Pages
الجمعة، 26 يناير 2007
الطبيب الإسرائيلي في خدمة السجان The Israeli Doctor is a Tool in Service of the Jailer
Date: 24. 01. 2007Doc. No: P/051/07/ArSubj.: إصدار إعلامي/الطبيب الإسرائيلي في خدمة السجان
خبر خاص
بعد أيام من وفاة الأسير سراحين شرائح إلكترونية تسلط الضوء على انتهاكات الأطباء الإسرائيليين لأخلاقيات المهنة
إصدار إعلامي بعنوان "الطبيب الإسرائيلي في خدمة السجان"
أصدرت منظمة أصدقاء الإنسان الدولية، اليوم الثلاثاء الموافق 24 كانون الثاني 2007 ملفاً إعلامياً بعنوان: "الطبيب الإسرائيلي في خدمة السجان".
ويسلط الإصدار الجديد الضوء على إنتهاكات الأطباء الإسرائيليين لأخلاقيات مهنة الطب من خلال تعاملهم المتردي مع الأسرى الفلسطينيين، وكذلك على المعاناة الصحية للأسرى في مراكز الإعتقال الإسرائيلية.
وقالت المنظمة في إصدارها أن الأطباء يبدون تعاوناً كبيراً مع الفرق الأمنية والعسكرية، بما يحقق أهدافها في تعذيب الأسير وانتزاع الاعترافات منه.
وأشارت أصدقاء الإنسان إلى تبعية الطبيب في السجون الإسرائيلية إلى مصلحة السجون والجيش، وليس إلى مؤسسة صحية مدنية، وأن الطبيبُ يعالج الأسير وهو مرتدياً لملابسه العسكرية، مما يشكل حاجزاً بينهما ولا يجد الأسير عندئذ الكثير من الفروق، بين الطبيب والسجان.
ويأتي هذا الإصدار بعد أيام قلائل من وفاة الأسير الفلسطيني جمال سراحين في سجن النقب الصحراوي وتوالي وفيات أسرى آخرين خلال فترة الأسر أو بعد إطلاق سراحهم، نتيجة سياسة الإهمال الطبي المتعمدة التي تمارسها مصلحة السجون والجيش الإسرائيليان والظروف الصحية اللاإنسانية السائدة في معتقلات الاحتلال.
ويحتوي الإصدار على عدد 36 شريحة تتضمن نصوصاً مكتوبة وصوراً فوتوغرافية وتصاوير تعبيرية تتعلق بمحتوى الوثيقة، وقد قام الأسير الفلسطيني السابق الفنان رائد قرعان بإنجاز معظم الرسومات التعبيرية التي يتضمنها الملف.
ونوهت المنظمة أنه يمكن للراغبين إستعمال هذا الإصدار في الندوات والمحاضرات، خاصة ما يتعلق منها بقضية الأسرى الفلسطينيين، وأنها تقصد إبقاء الإصدار مفتوحاً من أجل تعديل أوقات عرض الشرائح أو أي تعديلات أخرى بقصد الملائمة مع الوقت المتاح للمحاضر أو غيره، بشرط عدم الإخلال بالمحتوى والحفاظ على حقوق الجهة التي قامت بالإصدار.
ملاحظة:
*الإصدار مرفق باللغة العربية في ملف بور بوينت ضمن هذا الخبر-يمكن الرجوع للموقع aon.at للاطلاع عليه
*سيتم إصدار النسخة الإنجليزية في الرابع عشر من شباط 2007
فيينا، 24 كانون الثاني 2007
FRIENDS OF HUMANITY INTERNATIONAL / HUMAN RIGHTS ORGANIZATIONHirschstettnerstrasse 19-21/D00, 1220 Vienna, Austria
Tel : 0043 1 2028501
Fax: 0043 1 2028547E-mail: mfi.info@aon.at
الثلاثاء، 23 يناير 2007
المصري المختطف بالعراق مجرد موظف محلي وليس دبلوماسيا !
من (20) عاما"
ما قيمة الرجل إذن ؟ اسمه خيري عبد العاطي .. ولابد أن له عائلة ما في مكان على وجه هذه الأرض ..وليكن .. اختطفه ثلاثة وهو راجل في حي المنصور الراقي ببغداد...وماذا يعني؟
مصري مختطف بالعراق والنواح على صدام لازال مستمراً
صرح علاء الحديدى المتحدث الصحفى باسم وزارة الخارجية بأن عامل محلى مصرى ببعثتنا فى بغداد قد تغيب عن العمل، وأن الأجهزة الأمنية المصرية تجرى اتصالاتها مع نظيرتها العراقية فى هذا الشأن، كما قامت وزارة الخارجية المصرية بإجراء اتصالات من جانبها مع البعثة العراقية فى القاهرة من أجل تأمين عودة العامل المحلى المصرى إلى مقر عمله."
