معه إداريًّا أمام مكتب الشئون القانونية بالكلية!، كما صدر قرار بشأن زميلين له يحرمانهما من الامتحان رغم أنَّ هذه أول مرة يُحالا فيها للتحقيق، ولو ثبتت التهم الموجهة لهم حقاً-وهي القيام بنشاط طلابي!- تكون عقوبتهم حسب اللوائح الإنذار فقط ، لكن هذه التجاوزات كلها من الطرائف التي تختص بها مصر وحدها دون العالم، ألسنا بلد العجائب؟.وأحب أن أخبرك أيضا أن زميلا آخر هو "محمد عادل" لم يكن عمره قد وصل للثامنة عشر بعد، ومع ذلك ألقي القبض عليه نهاية أبريل الماضي لمشاركته في اعتصام موازٍ لاعتصام القضاة المطالبين باستقلال سلطتهم، وقضى شهراً بالمعتقل مع السجناء من كافة الأعمار و التهم ومنهم القتلة و تجار المخدرات، وكان يذهب للامتحانات محاطاً بالعسكر والكلابش الحديد تزين يديه، لكن عندما أفرج عنه تأخرت إجراءات الإفراج خمسة أيام وظل يلف من قسم لتخشيبة فضاع عليه امتحان إحدى المواد، و بهذا سيكون عليه إعادة السنة كلها إن لم يجد عذرا مقبولاً لتقديمه، محمد ضمن مئات غالبهم من الشباب اعتقلوا أيضا لأنهم عبروا عن رأيهم و قالوا نحن مع استقلال القضاء فحق عليهم الاعتقال.أما زميلتك "آلاء" يا علي فهي أيضاً طالبة مصرية غير مرغوب فيها، لأنها مثلكم لا تعرف حدود النقد المباح؛ فإذا كنتم قد أيدتم الحرية وانتقدتكم الديكتاتورية، و محمد عادل أفندي تجاسر وأيد القضاة وانتقد مبارك، فقد قامت آلاء بجريمة تعبير أخرى، لم يكن مسرحها الجامعة أو الشارع، فهي لازالت في الفرقة الأولى بالمدرسة الثانوية، ورغم كونها أصغر منك سناً و مكانة- باعتبار إن الثانوي لا يعلى على الجامعة- لكن يشاء العزيز القدير أن توجه لها تهمة أكبر وهي "الانضمام لتنظيم سري"، فكل ذنب الفتاة أنها في إجابتها عن سؤال مادة التعبير بامتحان اللغة العربية عن سبب المشاكل الاقتصادية لمصر و الدول العربية كتبت الآتي "الولايات المتحدة الأمريكية سبب في المشاكل الاقتصادية التي تمر بها مصر والعديد من الدول العربية لأنها تدعم الأنظمة الفاسدة ولا يهمها مصلحة الشعوب" رغم أنه كاتبة أمريكية محترمة اسمها ماجي ميتشل سبقتها قبل عام و نصف قائلة عن أمريكا بلادها "عفوا: دعوني أحدثكم عن بلد فقد أرضيته الأخلاقية وماضيه الثوري" وانتقدت سياسات بلادها بالخارج، ومع ذلك لم يفصلها بوش من أي مدرسة أو وظيفة، ولم تحرم من دخول أي جامعة ولم تجرجر إلى المعتقلات، لكن في مصر ما أن قرأ مصحح اللغة العربية إجابة آلاء حتى هرول نحو رئيس الكنترول ومعه ورقة الإجابة وبعد لحظات توجه الأخير نحو مديرية التربية والتعليم بمحافظة الدقهلية حيث طلب لقاء وكيل الوزارة وأطلعه على الفضيحة فقام الأخير بالاتصال بجهة ما، وبعد لحظات تم استدعاء الطالبة من منزلها، لا تنس نحن في عصر السرعة يا علي، وفي وجود وكيل الوزارة ورئيس الكنترول وكبار الشخصيات بالمحافظة قاموا بالتحقيق معها، ورفض وكيل الوزارة السماح لأبيها بمقابلتها وأمرها أن تجيب على الأسئلة بالكامل(يعني مثلا تجاوب على أسئلة التعبير كاملة و أسئلة الأمن لأ؟ طب تيجي إزاي؟ ) وتقول الفتاة عن هذه التجربة العصيبة:جلست في حجرة صغيرة بمفردي، ثم جاء ثلاثة محققون، تناوبوا الأسئلة علي. وكانت كلها من نوعية "هل تنتمين إلي تنظيم سري ما؟ ومن الذي دفعك للهجوم علي أمريكا؟ وما هو رأيك في النظام المصري؟ وأنا لا أفهم نصف الكلام الذي يقال لي، والنصف الآخر لا علاقة لي به". واخد بالك يا علي؟ تنظيم سري. إحمد ربنا بقى إنها جت معاك على فصل من أي جامعة للأبد.زميلتك آلاء نصيبها حتى الآن هو إصدار مديرية التربية والتعليم قراراً بإعلان رسوبها-كده خبط لزق- وعدم السماح لها بدخول امتحانات الدور الثاني. وعدم السماح لها بالدراسة خلال العام القادم وكان يمكن خلال هذه الفترة -لولا تدخل مبارك بمكر ودهاء لحل مشكلتها ليظهر بمظهر الأب الحنون -إن لم تشرف في سجن القناطر للنساء- أن تتعلم لها صنعة مفيدة أو تتقن فنون الطبخ وأهي مسيرها للجواز برضه.وإذا كنت يا علي تتصور أننا في بلد يحترم فيه الصغار لمجرد أن ننشئهم بطريقة سوية، و يسمح فيه للطلبة بإبداء رأيهم لتنمو لديهم هذه الخصلة الخبيثة، فإنت غلطان، و من حقك من الآن الانضمام للأحرار يا علي ولن يلومك أحد.

S C