تهنئة أولا لكل الطائفة بمناسبة عيد الخليقة ولكل العراق
----
عن المدى برس
لم يخفف الحضور الواسع لاتباع الديانة الصابئة المندائية، في احتفال (عيد الخليقة) الذي اقيم بمدينة الناصرية، من خوف اتباع هذه الديانة على مستقبلهم ومستقبل أولادهم في العراق، كذلك لم يطمئنهم حضور أشقائهم من المسلمين والديانات الأخرى إلى الاحتفال لتهنئتهم، فهؤلاء يوكدون أنهم أقلية في الأصل، يقلُّون يوما بعد يوم بسبب صعوبة الأوضاع في البلاد وهجمات السلاح الأبيض التي بدأوا يتعرضون لها في الآونة الأخيرة.
طقوس التعميد بالماء لم تمح آثار الجرائم
فمندى الصابئة وسط مدينة الناصرية بدا وقد غصَّ بأبناء طائفة الصابئة ومهنئيهم من الأديان الأخرى وهم يقيمون طقوس الاحتفال بعيد (البنجة) او (عيد الخلقية) الذي يعتبر واحدا من أهم الأعياد الأربعة التي يحتفل بها الصابئة سنويا، التي تبدأ بالتعميد بالمياه الجارية ومن ثم إقامة الولائم على أروح الموتى التي تسمى (لوفاني ) وتوزيع الصدقات على المحتاجين من ابناء الطائفة .
لكن العميد او الغسل بالمياه يبدو وانه لم يمحلدى خلدون جميل سالم وهو أحد الصابئة المحتفلين بـ(البنجة) أثر ما تعرض له أبناء جلدته.
ويقول سالم وهو ينشف وجهه بقطعة قماش بيضاء بعد ان شارك في طقوس التعميد في حديث إلى (المدى برس)، إن "كثرة الجرائم التي تستهدف افراد الطائفة تقلق المندائيين كأفراد وطائفة وتفقدهم الشعور بالأمان".
ويضيف أن "طائفة الصابئة المندائيين ذات عمق تاريخي في بلاد ما بين النهرين وهجرة أبنائها إلى الخارج بسبب ما يتعرضون له تضرهم وتضر بنفس الوقت المكونات الأخرى في العراق"، ويوضح باقول "هجرتنا أو هجرة المسيحيين تؤثر سلباً على سمعة البلاد كونها تمثل بداية لانقراضنا في موطننا الأصلي".
ويدعو سالم، إلى "تكثيف الحماية لأبناء طائفة الصابئة المندائيين"، ويؤكد "نحن مسالمون لكن مستهدفين من قبل جهات عديدة"، معلقا بالقول "لا ندري لماذا نستهدف لكن هؤلاء يعملون على زعزعة الوضع العام في البلاد".
وتعرض اتباع الطائفية الصابئة المندائية منذ مطلع العام الحالي إلى عدد من الهجمات لم تكن تسجل إلا في إبان الحرب الطائفية التي شهدتها البلاد، وتركز عدد من تلك الحوادث في محافظة ذي قار (يبعد مركزها الناصرية، 350 كم جنوب العاصمة بغداد)، إذ أعلن مجلس شؤون طائفة الصابئة المندائيين في المحافظة في (الـ23 من شباط 2013)، عن إصابة امرأة صابئية وابنتيها بجروح خطية نتيجة تعرضهن للطعن بالسكين داخل منزلهن، في قضاء سوق الشيوخ (35 كم جنوب الناصرية) وذلك بعد عشرة أيام من إصابة مسؤول مجلس شؤون الطائفة المندائيين في القضاء سليم ضامن وزوجته بجروح خطرة بهجوم بالاسلحة البيضاء وايضا على منزلهما وسط القضاء.
مندائية: لا أنصح بعودة المهاجرين
لكن في الوقت الذي يدعو فيه خلدون جميل سالم إلى وقف هجرة او تهجير اتباع الصائبة والاقليات، تنصح المندائية نضال نسيم، أبناء ديانتها الذين هاجروا بعدم العودة.
وتقول سليم في حديث إلى (المدى برس) إن "الجرائم التي حصلت أخيرا بحق أبناء الطائفة تشعرنا بالقلق وعدم الأمان سواء كانت تستهدفنا كطائفة أم جرائم عادية"، مبينة أن "الأوضاع في ذي قار مطمئنة بصورة عامة لكن ظروف البلد بشكل عام مقلقة للجميع ومن بينهم المندائيين".