مجرد خبر (مكتوب بصورة مبهمة متسرعة وبأخطاء لغوية) صادر عن وزارة الخارجية المصرية
الثلاثاء، 9 يناير 2007
المخرج المصري خالد يوسف يقول أن صدام يستحق السحل بالشوارع
الأهرام تهاجم الداخلية العراقية وتنصح حكومة بغداد بالتوقف عن المعارك الوهمية!!
العراق في الصحافة المصرية9-1-2007
القاهرة -المرصد الإعلامي العراقي
في حين شنت الأهرام اليوم هجوما حادا على وزارة الداخلية العراقية ووصفت بياناتها بالكاذبة ونصحت الحكومة العراقية بالتوقف عما سمته بالمعارك الإعلامية الوهميةووصف أحد كتابها من صوروا مشهد إعدام الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين بالأبالسة، فقد نشرت الجريدة مقالا لكاتب عراقي يعيش بالقاهرة يطرح خيارات العراق الجديد والمهام الملحة لإعادة الأمن له، كما نشرت الأخبار لأحد المثقفين مقالا يتندر فيه من القبضة الأمنية للبعث في الثمانينات، ونشرت الوفد حواراً مع مخرج سينمائي اعتبر أن صدام يستحق السحل بالشوارع، بينما خرجت الكرامة بملف اعتبر المشاركون فيه صدام شهيداً وحذرت من العداء لايران.
خبرياً؛ اهتمت جرائد اليوم بتهديد رئيسة مجلس النواب الأمريكي برفض تخصيص أموال إضافية لزيادة القوات الأمريكية بالعراق ما لم يقدم الرئيس بوش مبررات مقنعة لذلك، كما نقلت وقائع جلسات المحاكمة في قضية الأنفال وأفردت مساحات متفاوتة لتصريحات الرئيس المصري حسني مبارك لوكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية ومنها أنه بعث برسالة عاجلة إلي الرئيس الأمريكي بوش ظهر الجمعة وأبلغه أن إعدام صدام خلال العيد ستكون له تداعيات خطيرة..لكنه فوجيء صباح اليوم التالي قبيل توجهه لأداء صلاة العيد بتنفيذ الحكم بالفعل، ونُقل عن مبارك مهاجمته لمشاهد بثت بصورة غير رسمية للحظات الإعدام ووصفها بأنها لم تراعي حرمة الموت.
**
في الأهرام (يومية حكومية تصدر عن مؤسسة الأهرام) وصف الكاتب الإسلامي فهمي هويدي من صور مشهد الإعدام بـ "الأبالسة الذين اخرجوا المشهد قد وفروا للمتعصبين فرصتهم في التشفي" وأنهم حققوا غرضا آخر بجانب "مجاملتهم للشيعة, فإنهم تخلصوا من الرجل وأسكتوه إلي الأبد. حتى لا يفضي بما لديه من أسرار"
أما الكاتب العراقي صلاح نصراوي المقيم بالقاهرة جاء مقاله بعنوان "عن العراق لا عن صدام" وبدأه بالإقرار أن "بعض ما شاهده العالم من تصرفات رافقت عملية إعدام صدام كانت غير مسئولة" وأعطت للعالم انطباعا أن الإعدام كان انتقاميا أكثر منه عقابا على جرائم ارتكبت، وحذر أن يصرف الأنظار عن حقيقة المأساة المروعة التي يعيشها العراق والعراقيون الآن لمحاولات مقصودة لتحويل حاكم مستبد إلى "بطل وشهيد وقديس وتحميل العراقيين وزر سلوكيات جلاديه المرفوضة" وفسر سلوك اللحظات التي رافقت الإعدام على كونها " تجسيدا لتاريخ حقبة سوداء من تاريخ العراق, هي حقبة صدام ذاته, التي انعكست في ذلك الوجه الصواني الصلب لثقافة عدم التسامح والتراث من التعصب الفئوي والمبالغة بردود الأفعال التي أورثها لضحاياه الذين حكمهم بالقسوة والجبروت والخوف خمسة وثلاثين عاما"
وخلص لوجود ضرورتين, أولاهما أن يبدأ العراقيون صفحة جديدة من تاريخهم بعيدا عن ضغائن الماضي وأحقاده, ووضع قواعد جديدة تتيح لهم استمرار العيش المشترك وتقاسم السلطة والثروة، وثانيتهما النظر للمستقبل باعتباره المسئولية الحقيقية للجميع لإخراج العراق من مأساته الدامية.فـ"مؤازرة العراقيين تتطلب إحساسا من العالم الخارجي بالمسئولية بضرورة إصلاح الخراب الذي تسبب هذا العالم بصنعه حين سكت عن جرائم صدام طويلا"
وفي رأى الأهرام (الذي ينشر بغير توقيع معبرا عن رأي الجريدة الأقرب لنظام الحكم بمصر) أتهم وزارة الداخلية العراقية بمحاولة تضليل الرأي العام بالإعلان عن بيانات غير صحيحة للإيحاء بأن الوضع في العراق يتحسن, وذلك بإبراز التناقض بين ما أعلنته الوزارة من كون عدد القتلى بالعراق خلال 2006يبلغ12 ألفا فقط في حين "كشفت إحصاءات سرية لوزارة الصحة العراقية عن أن أكثر من17 ألف مدني وشرطي عراقي قتلوا خلال النصف الثاني من العام الماضي"، واستشهد الأهرام بتحذير مجموعة الأزمات الدولية من "قيام مناطق أحادية المذهب في بغداد وتزايد الانقسامات بين السنة والشيعة بحيث يتحول دجلة إلي خط تماس واقعي بينهما" كما اتهم القيادات العراقية بـ"تجاهل هذه الحقيقة والدخول في معارك إعلامية وهمية".
