فيلتمان: ناقشنا الأوضاع في ليبيا مع الجانب المصري
هل تسعى واشنطن حقا لصفحة جديدة مع العالم العربي
كان واضحا في المؤتمر الصحفي لجيري فيلتمان في القاهرة اليوم أن الادارة الأمريكية مثل كل الحكومات الغربية تقريبا تشيد حد الانبهار بثورة الشعب المصري ضد الديكتاتور المخلوع، مبارك صديق الأمس بالنسبة لهم ولعقود ثلاثة، وقد أعلن فيلتمان،مساعد وزيرة الخارجية الأمريكية لشئون الشرق الأدنى، غير مرة خلال اللقاء عن احترام بلاده لما يقرره هذا الشعب بخصوص مستقبله، بل ومتفائلا وواثقا في اختيارات هذا الشعب، وغالب الظن ان هذا التفاؤل انطلاقا من فرضية أن ما حدث في التحرير من “توافق” علي مطالب بعينها سينسحب على ما يلي من مسار الحياة السياسية والعامة في بلادنا. وأن ارادة الملايين التي سحقت الطاغية ستتواصل وبنفس العزم في التخطيط والبناء.
ومع هذا فقد الحق المسؤول الأمريكي معظم ردوده باستدراك خفي يحمل مآلا ً للتغيير يفضلونه عن غيره. فقد كرر في رده على أكثر من سؤال: أن بلاده تحترم رغبة الشعب المصري وخياراته: في تقرير أي نوع من الرقابة يريدون على الانتخابات المقبلة، و مع هذا “فإن أحدا لا يريد تكرار تجربة انتخابات ٢٠١٠ بما شابها من تزوير” وهي الانتخابات التي لم يسمح فيها سوى برقابة شكلية محدودة من بعض المنظمات المحلية، مضيفا “أنا متأكد أن تطلعاتكم أعلى من ذلك، تتطلعون لانتخابات يشعر فيها كل مصرى أن صوته يؤخذ فى الحسبان”. كما أجاب عن سؤال آخر ان ادارته تحترم شكل ونظام الحكم الذي يتطلع له المصريون مبديا “انزعاجه” من احداث عنف استخدم فيها الدين، وعندما سئل عن دعاوى “اقامة دولة قبطية” وهي الفقاعة التي لا أظن أن مواطنا عاقلا يتبناها في مصر أو خارجها، تحدث فيلتمان عن روح التعاون التي سادت بين الأقباط والمسلمين في الميدان دون أن ينتقد عبثية فكرة “الدولة القبطية” أو يستبعد أن تساند او تناقش بلادها من قد يطرحها، معتقدا ان روح التعاون تلك بين مسلمي ومسيحيي مصر هي ما اختاره المصريون بالميدان وستبقى. ( لكن كثير منا يسأل: أين ذهبت “أخلاق” الميدان تلك؟ ).
وعن اعادة أرصدة مبارك، قال فيلتمان ان بلاده ستعاون اذا صدر حكم قضائي “هنا” بذلك، مستدركا “أن الأمر معقد من الناحية الفنية، ويستغرق وقتا طويلا، وأن النظم القضائية في البلدين مختلفة”! .. الأمر منوط اذن بمسار قضائي طويل ومعقد، وهو مثلا لم يقدم مبادرة بالكشف عن أرصدة المخلوع أو مساعدة جهات التحقيق بمعلومات تفيدنا في استرجاع حقوقنا.
وقد كرر الدبلوماسي الأمريكي كما غيره من مسؤولي الادارة الذين زاروا القاهرة بعد الثورة (وزيرة الخارجية ثم سفيرة أوباما لشوون المرأة) أن ما حدث في التحرير كان ملهما ومحط اعجاب، وأنهم يتطلعون لتقيدم العون لمصر لكنهم ينتظرون أفكارا في هذا الصدد. فيلتمان توسع في تفصيل هذا الدعم المزمع تقديمه، منطلقا مما جاء في خطاب الرئيس الأمريكي أوباما الأسبوع الماضي حول هذه النقطة: فلن يتوقف دعم واشنطن لمصر على الامد القصير بل سيكون ممتدا، كما لن يقتصر على اسقاط ديون، حسنا..هو تفصيل لحدود الدعم دون تحديد له.
