(رويترز) - وقعت مشادات بين إسلاميين معارضين ومحتجين ليبراليين أثناء
مظاهرة في سوريا يوم الجمعة في مؤشر على الانقسامات داخل الحركة التي تسعى
للإطاحة بالرئيس بشار الأسد.
وأثارت المشادات التي جرى تسجيلها على شريط فيديو غضب نشطاء يطالبون
بدولة مدنية وقالوا إنها تسلط الضوء على مخاوفهم من هيمنة المتطرفين على
الانتفاضة المستمرة منذ 22 شهرا ضد الأسد.
وقال ناشط إسلامي معتدل يدعى وسام كان يتحدث من دمشق "هذا ما كنا نخشاه. نخشى من أن هذا النوع من الاقتتال سيحدث عندما يسقط النظام."
ووسام واحد من العديد من النشطاء الذين سارعوا للاحتجاج على المواجهة على مواقع إلكترونية للثورة السورية.
ويظهر في التصوير الذي وضع على موقع يوتيوب متظاهرين يشاركون في
مسيرة في بلدة سراقب بشمال سوريا بعضهم كان يرفع علم سوريا القديم الذي
أصبح رمزا للثورة السورية وكان البعض الآخر يرفع الأعلام السوداء الخاصة
بالإسلاميين.
وبعد مشادة جرى تمزيق علم الثورة وكسر ساريته. وتم إلقاء علم آخر
على الأرض. ومضت المسيرة التي ظلت ترفرف بها أعلام الإسلاميين والمعارضين.
لكن الهتافات التي تطالب بالخلافة الإسلامية غلبت على هتاف المعارضة الذي يؤكد وحدة الشعب السوري والذي كان يتردد في أنحاء البلاد.
وتزايد نفوذ الإسلاميين عندما تحولت الانتفاضة ضد الأسد إلى تمرد
مسلح. فكتائب الإسلاميين من بين القوى المقاتلة الأكثر فاعلية في سوريا
وتشكلت محاكم إسلامية في كثير من المناطق التي تسيطر عليها المعارضة
المسلحة.
وقال الناشط فادي زيدان إن النشطاء العلمانيين لن يستسلموا بسهولة للتشدد الديني الذي قال إنه غريب على غالبية السوريين.
وتابع "مثلما سنهزم هذا النظام المجرم والقمع سنهزم أولئك الذين
يرفعون أعلاما مستوردة.. هذا هو علم الثورة الذي ضحى كثيرون بدمائهم كي يظل
يرفرف."