وكتب د. مصطفي الفقي رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشعب والقيادي بالحزب الوطني الحاكم تحت عنوان "صدام.. من قمة السلطة إلي غرفة الإعدام مستعرضا في نقاط عشر ملاحظاته على تاريخ الرجل مبديا تخوفه من عواقب ما بعد الإعدام ومما سماه تزايد النفوذ الإيراني.
وفي الجمهورية(يومية حكومية تصدر عن دار التحرير) كتب زياد السحار "مستقبل العراق .. بعيداً عن "دراما" الطائفية والمصالح" معلقا على العنف اليومي بالبلاد "ما أسوأ هذه الدراما العبثية السوداء المفجعة الجارية علي أرض الرافدين..يرصدها البعض منذ ثورة العراق وسيطرة البعث وبسط النفوذ علي حساب الطوائف والعرقيات التي لاتفرز إلا محاولات الثأر والانتقام وتضرب أمن واستقرار البلاد وتجتاح أماني وأحلام الشعب" وهاجم السحار من يصورون صدام بالشهيد " لايزال البعض حتى بعد موته وماجره من خراب علي العراق وأهله يريد أن يصنع منه أسطورة وكأنهم لايريدون لهذه الدراما العبثية أن تضع نهاية لها"
أما الناقد د. سمير غريب فقد كتب بالأخبار(يومية حكومية تصدر عن دار أخبار اليوم) متذكرا مشاهداته بالعراق الذي زاره في مهام صحفية أوائل الثمانينات "بقدر ما أحببت البلد والناس ، بقدر ما كرهت النظام، كان من المعروف لنا كصحفيين أن غرف الفنادق مراقبة ..وأن مرافقينا أعضاء في حزب البعث ومندوبون عنه في مراقبتنا. وقد عاقبوا مرافقا لي بعد مغادرتي بسبب تعاطفه معي وتجاوزه للتعليمات المفروضة عليه في التعامل مع الوفود" ويستطرد غريب ليحكي كيف أنه احتار في ساعة ذهبية أهديت له وعليها صورة صدام، وانتهى بتركها بغرفته في الفندق "وفي هذه الحالة سيسلم عامل النظافة الساعة إلي إدارة الفندق فمن الصعب جدا أن يسرقها بسبب من الرقابة الصارمة. وإدارة الفندق ستسلمها بدورها إلي مسئول في حزب البعث. وسأبدو في نظرهم أنني نسيت الساعة . وتنتهي المشكلة !"
وفي الوفد (تصدر عن حزب الوفد الجديد الليبرالي، أقدم الجرائد المعارضة اليومية) وتحت عنوان "دليل الحاكم الحزين.. لمعرفة هل هو الحجاج أم صلاح الدين" كتب الباحث السياسي د. معتز بالله عبدالفتاح ساخراً "لقد أوهم صدام حسين العراقيين أنه »مبعوث العناية الإلهية« لإنقاذهم من محنهم، فحارب بهم إيران، وغزا لهم الكويت وقض مضاجع اليهود وأنهك الصليبيين و»انتصر« لكرامتهم في »أم المعارك«، فكان حقاً عليهم تأييده بنسبة مائة بالمائة في انتخابات مزورة كانت نسبة المشاركة فيها مائة بالمائة."