وحول زيارته لبنغازي التي قدم منها اليوم للقاهرة وهل ناقش محصلة الزيارة مع المجلس الاعلى للقوات المسلحة المصرية، قال فيلتمان انه يتفهم اهتمام مصر بحدودها الغربية وبحكم العلاقات مع ليبيا والمصالح الاقتصادية لمصر هناك، ويعتقد اننا لدى مصر “فهم أكبر” لطبيعة الاحداث الدائرة ، قائلا أنه بالفعل ناقش الأمر مع الجانب المصري، لكنه لم يوضح هل شمل ذلك ترتيبات ميدانية أو اجراءات عبر الحدود.
كما علق فيلتمان عن سؤال عن احتمال توسط بلاده في نزع فتيل الحرب في ابيي بدعم مفاوضات بين طرفي الحكم بالسودان، بالقول انه يتفهم قلق المصريين من الاضطرابات المحتملة في اي من دول الجوار.
وعن موقف بلاده من تحسن العلاقات المصرية الايرانية مهد فيلتمان بالاشادة بالدبلوماسيين المصريين واصفا اياهم بـ“الاكفأ ممن قابلت في حياتي المهنية” مكملا برد يقترب من تقديم نصيحة بألا تقترب مصر من ايران أكثر مما تتطلب مصالحها، باعتباره أمرا “محفوف بالمخاطر لمصر وللمصالح الأمريكية، وأن مصر قائدة في المنطقة مما يجعلها تدرك المخاطر التي تمثلها طهران”
أما عن موقف بلاده من “الربيع العربي” بحسب الوصف الذي صيغ به سؤال عن الهبات الشعبية ضد النظم المتسلطة بالمنطقة، قال فيلتمان ان لكل بلد ظروفه المختلفة ومن ثم تختلف ايضا مداخل تعامل ادارته معه، وحتى مع الدول “الصديقة” للولايات المتحدة ، تجد الأخيرة مدخلا لانتقاد اي قمع للمتظاهرين، واضعا عدة ثوابت تحدد موقف بلادها أولها احترام حق التظاهر.
فيلتمان أرد إذن القول ان واشنطن تفتح صفة جديدة مع العالم العربي (وهو تقريبا نفس ما اقله اوباما عن دعم بلاده “للربيع العربي”)..والحاصل انها صفحة جديدة اجبارية فلا أحد يستطيع الوقوف ضد ارادة الشعوب، صفحة بها ظلال اسطر قديمة، وبها أسطر لم تتبلور بعد بما يكفي لتُكتب بوضوح وتحدد مسار علاقتنا كشعوب وحكومات عربية “حرة “ مع واشنطن.
ومع هذا فقد الحق المسؤول الأمريكي معظم ردوده باستدراك خفي يحمل مآلا ً للتغيير يفضلونه عن غيره. فقد كرر في رده على أكثر من سؤال: أن بلاده تحترم رغبة الشعب المصري وخياراته: في تقرير أي نوع من الرقابة يريدون على الانتخابات المقبلة، و مع هذا “فإن أحدا لا يريد تكرار تجربة انتخابات ٢٠١٠ بما شابها من تزوير” وهي الانتخابات التي لم يسمح فيها سوى برقابة شكلية محدودة من بعض المنظمات المحلية، مضيفا “أنا متأكد أن تطلعاتكم أعلى من ذلك، تتطلعون لانتخابات يشعر فيها كل مصرى أن صوته يؤخذ فى الحسبان”. كما أجاب عن سؤال آخر ان ادارته تحترم شكل ونظام الحكم الذي يتطلع له المصريون مبديا “انزعاجه” من احداث عنف استخدم فيها الدين، وعندما سئل عن دعاوى “اقامة دولة قبطية” وهي الفقاعة التي لا أظن أن مواطنا عاقلا يتبناها في مصر أو خارجها، تحدث فيلتمان عن روح التعاون التي سادت بين الأقباط والمسلمين في الميدان دون أن ينتقد عبثية فكرة “الدولة القبطية” أو يستبعد أن تساند او تناقش بلادها من قد يطرحها، معتقدا ان روح التعاون تلك بين مسلمي ومسيحيي مصر هي ما اختاره المصريون بالميدان وستبقى. ( لكن كثير منا يسأل: أين ذهبت “أخلاق” الميدان تلك؟ ).
