Pages

الأربعاء، 20 يناير 2010

انهيار معهد الأورام‏!‏

تحقيق‏:‏ منال الغمري
بمجرد بدء ظهور شروخ في المبني الجنوبي للمعهد القومي للأورام التابع لجامعة القاهرة‏,‏ سارع رئيس الجامعة الدكتور حسام كامل باصدار قرار باخلائه خوفا علي المرضي الذين يمثلون‏65%‏ من المترددين علي المعهد وقرر بدء أعمال الترميم والتنكيس فورا وخصص‏70‏ سريرا للنزلاء الأطفال بمستشفي الطلبة.

 كما قررت هيئة المجتمعات العمرانية الجديدة تخصيص مبني مستشفي اليوم الواحد بالقاهرة الجديدة لنقل عدد آخر من النزلاء‏,‏ ورغم ذلك فان هذا التوزيع الجغرافي المتباعد يجعل المطالبة بتخصيص غرف وأسرة في معهد الكبد الملاصق أفضل حل‏,‏ وإن كان المسئولون عن تنفيذ اعمال الترميم والتنكيس يرون أنها مكلفة والأفضل منها اعادة البناء‏,‏ ويري البعض أن الأجدي هو تخصيص قطعة أرض بمساحة أكبر في أحد التجمعات العمرانية القريبة من القاهرة لاقامة مبني جديد يتحمل الأعداد المتزايدة من المرضي سواء الحاليون او المستقبليون‏.‏
يقول الدكتور صلاح عبد الهادي عميد المعهد القومي للأورام ان المعهد يتكون من ثلاثة مبان‏:‏ الشمالي القديم والأوسط والمبني الجنوبي الحديث ومنذ خمس سنوات قمنا باجراء عمليات الاحلال والتجديد للمبني الشمالي القديم علي مرحلتين بعد تقسيمه الي نصفين الشرقي والغربي وقربنا علي الانتهاء من عمليات التجديد وبمعاينة المبني الجنوبي الحديث والذي تم استلامه بالكامل عام‏94‏ تبين أن به شروخا وتهالكا شديدا ورأت اللجنة الهندسية المشكلة من أساتذة استشاريين أن تتم عملية الاحلال والتجديد والتنكيس علي مرحلة واحدة وليس مرحلتين كما حدث في المبني القديم حيث إن هناك خطورة علي المبني بالكامل لما له من تصميم خاص مختلف وأن أي خلل يمكن أن يؤدي الي انهيار المبني وكان رأي المهندسين الاستشاريين اخلاء المبني بالكامل حرصا علي سلامة المرضي وذويهم وفريق العمل الطبي والعاملين بالمعهد وعلي هذا الأساس أصدر رئيس جامعة القاهرة قرارا باخلاء المبني الجنوبي الحديث حفاظا علي حياة المرضي الذين يمثلون نحو‏65%‏ من المرضي المترددين علي المعهد‏.‏
وبدأنا بالفعل عملية الاخلاء حيث بدأنا باخلاء الطابق الأرضي المخصص للمخازن ونقل مستلزمات المعهد والعهدة الموجودة بالمخازن الي جزء من الجراج الخاص بالمعهد‏,‏ والتي لابد أن تكون في الطابق الأرضي كما تم وضع خطة لاخلاء المرضي التابعين للتأمين الصحي وتسكينهم بالمبني الشمالي القديم وبذلك تم اخلاء الطابق الثالث‏.‏
درء الأذي
ويؤكد عميد المعهد أنه لأول مرة يتم التعامل مع الكوارث قبل حدوثها بمعني أن تكون هناك ردود أفعال قبل وقوع الحدث ووضع احتياطات واجراءات سليمة لدرء أي خطر قد يحدث مستقبلا وهو تصرف استباقي مسبق لم يتعود عليه المجتمع لمنع الاذي والخطر قبل حدوثه‏.‏
فبمجرد عرض المشكلة اوجدت جامعة القاهرة‏70‏ سريرا في مستشفي الطلبة بالجيزة حيث سنبدأ في نقل الأطفال أولا إليه‏,‏ صحيح لدينا نحو‏100‏ طفل مريض إلا أننا نحاول إنقاذ ما يمكن انقاذه‏.‏
في الوقت الذي اتاحت هيئة المجتمعات العمرانية الجديدة عن طريق معالي وزير الاسكان مستشفي جراحة اليوم الواحد بالقاهرة الجديدة وهو يستوعب نحو‏100‏ سرير بغرف العمليات وفريق العمل الطبي والاداري‏.‏