وكتب سعيد عبدالخالق عن تعامل الولايات المتحدة الأمريكية مع من وصفهم بعملائها من الحكام مثلما نتعامل مع السيجارة؛ فنحن "نحتضن السيجارة بأصابع اليدين، ونقبلها بالشفتين طالما فيها »نفس«.. وبعد الانتهاء منها »نفعصها« أو ندهسها بالحذاء!!. هكذا فعلت الولايات المتحدة مع رضا بهلوي شاه إيران الراحل، والرئيس الفلبيني السابق ماركوس وزوجته اميليدا، ونورييجا حاكم بنما.. كما احتضنت الرئيس الراحل صدام ، وقبلته بشفتيها.. وعندما انتهت منه، وأصبح غير صالح للاستخدام.. رفعته في حبل المشنقة حتى هوي في القاع.. قاع المقصلة!!. وأضاف "إننا لسنا من الباكين علي صدام حسين،.. ومن قتل يقتل ولو بعد حين" ملخصا مباديء السياسة الأمريكية" لا صداقة للأبد.. ولا عداء للأبد"
وفي حوار مع المخرج السينمائي خالد يوسف والذي كان أول أفلامه "العاصفة" الذي تناول حرب الخليج الثانية وتأثيرها على أسرة مصرية تجد ابنها الأول مجندا في القوات المصرية التي شاركت في تحرير الكويت في حين يضطر ابنها الثاني الذي يعمل بالعراق للانضمام للجيش العراقي، قال يوسف للوفد أن "صدام طبق فاشيته علي شعبه وبوش يطبقها علي باقي شعوب العالم"وأضاف أن "الأمريكان ارتكبوا غلطة درامية كبري لأن إعدامه بهذا الشكل في مثل هذا اليوم أعطاه تعاطفا كبيرا" واعتبر أن صدام حسين "يستحق السحل في كل شارع وحارة عربية ولكن إذا تم هذا السحل بأيدي عربية فسيكون هذا اليوم بمثابة يوم انتصار لنا ..لكن المشكلة أن هناك تناقضا فظيعا داخل كل واحد منا لأن من فعل هذا هو الاحتلال الأمريكي وفعله بشكل لا إنساني"
ونشرت جريدة الكرامة(أسبوعية تصدر عن الكرامة- حزب ناصري تحت التأسيس)ملفاً عن إعدام صدام الذي قال عنه رئيس الحزب حمدين صباحي "لقد عقد أنجح وأربح صفقة في تاريخه: دفع حياته واشترى شرف الشهادة و بكرامة الشهيد .. تحرر باستشهاده البطولي من صورة السيد الرئيس حفظه الله بكل طغيانها، ومن أخطاء رئيس الدولة وخطايا الجنرال العسكري ومكائد القائد الحزبي ومراوغات السياسي ..وقدم باستشهاده الأسطوري أنبل اعتذار لضحاياه وأعظم مدد لأنصاره وأوجع خوف لأعدائه ..ومدت أسطورة صدام زاداً جديداً لفكرة القومية العربية التي عاش الرجل فيها ولها واستشهد في سبيلها" كما نصح صباحي العرب بعدم الانسياق الانفعالي "لتكريس الهجوم على إيران بمفردات المجوس الصفويين البالية فأسطورة الشهيد صدام لا ينبغي أن تغذي اقتتالاً خاطئاً بين الأمة العربية وجارها الإيراني بل تغذي الحرب المقدسة ضد الاحتلال الأمريكي والصهيوني" كما كتب د. عبد الحميد الغزالي أستاذ الاقتصاد والقيادي بحركة الإخوان المسلمين المحظورة رسمياً والممثلةبـ88عضوا فيمجلس الشعب ( أربعمائة وأربعة وخمسين عضوا) تحت عنوان "إعدام رئيس في ظل احتلال إجرامي" مستعيدا مشهد الإعدام داعيا لاستلهام معانيه "علينا كأمة وفقاً لهويتنا أن ننبذ الخلافات السياسية والطائفية والمذهبية والعرقية وأن يعود حكامنا إلى رشدهم ويتخلوا عن استبدادهم ويتصالحوا مع شعوبهم حتى تستطيع الأمة أن تتصدى لهذه الهجمة الشرسة من أعدائها"
__نقلا عن
http://iraqegypt.blogspot.com/2007/01/blog-post_09.html
فيلم جديد لجثة صدام ..من المستفيد؟
Monday , January 08, 2007
get_a(300,250,"frame1");
NEW YORK — A graphic new video surfaced Monday on the Web appearing to show the body of Iraqi leader Saddam Hussein immediately after he was hanged a little more than a week ago.
The 27-second video, posted on Google, appears to show Saddam's body on a gurney, covered with a bloodied white shroud that is removed so the person videotaping — possibly with a cell phone camera — has a clear shot at his head and neck. A large and gaping wound is visible on the neck.
A video purporting to show the body of Saddam Hussein is posted on Google Video.
Warning: The content is extremely graphic and may be disturbing to some viewers.
الرجوع لرابط فوكس نيوز اعلاه لمن يرغب في مشاهدة المقطع الذي يحتوي مشاهد جثة ودماء
بث على الانترنت مساء اليوم فيديو جديدا يصور جثة الرئيس العراقي الراحل صدام حسين بعد إعدامه.
وبدا صدام في الفيلم الذي نشره موقع غوغل وهو ممدد على نقالة بينما تقترب الكاميرا منه وهو مغطى.
وعندما اقتربت الكاميرا منه تم ازاحة الغطاء عن وجهه الذي بدى عليه آثار دماء فضلا عن جرح غائر في رقبته قد يكون من أثار عملية الإعدام.
ويظهر الفيديو كذلك اصوات من كانوا حضورا بجانب الجثة وهم يحادثون بعضهم البعض وواحد منهم يقول "على السريع" فيما بدا انه طلب منه للشخص الذي قام بتصوير الفيديو بأن يقوم بهذا الأمر بسرعة.
