Pages

الخميس، 9 سبتمبر 2010

مع محاكمة المسؤولين الحقيقيين عن اهدار ثرواتنا الثقافية - بيان

رغم الاستنكار الذي ساد أوساط المثقفين و التشكيليين و المهتمين بالحراك العام في مصر و العالم تجاه حادث سرقة لوحة " زهرة الخشخاش " للفنان العالمي فان جوخ ، إلا أن معظم ردود الأفعال تلك لم تحمل تحركا فعليا لإدانة المسئول الأول عن الثقافة في مصر بصفته وزيرا و فنانا تشكيليا أيضا ؛ فالمسئولية عن تأمين التراث الإنساني الموجود في مصر مهمة أكبر من اعتبار أن السيد محسن شعلان " رئيس قطاع الفنون التشكيلية " وحده المقصر في إيفائها ، و تتسع تلك المسئولية لتشمل الوزير نفسه ، فمن غير المعقول أن يتم محاسبة رئيس قطاع و ترك رئيسه المباشر و هو السيد فاروق حسني بصفته وزير الثقافة ، و عليه فإن المسئولية الأولى لتسريب لوحة بقيمة " زهرة الخشخاش " تقع أولا على كاهل السيد وزير الثقافة بصفته و شخصه .

و مع توارد الأخبار في الأيام التالية لسرقة اللوحة اتضحت بعض الأمور الخاصة بالتحقيقات الجنائية التي بينت أنه من المستحيل الوصول للسارق الذي أخفى كل ملامح جريمته ، و هذا بالطبع يضع أيضا رجال الأمن في مسئولية أخرى سواء إذا كانت اللوحة خرجت أو مازالت داخل مصر ، فمن المفترض انه مع اكتشاف سرقة اللوحة التي وصلت معلومة أن اكتشافها جاء عن طريق وفد إسباني لم يجدها داخل إطارها على جدار المتحف ، أن يكون البحث و التحقيق قد بدأ مع اللحظات الأولى و تم تأمين عدم خروج اللوحة و هذا يؤكد بالفعل أن اللوحة قد خرجت من خلال أحد المطارات لأنه لو كان الافتراض عكس ذلك فيتم محاسبة رجال الأمن أيضا على تأخر وصول فرق البحث الجنائي للوحة .

و معروف أن المتحف الذي سرقت منه اللوحة يعد في ذاته صيغة فنية متكاملة بذل في اقتنائها محمد محمود خليل عمره ، ثم أهداها للدولة للحفاظ عليها و لتنظم عملية زيارة المتحف للمترددين عليه مصريين و أجانب ، و أن من يفرط بذلك الشكل الفج بعدم تأمين كل تلك المعروضات يعد مشاركا في تسهيل سرقة أحد هذه المعروضات . و قد تواردت أخبار عن النائب العام تقول أن الكاميرات كانت معطلة و هو ما أدى لسرقتها ، ما يضع تساؤل خطير و هو كيف للسارق أن يعرف بتعطل كاميرات المراقبة و يغافل حراس المتحف و الذي لن يقلوا بأي حال من الأحوال عن عدد رواد المتحف في ذلك اليوم و عددهم إحدى عشر زائرا ، السؤال الأهم و هو كيف يمكن ترك متحف بهذه القيمة المادية و الفنية بهذه الحالة الرثة من المراقبة و الحراسة و هي مسئولية كل من الوزير المختص و هو في هذه الحالة وزير الثقافة و رئيس القطاع و المسئول عن المتحف و كذلك مسئولية الأمن فهم من يقوموا بحراسة المنشآت العامة كمتحف بهذه القيمة ، و الإجابة عن هذا السؤال من المفترض في دولة يحكمها القانون و تطبق فيها العدالة أن يذهب كل هؤلاء المسئولين ليس فقط للسجن و لكن للجحيم .