ويطمئن الدكتور صلاح جميع المرضي بأن الخدمة العلاجية سيتم تقديمها لهم كما كانت بالمعهد بنفس المميزات والخصائص بمعني أن المرضي سيتم علاجهم بنفس البروتوكولات العلاجية المتبعة وسيتم تنفيذ الخدمة الطبية بنفس الفريق الطبي سواء كانوا أطباء او فنيين او فريق التمريض وحتي الأجهزة من اشعاع او غيرها فهي مرحلة انتقالية مؤقتة لحين الانتهاء من عملية الترميم وهذا الحل المؤقت يتيح لنا الاستمرار في استكمال الرسالة العلاجية للمرضي وأخيرا يؤكد عميد المعهد القومي للأورام أن المعهد بكامل مبانيه أصبح لايستوعب الكم الهائل والمتزايد من المرضي حيث يعالج المعهد أكثر من‏15%‏ من مرضي السرطان بالدولة منذ نحو‏50‏ عاما وكان المرض اللعين يمثل جزءا صغيرا في المجتمع ولكن الآن وبعد انتشار المرض وتزايد اعداد المرضي بهذا الشكل الرهيب لم يعد يستوعب المكان كل هذا الكم من المرضي واذا حاولنا قبول هذا الوضع فبالطبع سيؤثر علي اداء الخدمة من شدة الزحام لذا نناشد رئيس مجلس الوزراء ووزير الاسكان تخصيص خمسة أفدنة في المجتمعات العمرانية الجديدة في مقابل استثمار مكان معهد الأورام المتميز لبناء معهد أورام جديد تابع للجامعة ويتسع ويستوعب هذه الأعداد المتزايدة المترددة علي المعهد للعلاج والفحص المبكر والكشف والمتابعة بدلا من الترميم والتنكيس وذلك لاداء الرسالة كما يجب وفي صالح وخدمة المرضي أولا وأخيرا‏.‏
المطلوب إخلاء‏13‏ طابقا
بينما يفسر الدكتور أشرف سعد زغلول مدير المعهد أن المبني الجنوبي المراد إخلاؤه مكون من‏13‏ طابقا يضم طابقين بهما‏6‏ غرف عمليات وعناية مركزة والتعقيم وهما بالطابق‏12‏ و‏13‏ و‏6‏ طوابق للاقامة الداخلية وتضم نحو‏380‏ سريرا وطابقا لقسم الاحصاء وطابقا للأشعة وطابقا للمناظير وطابقا لقسم الأطفال وطابقا للعيادات الخارجية وتضم الجراحة والامراض الباطنة والاسنان والأطفال وعيادة الألم وعيادة المناظير كما يضم المبني مكاتب ادارية ومخازن المعهد ويتردد علي المعهد سنويا‏21‏ ألف مريض فهناك نحو‏790‏ مريضا يوميا يترددون علي قسم العلاج الاشعاعي فقط ما بين علاج ومتابعة ونحو‏750‏ مريضا يترددون علي المبني للعلاج الكيماوي‏.‏
ويضيف مدير المعهد ان ما تم اتخاذه من حلول مبدئية مؤقتة وسريعة خلال خمسة أيام لدرء ما لا تحمد عقباه شيء جميل ومهم ولكن سيحتاج الي مجهود مضاعف وعناء شديد وتكاليف ومصاريف كبيرة سواء من المرضي او فريق العمل لما يحتاجونه من وسيلة نقل يومية لجميع الأطراف بجانب أنه سوف يتم تشكيل لجنة معاينة لهذه الأماكن المتاحة سواء كان مستشفي الطلبة او المستشفي بالقاهرة الجديدة مكونة من عميد المعهد ومدير المعهد ووكيل المعهد واستشاري هندسي لرئيس الجامعة لمعاينة المستشفي وما إن كان يحتاج لتجهيز من عدمه حيث سيتم نقل غرف العمليات اليه اما بالنسبة لأجهزة الكوبالت الاشعاع فهي ستظل في المعهد بالمبني الرئيسي القديم‏.‏
لذلك فنحن في حاجة ملحة لقطعة أرض ولو خمسة فدادين لبناء معهد قومي جديد للأورام جديد وعلي أعلي مستوي ويستوعب الاعداد المستقبلية والحالية لمرضي السرطان‏.‏
وبناشد الطبيب وزير الصحة بالتعاون مع جامعة القاهرة لصالح المرضي أن يسمح لنا باستخدام حجرات العمليات الجراحية الموجودة بمعهد الكبد الملاصق لمعهد الأورام‏.‏ ويناشد رئيس مجلس الوزراء ووزير الاسكان بتخصيص مكان كبير في المجتمعات العمرانية الجديدة مثل‏6‏ اكتوبر او الشيخ زايد لبناء معهد قومي للأورام يليق بالجامعة‏.‏
التنكيس غير مجد
المفاجأة أن المهندس المسئول عن ترميم المبني المراد اخلاؤه وتنكيسه يؤكد أن المبني متهالك خاصة الاعمدة الخرسانية الضعيفة والتي سبق ترميمها من قبل بالجهود الذاتية وكذلك بعض الطوابق فالمبني علي مساحة‏800‏ متر تقريبا وبه شروخ ضخمة وغائرة في بعض الكمرات والاعمدة الرئيسية وانهيار بلاطات الأسقف فلابد من ازالتها وبنائها من جديد وهناك بعض الأماكن بالمبني لايفيد معها الترميم ولكن لابد من ازالتها مثل البهو المدخل الرئيسي وغرفة البدروم وغرفة الغازات وكل هذا لايتم القيام به إلا بعد اخلائه تماما حرصا علي ارواح المرضي والعاملين‏.‏
ويؤكد المهندس الاستشاري انه تم اسناد هذه الأعمال بالأمر المباشر لشركة وادي النيل وتحديد مبلغ‏40‏ مليون جنيها تكاليف الترميم ولكن في حقيقة الأمر أن هذه الاعمال ستتكلف إضعاف هذا المبلغ‏.‏
 عن الاهرام