وقد ظهر صوت أحدهم عاليا وهو ينادي آخر بقوله.. " يا ابو علي يا ابو علي .. انت بتتكفل بالموضوع" قبل أن تبدأ نبرة صوته في العلو بشكل بدا أنه ضيق بأن وقت التصوير قد طال".
ولا تتجاوز مدة الفيلم نصف دقيقة ويعد الثاني الذي يبث بشكل غير رسمي على الانترنت بعد الفيلم الذي صور بكاميرا هاتف محمول الأسبوع الماضي وصور عملية إعدام صدام التي شهدت استهزاء به من جانب من حضروا إعدامه وقيامهم بترديد شعارات طائفية.
وكانت الحكومة العراقية قد قالت إنها ستحقق في هذا الفيلم الذي اثار حفيظة السنة في داخل العراق وخارجه.
الأحد، 7 يناير 2007
صدام شهيداً..في تعريف القتيل والشهيد والضحية!
هالنا ما تناقلته بعض الأقلام من وصف لعدي وقصي صدام حسين بالشهيدين، في حين انبرى البعض بتقديم الأدلة على ذلك بالقول انهما «طالما قتلا بعد تبادل لإطلاق النار مع القوات الأمريكية فهذا وحده كاف لمسح تاريخهما» الأسود ـ إن وجد، على حد تحفظ البعض منهم على هذه الحقيقة، بل وتحويلهما إلى شهيدين. كما أن بعض وعاظ السلاطين دخلوا الساحة أيضا ليصبح لفظ الشهادة مثل صكوك الغفران التي كانت يحتكرها الكهنة في زمن مضى ولن يعود من تاريخ الباتريركية الكنسية المعيب. والمدهش أن بعض الأقلام التي تدعي اليسار اقتبست مصطلح الشهيد ـ بمفهومه الديني تحديدا ـ لتجميل تهويماتهم العقيمة. عجيب أن يلتف الجميع حول هدف واحد وهو تحويل القتلة إلى رموز وشهداء بينما يتباعدون عن نصرة الضحايا ويتقاعسون عن قول كلمة حق استشهد لأجلها الكثيرون.
يجب أن نتفهم أولاً بأنه ليس كل من مات في عهد صدام بالطلقة أو الحبل فهو شهيد، فاختلاف البعض مع نظام صدام حسين لم يكن بالضرورة اختلافا مبدئيا، بل إن السنوات الأولى من حكم البعث قد صاحبها تخلص تدريجي من أشخاص لا يقلون جرماً عن صدام نفسه، كل ما هنالك أن الوقت لم يتسع لهم ليواصلوا إجرامهم. وبنفس الدرجة وفي عقد التسعينات وبينما تحيط بالنظام الديكتاتوري عوامل عدة تشي باقترابه من النهاية، هرع البعض من أعوانه إلى الانقلاب عليه، ولكن اليد الضاربة له أتت على الكثيرين منهم ولقوا مصيرهم الحتمي، فهل هؤلاء أيضا شهداء؟ وهل البعثيين الذين قتلهم صدام لهذا السبب أو ذاك يعدون شهداء؟
وهل يعتبر ناظم كزار مثلا أو القيادة القطرية التي صفاها صدام عشية استلامه السلطة شهداء؟ تماما مثلما لا يمكن أن نصدق أن مشعان ووفيق ونزار وغيرهم أصبحوا حقا معارضة وطنية.
نتذكر كلنا عندما وقعت عدة محاولات لاغتيال عدي، وأشهرها تلك التي كادت أن تودي به في العام 1996، كانت الأرواح تتوق لنجاح مثل هذه العمليات، هل يتذكر أحدنا بنفس الدرجة من هم الفاعلون الحقيقيون لهذه العملية؟ ألم يكونوا مجموعة من الشباب ممن تسرب الوطن من بين أيديهم عنوةً ليلقى به تحت أقدام الابنين، ألم يكونوا عراقيين يأخذون بثأر ضحايا النظام؟ إن مئات وألوف الأشخاص قد ألقي القبض عليهم في أعقاب تلك العملية وكثيرون منهم قتلوا، هل هؤلاء مجرد قتلى بينما عدي وقصي شهداء لان محاولة قتلهم نجحت هذه المرة على يد آخرين غير عراقيين؟ هل يستكين الضحايا من العراقيين ممن ذهبت حياتهم عقب فشل محاولة اغتيال عدي لهذا الوصف؟
في دولة عربية وعندما سقطت طائرة تحمل معظم قادة الجيش، اضطرت الحكومة هناك لقطع الكهرباء عن بعض المناطق السكنية لأن قاطنيها أقاموا فرحاً ووزعوا «الشربات»; فقد كان من بين قتلى الطائرة أحد عتاة القهر في هذا البلد، إذن المواطنون المتضررون من النظام هم وحدهم الفيصل في من يوصف بالقتيل ومن لا يستحق الترحم عليه حتى لو مات أبشع ميتة، هل يترحم أحد على فرعون؟