وتتابع نسيم بالقول "صحيح أن الظروف المعيشية متوافرة والعلاقات الاجتماعية طيبة لكن ما ينقص العراقيين هو الأمان"، وتستدرك لتقول "لكن لا أنصح المهاجرين من أبناء الطائفة بالعودة في الوقت الحاضر كون ظروفهم في بلاد المهجر أفضل من حيث الأمان والاستقرار وتأمين الخدمات كما أن مستقبل أبنائهم أفضل مما هو عليه في موطنهم الأصلي".
رئاسة الطائفة: تلقينا تطمينات بتأمين الحماية
بدوره يقلل رئيس مجلس أبناء طائفة الصابئة المندائيين في ذي قار، الدكتور سامر نعيم، من مخاطر التهديدات التي يتعرض لها المندائيون في ذي قار.
ويعتبر نعيم، في حديث إلى (المدى برس)، أن "ما حصل من جرائم خلال الاسابيع الماضية لا يشكل أي خوف حقيقي"، مستدركاً "على الرغم من أن تلك الأحداث مقلقة لأن الجريمتين وقعتا في ظرف اسبوع واحد".
ويلفت رئيس مجلس أبناء طائفة الصابئة المندائيين في ذي قار، إلى أن "الطائفة تلقت في أعقاب الجريمتين تطمينات من الحكومة المحلية ورجال الدين وشيوخ العشائر"، ويوضح "الطائفة تلقت زيارات لكثير من الوفود الرسمية والشعبية للتعبير عن استنكارها وتضامنها ووقوفها معنا بوجه التهديدات".
ويؤكد نعيم، أن "الجهات الأمنية في ذي قار تعهدت بتكثيف الحماية ونشر المفارز وتعزيز الإجراءات الامنية في المناطق التي يسكنها أبناء طائفة الصابئة المندائيين في المحافظة".
الشرطة: نعاني من النقص لك سنحميهم
وتؤكد شرطة ذي قار ان المندائيين وباقي الاقليات يحظون بحماية في مناطقهم السكنية اسوة بالآخرين، لكنها تؤكد أن عدد متنسبيها لا يكفي لتأمين حماية شخصية للمتعرضين للتهديد.
ويقول المدير العام لشرطة ذي قار، اللواء حسين عبد علي عبد الله، في حديث إلى (المدى برس)، إن "الشرطة مكلفة بتأمين الحماية للمناطق السكنية بعامة ومن ضمنها المناطق التي تقيم فيها الأقليات وهناك دوريات موجودة وتمنع التعدي على الناس".
ويستدرك عبد الله بالقول "لكن نحن نعاني من نقص في عديد أفرادنا وعدد قوات الشرطة في ذي قار لا يكفي لتخصيص حراس شخصيين لكل من يتعرض للتهديد من الأقليات".
أما أبو حسين وهو أحد المسلمين من أبناء الناصرية الذين شاركوا بتهنئة الصابئة في عيدهم، فيقول في حديث إلى (المدى برس) بلغة عامية "والله هم خوش ناس طيبين وما يجون يم أحد ويشاركوننا بأفراحنا واحزاننا"، ويضيف "نستغرب لماذا يتم التعرض لهم بين حين وآخر".
ويقدر عدد أبناء الطائفة المندائية في ذي قار بنحو ثلاثة آلاف شخص يتوزعون في مناطق الناصرية وسوق الشيوخ والشطرة وغيرها من مناطق المحافظة، ويعرف عنهم كباقي الأقليات في العراق، بأنهم من الأشخاص المسالمين ويمتهنون الصياغة والتجارة.
وتعتبر الديانة المندائية من أقدم الديانات الحية في العراق، وأول ديانة موحِدة في تاريخ البشرية، وبحسب مصادر تاريخية مختلفة فإنها نشأت في جنوبي العراق، وما يزال أتباعها يتواجدون في المحافظات الجنوبية، بالإضافة إلى إقليم الأحواز في إيران، كما يوجد الآلاف منهم في الولايات المتحدة ودول أوربية أبرزها النرويج واستراليا والسويد وهولندا، حيث هاجروا إليها واستقروا فيها في غضون العقدين الماضيين.
