الجمعة، 16 يونيو 2006
جريدة التجمع 10 يونيو- رحيل رزة و يوسف درويش - كن رحيما بنا ايها الموت
رحيل زعيم الطلبة أحمد عبدالله رزة : كن رحيما بنا أيها الموت فقدت مصر صباح الثلاثاء الماضي رمزا وطنياً و باحثاً مخلصاً مهموما بقضايا وطنه، د. أحمد عبدالله رزة، و الذي كان يعاني من مرض القلب و أجرى قبل عشرة سنوات جراحة لتركيب جهاز لتنظيم نبضات القلب لكن يبدو أنه لم يصمد أمام تراكم الهموم العامة و الانكسارات في تحقيق رؤيته لإصلاح تنموي يبدأ من القاع في كل مجتمع محلي ينتمي له المواطن، كان رزة رئيسا لـ " اللجنة الوطنية العليا للطلاب " التي قادت انتفاضة الطلاب يناير 1972 وتم انتخابه رئيسا للجنة الوطنية العليا لطلاب جامعة القاهرة وقائدا للاعتصام الطلابي الذي فضته قوات الأمن المركزي حين اقتحمت حرم الجامعة لأول مرة في تاريخ مصر، حصل على الدكتوراة عن أطروحة في الاجتماع السياسي من جامعة كامبردج بلندن"حركة الطلبة والسياسة الوطنية فى مصر، و لم يشفع له ذلك في عمل أكاديمي بمصر التي عاد لها في منتصف الثمانينات ليساهم في مشاريع حقوقية و سياسية مختلفة، رغم تقديره ومشاركاته في مجال تخصصه بفعاليات بالخارج،انضم للتجمع و انسحب منه بلا عداوة،كان رحمه الله حريصا على استقلاله السياسي والفكري طوال حياته، رفض التمويل الأجنبي في العمل البحثي لأسباب واقعية، وقد أسس مركز الجيل للدراسات الشبابية بعين الصيرة لخدمة المنطقة التي عاش بها، شيعت الجنازة من مسجد السيدة زينب وسط دموع زملاء الفقيد و تلاميذه،وجيرانه في عين الصيرة التي ولد وأختار أن يبقى فيها، و في المركز الذي أنشأه رافضا أي تمويل في نشاطه البحثي" مركز الجيل" وأسس فيه عام 1995 " مشروع الرعاية الجزئية للطفولة العاملة " لرعاية عشرات من الأطفال العاملين في فواخير وورش و مدابغ مصر القديمة بعد بحث ميداني موسع عن هذه الفئات، توقف المشروع في2000 والذي كان يدار في غالبه بجهود ذاتية،و في السنوات الخمسة الأخيرة بدت عزلته الاختيارية المحببة عن الوسط الزاعق ثقافياً و سياسياً، خاص انتخابات مجلس الشعب الأخيرة مكرسا لفكرة المرشح ببرنامج واضح متركز على الدائرة، و كان رغم تحفظاته على العديد من أخطاء الحركة السياسية بمصر في السنوات الأخيرة يتلمس لبعضهم العذر كون المناخ العام"لن يأتي بالأفضل" حاليا، و يضيف تعقيبه النهائي الملخص "دع ألف زهرة تتفتح".وداعاً يا رفيق ولتكن رحيما بنا أيها الموت وليعوضنا الوطن.