البعض يعترض على نشر صور القتيلين عدي وقصي، حسنا كيف يمكن تصور عدم نشرهما؟ كم من الأقلام كانت ستخرج لتكذب موتهما حتى لو أثبتت التحاليل والقرائن أن الجثتين بالفعل لنفس الشخصين؟ لقد خرجت بالفعل أقلام تكذب الخبر وحتى بعد أن نشرت الصور انتظر هؤلاء خطبة صدام الأخيرة التي ينعى فيها ولديه ليصدقوا حقاً أنهما قتلا، هل ينبغي أن نذكر بمشهد رئيس المخابرات العراقية طاهر جليل حبوش وهو يعرض صوراً لجثة الفلسطيني «أبو نضال»، وكم التعليقات التي صدرت قبل عرض الصور وبعدها، لماذا لم يتحدث أحد وقتها عن حرمة عرض جثة قتيل؟ لا جدال في أن الحرب أمر قاسٍ ومشاهدة أهوالها أبسط ما فيها من قسوة، المواطن العربي القابع في منزله الهادئ في دول لم تصل ديكتاتوريتها لعشر ما كان عليه العراق من المفترض أن يستوعب أن ما حدث بالعراق كان أمرا خطيرا لم يتوقعه حتى الكثيرون من المعارضين لنظام صدام، الكل تصور أن تستمر الحرب شهورا وأن يتحول العراق مرة أخرى لبحر من دماء، القليلون روجوا لسقوط النظام وأعوانه نهائياً مع سقوط أول صاروخ وهو أيضا لم يحدث، حالة الاضطراب التي يعيشها العراق بعد التاسع من أبريل كانت تحتاج لمثل هذا الحدث، وعرض جثتي ولدي صدام كان محل ترحيب كثير من العراقيين، لأسباب متفاوتة، منها التيقن ومنها التدبر في مآل الطغاة، وبينها أسباب أخرى كالتشفي، العراقيون وحدهم يحكمون في هذا الأمر لأنهم أول المخاطبين بهذه المشاهد، أما المواطنون العرب الجالسون أمام التلفاز فمن حقهم أن يعترضوا على هذه المشاهد ـ التي اعترف أنها رهيبة ـ ومن حقهم أيضا أن يحاسبوا وسائل إعلامهم على تحري نقل هذه الصور وبالكثافة الشديدة التي بدت غير مبررة، كما أن من حقهم في النهاية أن يديروا القناة لأخرى، أو يعرضوا بوجوههم عنها طالما إعلامهم لا يحترم مشاعرهم.
إحدى المتحدثات العراقيات وفي أعقاب إلقاء القبض على واحدة من رموز النظام ـ هدى صالح مهدي عماش (عضو قيادة القطر لحزب البعث، مسؤولة مكتب الطلبة والشباب المركزي، أمينة سر المكتب المهني ورئيسة الجمعية العراقية لعلوم المختبرات الطبية)، كانت المتحدثة تبكي وتقول يجب أن ندافع عنها لأنها امرأة، وانها ضحية لأن النظام الأمريكي ـ اليميني ـ لا يريد امرأة من دول الجنوب في موقع متقدم علميا!! هذه للأسف عقلية البعض حتى من العراقيين المصنفين كمعارضة.
في الحقيقة إن هذا الخلط والتعاطف مع المجرم، لمجرد أنه سقط، غير مبرر لدى أشخاص تفترض فيهم درجة من الوعي والالتزام تجاه الوطن والضحايا الذين سقطوا أمام آلة الإرهاب الحكومي، لقد قام أمثال صدام وعماش بجرائمهم متجردين من كل انتماء إنساني فلماذا نطبق عليهم نحن معايير حاربوها هم بالأساس، لا ندعو لسحل بالشوارع وفرهود لكن التزام في القول والفعل تجاه الوطن.
البعض يحاجج بأنه «لقد اختار أبناء ذلك القائد العربي الشجاع الطريقة التي يموتون بها»، في الواقع هم أيضا كانوا كراما مع ضحاياهم حيث خيروهم أحيانا بين ميتة بشعة وأخرى أبشع، لكن للأمانة لم يُطبق ذلك الكرم وتلك الحرية مع الجميع!!! فقد ابتكر النظام من أدوات القتل والترهيب ما لم ينفع معه الاختيار، أو يصعبه لاعتبارات عملية فكيف كان سيختار آل حلبجة ميتتهم؟ وكيف سيختار من أجبروا على المشاركة في حروب الخليج الثلاث نهايتهم؟ ويبدو أن هؤلاء متأثرون باختيار النهايات الحزينة لغالب هلسا، لكن نهايات تليق بمجرمين ولا تجلب لأحد الحزن ولا التعاطف إلا من قبل من هم على شاكلتهم.