----
عن المدى برس
لم يخفف الحضور الواسع لاتباع الديانة الصابئة المندائية، في احتفال (عيد الخليقة) الذي اقيم بمدينة الناصرية، من خوف اتباع هذه الديانة على مستقبلهم ومستقبل أولادهم في العراق، كذلك لم يطمئنهم حضور أشقائهم من المسلمين والديانات الأخرى إلى الاحتفال لتهنئتهم، فهؤلاء يوكدون أنهم أقلية في الأصل، يقلُّون يوما بعد يوم بسبب صعوبة الأوضاع في البلاد وهجمات السلاح الأبيض التي بدأوا يتعرضون لها في الآونة الأخيرة.
طقوس التعميد بالماء لم تمح آثار الجرائم
فمندى الصابئة وسط مدينة الناصرية بدا وقد غصَّ بأبناء طائفة الصابئة ومهنئيهم من الأديان الأخرى وهم يقيمون طقوس الاحتفال بعيد (البنجة) او (عيد الخلقية) الذي يعتبر واحدا من أهم الأعياد الأربعة التي يحتفل بها الصابئة سنويا، التي تبدأ بالتعميد بالمياه الجارية ومن ثم إقامة الولائم على أروح الموتى التي تسمى (لوفاني ) وتوزيع الصدقات على المحتاجين من ابناء الطائفة .
لكن العميد او الغسل بالمياه يبدو وانه لم يمحلدى خلدون جميل سالم وهو أحد الصابئة المحتفلين بـ(البنجة) أثر ما تعرض له أبناء جلدته.
ويقول سالم وهو ينشف وجهه بقطعة قماش بيضاء بعد ان شارك في طقوس التعميد في حديث إلى (المدى برس)، إن "كثرة الجرائم التي تستهدف افراد الطائفة تقلق المندائيين كأفراد وطائفة وتفقدهم الشعور بالأمان".
ويضيف أن "طائفة الصابئة المندائيين ذات عمق تاريخي في بلاد ما بين النهرين وهجرة أبنائها إلى الخارج بسبب ما يتعرضون له تضرهم وتضر بنفس الوقت المكونات الأخرى في العراق"، ويوضح باقول "هجرتنا أو هجرة المسيحيين تؤثر سلباً على سمعة البلاد كونها تمثل بداية لانقراضنا في موطننا الأصلي".
ويدعو سالم، إلى "تكثيف الحماية لأبناء طائفة الصابئة المندائيين"، ويؤكد "نحن مسالمون لكن مستهدفين من قبل جهات عديدة"، معلقا بالقول "لا ندري لماذا نستهدف لكن هؤلاء يعملون على زعزعة الوضع العام في البلاد".
وتعرض اتباع الطائفية الصابئة المندائية منذ مطلع العام الحالي إلى عدد من الهجمات لم تكن تسجل إلا في إبان الحرب الطائفية التي شهدتها البلاد، وتركز عدد من تلك الحوادث في محافظة ذي قار (يبعد مركزها الناصرية، 350 كم جنوب العاصمة بغداد)، إذ أعلن مجلس شؤون طائفة الصابئة المندائيين في المحافظة في (الـ23 من شباط 2013)، عن إصابة امرأة صابئية وابنتيها بجروح خطية نتيجة تعرضهن للطعن بالسكين داخل منزلهن، في قضاء سوق الشيوخ (35 كم جنوب الناصرية) وذلك بعد عشرة أيام من إصابة مسؤول مجلس شؤون الطائفة المندائيين في القضاء سليم ضامن وزوجته بجروح خطرة بهجوم بالاسلحة البيضاء وايضا على منزلهما وسط القضاء.
مندائية: لا أنصح بعودة المهاجرين
لكن في الوقت الذي يدعو فيه خلدون جميل سالم إلى وقف هجرة او تهجير اتباع الصائبة والاقليات، تنصح المندائية نضال نسيم، أبناء ديانتها الذين هاجروا بعدم العودة.
وتقول سليم في حديث إلى (المدى برس) إن "الجرائم التي حصلت أخيرا بحق أبناء الطائفة تشعرنا بالقلق وعدم الأمان سواء كانت تستهدفنا كطائفة أم جرائم عادية"، مبينة أن "الأوضاع في ذي قار مطمئنة بصورة عامة لكن ظروف البلد بشكل عام مقلقة للجميع ومن بينهم المندائيين".