لقد سرقت نفس اللوحة سابقا في عام 1979 من ذات المتحف ثم عادت بالصدفة بعد عام ، وكان الإجراء الذي يجب إتباعه هذه المرة أن يتم تقديم السادة وزير الثقافة و رئيس قطاع الفنون التشكيلية و مدير المتحف و المسئول عن تأمين المتحف جميعهم للقضاء و أن يكون القضاء عادلا هذه المرة ، ليس من أجل " زهرة الخشخاش " و فقط و لكن من أجل تراث إنساني و تراث مصري معرض للخطر دائما في يد غير أمينة من المفترض أنها تحافظ على كل ذلك التراث ، إضافة إلى المطالبة باسترداد اللوحة أينما ظهرت و إثبات حق مصر في تلك اللوحة و التي ستظهر وقتا ما في إحدى متاحف العالم بعد بيعها بالطبع .

نحن نضم صوتنا إلى كل المثقفين و التشكيليين في مصر للمطالبة بتقديم المسئولين عن هذه الحادثة للقضاء ، و مطالبة النظام المصري بحفظ حق مصر في اللوحة المقدر ثمنها ب 55 مليون دولارا أمريكيا ، و نطالب بالقيام بردة فعل أكثر جرأة من الانتقادات اللفظية الموجهة للوزير الفنان فاروق حسني و مقاضاته ، فنحن أمام حالة سرقة لجزء من مقدرات هذه الأمة و التي يبدو أنه حان الوقت لتفريغها مما يمكنه أن يقيم أودها و حضارتها ، فهذه المرة نحن أمام لصوص بالمعنى الصريح للكلمة سهلوا سرقة لوحة بقيمة " زهرة الخشخاش " و لصالح مجهولين كعادة كل حالات السرقة في مصر ، إضافة إلى استصدار حكم ينطبق على أي حالة مشابهة في المستقبل ، ليكون في اليد تقديم المسئولين فيما بعد بناء على حكم سنحاول جاهدين الوصول له عن طريق القضاء ، و نحن في هذه اللحظة نسعى للوصول لصيغة قضائية تناسب هذه الحالة نقدمها باعتبارنا مواطنين نحمل الجنسية المصرية و تهمنا سمعتنا كمصريين أمام العالم و نقدمها بصفتنا مهتمين بثقافتنا و تراثنا الإنساني و هو أقل ما يمكن أن نقوم به و يحفظ سمعتنا أمام عالم كان من الممكن أن يقوم بأكثر من ذلك حيال سرقة لوحة بهذه القيمة .
الموقعون:

  1. أحمد فرحات - كاتب
  2. محمود سيف الدين، مجلة ابيض واسود السينمائية
  3. محمد إبراهيم محمد - صيدلى
  4. سامح حنا- مهندس مقيم بأمريكا
  5. اسماعيل محمد- طالب بكلية التربية
  6. عصام الزهيري- كاتب، الفيوم
  7. خالد سعد- مدير شركة سياحية، سيناء(اطالب محاسبة ومقاضاة وزير الثقافة " فاروق حسنى " بصفتة وشخصة لتسببة بإهمالة الجسيم فى تعريض مقدرات الامة وسرقة متاحفها وضياع مقدرات الدولة والتقاعس عن حمايتها من السرقة والتلف والضياع)
  8. عبدالرحمن وجيه شعبان- طالب
  9. أسامة الطحاوي- مصمم مواقع إليكترونية
  10. سمر نور - كاتبة
  11. علية عبد السلام - شاعرة
  12. محمد مجاهد - صندوق تكنولوجيا المعلومات و الاتصالات
  13. احمد لطفي حسانين- casting manager
  14. يوسف ليمود ـ فنان تشكيلي وكاتب  مقيم بسويسرا
  15. عبير محمد عسكر- مترجمة
  16. د.بسمة المليجي- طبيبة مقيمة في امريكا 
  17.    هند خيرة مهندسة و مصممة ازياء   .    
  18. ندا سمير تمهيدى ماجستير قسم المكتبات و المعلومات - كلية الاداب - جامعة القاهرة    . 
  19.     محمود عبدالسلام محمد - محامي، دمياط 
  20. محمود بشير -مبرمج قواعد بيانات 
  21. أميرة الطحاوي  - كاتبة

للتوقيع:
mirahi@gmail.com
أو عبر موقع الفايس بوك : 
http://www.facebook.com/notes/amira-al-tahawi/m-mhakmt-almswwlyn-alhqyqyyn-n-ahdar-thrwatna-althqafyt-byan/469295061549

الصورة عن جريدة الأهرام