وهناك من قال «لقد وفى صدام بوعده وقدم ولديه فداء»، إنها لكارثة أن يخلط هؤلاء الدين بكل شيء، ويصبح صدام أفضل من النبي ابراهيم الذي لم يتمكن أن يقدم أحد ولديه فداءً، صدام قد يضحي بولديه فعلا لو ضمن السلطة، لقد تنازل الكثير من الساسة التسلطيين عن الحكم في بلدانهم رغبة في الحفاظ على حياة شعوبهم، تايلور ودي كليرك وفاروق ونجيب والقاضي محمد، إنهم أشخاص قد نتفق معهم أو نختلف لكنهم تنازلوا عن عروشهم (بل وأحيانا حياتهم) حقنا للدماء، لكن يبدو أن صدام كان حريصا على القضاء على شعبه بكل وسيلة ممكنة سواء وهو على قمة السلطة أو خارجها، وهو أمر لا يحتاج لدليل من عينة تصريحات ولده المقبور عدي عندما هدد أن يسلموا العراق دمارا لمن يليهم في الحكم، إنها النزعة السادية التي تحكمهم.
البعض الآخر يرى في طريقة مقتلهما سببا كافيا لاعتبارهما شهداء. حسنا، لا ندري هل كانوا أكثر رأفة مع ضحاياهم، القتل في معركة عادلة أرحم أم القتل على يد حيوان كاسر مثلاً؟ نذكر فقط أنه في 6 آذار 1963، استشهد سلام عادل في قصر النهاية ببغداد وقد «شوّه جسده ولم يعد من السهل التعرف عليه، فقد فقئت عيناه وكانت الدماء تنزف منهما ومن أذنيه ويتدلى اللحم من يديه المقطوعتين وكُسرت عظامه وقطعت بآلة جارحة عضلات ساقيه وأصابع يديه «هل يريد فقهاء السلاطين المزيد؟ لدي صورة لطفل من ضحايا حلبجة، ربما في الثالثة من عمره (أو هكذا بدا بعد أن امتصت جسده الغازات الكيماوية) يرتدي سترة زرقاء واسعة مهلهلة، مات مفتوح العين، لم أنظر لصورته كثيرا منذ حصلت عليها، فالصورة عابقة بذهني، وسأهديها دون بصقة أو لكمة لفقهاء الزمن الأغبر الذي يصبح فيه قصي وعدي شهيدين.
إن الذين قضوا في الأنفال وحلبجة مثالاً هم ضحايا، مثلما الذين ماتوا في عمليات الحادي عشر من سبتمبر (أيلول)، لقد استهدفوا في حياتهم لكونهم ينتمون لهذه القومية أو ذلك الدين أو حتى الوطن، والضحايا لهم علينا حقوق أبسطها إن لم نأخذ بثأرهم فلا يجب أبدا أن نضفي صفات التقديس على المجرمين بحقهم.
كان البعض يتخوف من أن يصبح صدام وبن لادن وغيرهما «أبطالا» إن هما قتلا على يد قوات أجنبية لكن أحدا لم يتصور أبداً أن يصل الأمر ببعض رجال الدين لحد وصفهم لعدي وقصي بالشهداء. إن الضمير الجمعي لبعض الأمم قد يضفي صفة البطولة على سارقين وقتلة لأنهم استطاعوا الوقوف في وجه عدو مشترك، أو لأن البعض يصورهم بهذا الشكل، لكن الشهادة أمر آخر تماما.
إن الحرب العراقية الإيرانية مثالاً لم تكن حربا عادلة، وأجبر الكثيرون على الاشتراك فيها، تماما مثلما حرب الخليج الثانية، لقد سقط بعض الجنود العراقيين القتلى في صحراء الجزيرة أو الكويت، وكان بعض الجنود المسلمين والعرب المشاركين في قوات التحالف حريصين على دفنهم بالطريقة الإسلامية والصلاة عليهم، لقد تعاملوا معهم قبل قليل على أنهم قوات معادية لكنهم حاولوا معهم أحيانا ليسلموا أنفسهم، وعندما يموت بعضهم فإن الصلاة واجبة عليهم لأنهم أيضا ضمن ضحايا صدام، فهو الدافع بجيشه لمنازلة جيوش أكثر من ثلاثين دولة، ولكن هناك الكثيرين ممن دفنوا في الخنادق أو فنت أجسادهم في الصحراء لم يجدوا للأسف من يصلي عليهم، إنها الحرب بكل مثالبها، لا يمكن الدفاع عنها، فكيف عندما تكون الحرب مفتعلة وكيف عندما يكون القرار مبيتا بإلقاء الآلاف من الجنود العراقيين العائدين من حرب ايران والساخطين على النظام في أتون غزو بلا مبرر وحرب جديدة ضد ثلاثين دولة.. هؤلاء أيضا ضحايا فلم يكن أمامهم سوى التقدم تجاه الموت فالتراجع معناه الموت أيضا، مأساوية تفوق كلاسيكيات اليونان القديمة.