وتتابع نسيم بالقول "صحيح أن الظروف المعيشية متوافرة والعلاقات الاجتماعية طيبة لكن ما ينقص العراقيين هو الأمان"، وتستدرك لتقول "لكن لا أنصح المهاجرين من أبناء الطائفة بالعودة في الوقت الحاضر كون ظروفهم في بلاد المهجر أفضل من حيث الأمان والاستقرار وتأمين الخدمات كما أن مستقبل أبنائهم أفضل مما هو عليه في موطنهم الأصلي".
رئاسة الطائفة: تلقينا تطمينات بتأمين الحماية
بدوره يقلل رئيس مجلس أبناء طائفة الصابئة المندائيين في ذي قار، الدكتور سامر نعيم، من مخاطر التهديدات التي يتعرض لها المندائيون في ذي قار.
ويعتبر نعيم، في حديث إلى (المدى برس)، أن "ما حصل من جرائم خلال الاسابيع الماضية لا يشكل أي خوف حقيقي"، مستدركاً "على الرغم من أن تلك الأحداث مقلقة لأن الجريمتين وقعتا في ظرف اسبوع واحد".
ويلفت رئيس مجلس أبناء طائفة الصابئة المندائيين في ذي قار، إلى أن "الطائفة تلقت في أعقاب الجريمتين تطمينات من الحكومة المحلية ورجال الدين وشيوخ العشائر"، ويوضح "الطائفة تلقت زيارات لكثير من الوفود الرسمية والشعبية للتعبير عن استنكارها وتضامنها ووقوفها معنا بوجه التهديدات".
ويؤكد نعيم، أن "الجهات الأمنية في ذي قار تعهدت بتكثيف الحماية ونشر المفارز وتعزيز الإجراءات الامنية في المناطق التي يسكنها أبناء طائفة الصابئة المندائيين في المحافظة".
الشرطة: نعاني من النقص لك سنحميهم
وتؤكد شرطة ذي قار ان المندائيين وباقي الاقليات يحظون بحماية في مناطقهم السكنية اسوة بالآخرين، لكنها تؤكد أن عدد متنسبيها لا يكفي لتأمين حماية شخصية للمتعرضين للتهديد.
ويقول المدير العام لشرطة ذي قار، اللواء حسين عبد علي عبد الله، في حديث إلى (المدى برس)، إن "الشرطة مكلفة بتأمين الحماية للمناطق السكنية بعامة ومن ضمنها المناطق التي تقيم فيها الأقليات وهناك دوريات موجودة وتمنع التعدي على الناس".
ويستدرك عبد الله بالقول "لكن نحن نعاني من نقص في عديد أفرادنا وعدد قوات الشرطة في ذي قار لا يكفي لتخصيص حراس شخصيين لكل من يتعرض للتهديد من الأقليات".
أما أبو حسين وهو أحد المسلمين من أبناء الناصرية الذين شاركوا بتهنئة الصابئة في عيدهم، فيقول في حديث إلى (المدى برس) بلغة عامية "والله هم خوش ناس طيبين وما يجون يم أحد ويشاركوننا بأفراحنا واحزاننا"، ويضيف "نستغرب لماذا يتم التعرض لهم بين حين وآخر".
ويقدر عدد أبناء الطائفة المندائية في ذي قار بنحو ثلاثة آلاف شخص يتوزعون في مناطق الناصرية وسوق الشيوخ والشطرة وغيرها من مناطق المحافظة، ويعرف عنهم كباقي الأقليات في العراق، بأنهم من الأشخاص المسالمين ويمتهنون الصياغة والتجارة.
وتعتبر الديانة المندائية من أقدم الديانات الحية في العراق، وأول ديانة موحِدة في تاريخ البشرية، وبحسب مصادر تاريخية مختلفة فإنها نشأت في جنوبي العراق، وما يزال أتباعها يتواجدون في المحافظات الجنوبية، بالإضافة إلى إقليم الأحواز في إيران، كما يوجد الآلاف منهم في الولايات المتحدة ودول أوربية أبرزها النرويج واستراليا والسويد وهولندا، حيث هاجروا إليها واستقروا فيها في غضون العقدين الماضيين.