وعن اعادة أرصدة مبارك، قال فيلتمان ان بلاده ستعاون اذا صدر حكم قضائي “هنا” بذلك، مستدركا “أن الأمر معقد من الناحية الفنية، ويستغرق وقتا طويلا، وأن النظم القضائية في البلدين مختلفة”! .. الأمر منوط اذن بمسار قضائي طويل ومعقد، وهو مثلا لم يقدم مبادرة بالكشف عن أرصدة المخلوع أو مساعدة جهات التحقيق بمعلومات تفيدنا في استرجاع حقوقنا.
وقد كرر الدبلوماسي الأمريكي كما غيره من مسؤولي الادارة الذين زاروا القاهرة بعد الثورة (وزيرة الخارجية ثم سفيرة أوباما لشوون المرأة) أن ما حدث في التحرير كان ملهما ومحط اعجاب، وأنهم يتطلعون لتقيدم العون لمصر لكنهم ينتظرون أفكارا في هذا الصدد. فيلتمان توسع في تفصيل هذا الدعم المزمع تقديمه، منطلقا مما جاء في خطاب الرئيس الأمريكي أوباما الأسبوع الماضي حول هذه النقطة: فلن يتوقف دعم واشنطن لمصر على الامد القصير بل سيكون ممتدا، كما لن يقتصر على اسقاط ديون، حسنا..هو تفصيل لحدود الدعم دون تحديد له.
وحول زيارته لبنغازي التي قدم منها اليوم للقاهرة وهل ناقش محصلة الزيارة مع المجلس الاعلى للقوات المسلحة المصرية، قال فيلتمان انه يتفهم اهتمام مصر بحدودها الغربية وبحكم العلاقات مع ليبيا والمصالح الاقتصادية لمصر هناك، ويعتقد اننا لدى مصر “فهم أكبر” لطبيعة الاحداث الدائرة ، قائلا أنه بالفعل ناقش الأمر مع الجانب المصري، لكنه لم يوضح هل شمل ذلك ترتيبات ميدانية أو اجراءات عبر الحدود.
كما علق فيلتمان عن سؤال عن احتمال توسط بلاده في نزع فتيل الحرب في ابيي بدعم مفاوضات بين طرفي الحكم بالسودان، بالقول انه يتفهم قلق المصريين من الاضطرابات المحتملة في اي من دول الجوار.
وعن موقف بلاده من تحسن العلاقات المصرية الايرانية مهد فيلتمان بالاشادة بالدبلوماسيين المصريين واصفا اياهم بـ“الاكفأ ممن قابلت في حياتي المهنية” مكملا برد يقترب من تقديم نصيحة بألا تقترب مصر من ايران أكثر مما تتطلب مصالحها، باعتباره أمرا “محفوف بالمخاطر لمصر وللمصالح الأمريكية، وأن مصر قائدة في المنطقة مما يجعلها تدرك المخاطر التي تمثلها طهران”
أما عن موقف بلاده من “الربيع العربي” بحسب الوصف الذي صيغ به سؤال عن الهبات الشعبية ضد النظم المتسلطة بالمنطقة، قال فيلتمان ان لكل بلد ظروفه المختلفة ومن ثم تختلف ايضا مداخل تعامل ادارته معه، وحتى مع الدول “الصديقة” للولايات المتحدة ، تجد الأخيرة مدخلا لانتقاد اي قمع للمتظاهرين، واضعا عدة ثوابت تحدد موقف بلادها أولها احترام حق التظاهر.
فيلتمان أرد إذن القول ان واشنطن تفتح صفة جديدة مع العالم العربي (وهو تقريبا نفس ما اقله اوباما عن دعم بلاده “للربيع العربي”)..والحاصل انها صفحة جديدة اجبارية فلا أحد يستطيع الوقوف ضد ارادة الشعوب، صفحة بها ظلال اسطر قديمة، وبها أسطر لم تتبلور بعد بما يكفي لتُكتب بوضوح وتحدد مسار علاقتنا كشعوب وحكومات عربية “حرة “ مع واشنطن.