الثلاثاء، 4 مارس 2025

وفاة ثلاثة مصريين في معسكرات الدعم السريع بالسودان وإطلاق سراح آخرين بعد احتجاز طويل

 

كتبت – أميرة الطحاوي

أكدت مصادر مطلعة وفاة ثلاثة مصريين خلال فترة احتجازهم في معسكرات قوات الدعم السريع بالسودان على مدار الأشهر الماضية، بينما تمكن ستة آخرون، من بين سبعة محتجزين من أبناء محافظة الفيوم، من الوصول إلى السفارة المصرية في بورتسودان بعد أكثر من عام ونصف من الاعتقال.

وكان اثنان من الرهائن قد أُطلق سراحهما في نهاية يناير الماضي بعد دفع فدية مالية، حيث تم نقلهما عبر عدة نقاط ارتكاز إلى مناطق خارج سيطرة الميليشيات، قبل أن يتم احتجازهما لفترة من قبل الجيش السوداني في مدينة شندي للتحقيق، ثم نقلهما لاحقًا إلى بورتسودان، وانضم إليهما أربعة مصريين آخرين من المجموعة ذاتها، والذين سبق الإبلاغ عن احتجازهم في نوفمبر الماضي.

وفي سياق متصل، تم الإفراج عن عدد من المصريين العاملين بالسودان، الذين تجاوزت مدة احتجازهم على يد قوات الدعم السريع عامًا ونصف، حيث تم اعتقالهم في فترات متفرقة بين مايو وأغسطس 2023.. فيما أفاد أحد المفرج عنهم مؤخرًا بتعرضه لأشكال مختلفة من التعذيب، والتجويع، والانتهاكات الجسدية خلال فترة احتجازه.

وبحسب أسر المحتجزين من أبناء الفيوم (السبعة) كان من المقرر أن يصل ستة منهم إلى مصر الاثنين الماضي لكن اجراءات “إدارية” حالت دون ذلك، ولم تصدر الخارجية المصرية أي بيانات تتعلق بالمصريين المحتجزين بالسودان منذ اندلع الصراع العسكري هناك في منتصف أبريل 2023.

وتعود قضية المصريين المختطفين في السودان إلى منتصف أبريل 2023، حينما قامت قوات الدعم السريع باحتجاز سبعة مصريين من داخل منزلهم في منطقة اللاماب ناصر بالعاصمة السودانية الخرطوم.

المختطفون، الذين كانوا يعملون في تجارة السلع المنزلية وأعمال اليومية، وجدوا أنفسهم في قلب النزاع المسلح بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، وسط تصاعد أعمال العنف والاختطافات التي طالت العديد من المدنيين.

ورغم مرور أكثر من عام ونصف على اختفائهم، لم تُحرَز أي خطوات فعلية نحو إطلاق سراحهم، وسط معاناة ذويهم الذين واجهوا صعوبات معيشية قاسية بسبب غياب العائل الأساسي. بعض أفراد الأسر اضطروا للعمل لساعات طويلة لمواجهة الفقر، بينما يعاني الأطفال من صدمات نفسية نتيجة فقدان آبائهم في ظروف غامضة.

وعلى مدار الأشهر الماضية، حاولت عائلات المختطفين اللجوء إلى الجهات الرسمية المصرية لمتابعة القضية، إلا أن محاولاتهم قوبلت بتجاهل أو رفض استقبالهم. كما لجأوا إلى مناشدة المنظمات الحقوقية الدولية، بما في ذلك الصليب الأحمر، للمساعدة في تحديد مصير ذويهم وتقديم أي دعم لهم.

في ظل استمرار النزاع في السودان وتدهور الأوضاع الأمنية، تزداد المخاوف على حياة المختطفين، خاصة بعد ورود تقارير عن تعرض محتجزين آخرين لمعاملات قاسية، وبينما تأمل أسر الضحايا في تدخل عاجل لإنهاء معاناتهم، يظل مصير هؤلاء المصريين مجهولًا حتى الآن، وسط تساؤلات حول إمكانية التوصل إلى حل قريب لهذه الأزمة.

S C