النقاش يجرنا لمصلح آخر قد يخص المواطنين العراقيين (كذا غيرهم من دول اشتبك معها النظام في علاقات تتراوح بين العداء والتعاون)، وهم المضارون من حكم صدام، فالكثيرون من العراقيين ممن لم يكن لهم نشاط معارض لنظام الحكم أضيروا من إجراءاته القمعية وقوانينه العرفية مما أثر على تمتعهم بأبسط حقوق الإنسان كما وتراجعت أوضاعهم المعيشية، كما أن الكثيرين تأثروا تأثرا بالغا بحروبه غير المبررة خاصة حرب المدن في نهاية الثمانينات التي طالت العمق العراقي، كذلك ندرج تحت لفظة المضارين العديد من مواطني دول أخرى غير العراق، تدخل النظام البائد لصدام حسين لإفساد ما يتمتعون به من حقوق يسيرة، وتآمر على معارضين بالتنسيق مع حكوماتهم، كما لم يسلم بعض غير العراقيين من إجراءاته القمعية نهاية الثمانينات والتي أبسطها حرمانهم من مستحقاتهم المالية وصولا لإلقاء العشرات منهم في بيارات البترول مع صمت حكوماتهم لسبب أو لآخر على هذه الجرائم.
أما الشهداء بأبسط الصور، هم الذين قالوا كلمة حق في وجه حاكم ظالم، فدفعوا أرواحهم ثمن قولهم رأيا أو تعبيرهم فعلاً عن معارضة للنظم التسلطية وقوى القمع، الشهيد من مات دون ماله أو عرضه أو دينه، فكيف مات عدي وقصي، من أين حصلوا على أموالهم، وآخرها ما سرقوه من المصرف المركزي العراق، هل سقطوا حقاً في مواجهة؟ ألم يلقيا حتفهما بعد هروب لشهور؟ هل يذكر أحد أن عدي اشترك بالفعل في حرب ايران، لقد فعل، قاد طائرة وأطلق صواريخه التي أصابت مدفعية عراقية واصدر قائد عسكري الأمر بعقاب الطيار بأشد عقوبة ممكنة، فلم يكن يعلم أن الطيار هو عدي يستعرض غباءه ليظهر أمام العراقيين بمن يضحي بابنه من أجل المعركة، ألفين سلام للمعركة التي استمرت ثمانية سنوات، واعتقد أن محمد (صلى الله عليه وسلم) رسول المسلمين، لم يحارب ثماني سنوات بمكة، وأنه آثر الهجرة باتباعه عندما وجد أن حياتهم تتعرض لمخاطر متصلة لم يكن الموت في المرتبة الأولى منها. ثم هل يتساوى الشهيد باقر الصدر مع المقبور حسين كامل، هل نضع سلام عادل وفهد مع قصي وعدي؟ هل نضع السيد باقر الصدر والسيدة نور الهدى مع قصي وعدي في سلة واحدة؟ هل تتساوى جمانة الضحية الآشورية مع المعتدي على إنسانيتها ومغتصبها والمخطط لقتلها؟
عراقيو المهجر تابعوا إعدام صدام عبر شاشات الكومبيوتر. شكرا للبالتوك!
منذ نهاية السبعينات بدأ بوضوح الرحيل العراقي غرباً طلباً للجؤ لأسباب سياسية ليزداد عبر الثمانينات بالأخص في الدول الأوربية، ثم في فترة الحصار بعد غزو الكويت أضيفت أسباب اقتصادية للهجرة ليصل العدد لنحو 4 ملايين حسب مصادر الأمم المتحدة يعيش غالبهم في غرب أوربا والأمريكتين واستراليا، ومع الطفرة التكنولوجية أصبحت برامج المحادثة الفورية عبر غرف تضم عددا من المستخدمين في آن واحد ملاذا للبعض عراقيي الخارج ممن يفتقدون الوطن أوالصحبة، ومنذ العام 2000 تقريبا نشطت الغرف العراقية للمحادثة عبر برنامج البالتوك PALTALK وأصبحت بمثابة مقهى يومي توزع فيه السياسة بديلا عن الشاي يرتاده الكثيرون عقب انتهاء أعمالهم وربما منذ الاستيقاظ لهؤلاء الذين لا يرتبطون بدوام، يتمكن الموجودون من الحوار إما عبر المايكروفون- اللاقط أو عبر الكتابة التي تظهر على الشاشة، قبيل الحرب الأخيرة على العراق 2003 أصبحت معظم الغرف العراقية مسرحا للجدل حول التدخل الدولي لإسقاط صدام، وأثناء الحرب كانت بعض الغرف ملاذا لمن يريد الأمان النفسي بينما أهله بالداخل تحت قصف نيران الديموقراطية الأمريكية، ومؤخراً زاد للغاية معدل استضافة رموز سياسية ودينية خاصة قبيل الانتخابات العامة بالعراق التي أصبح يسمح فيها لعراقيي الخارج بالتصويت.
في 26 ديسمبر الماضي تصادق محكمة التمييز على حكم الإعدام الصادر بحق صدام وأخيه غير الشقيق برزان التكريتي ومساعده عواد البندر، كان هذا الموضوع وحده المهيمن على حوارات الغرف العراقية، وفور تسريبات صحافية بأن حكم الإعدام سينفذ في الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين قبل أن يصيح النهار، يهرع كثير من عراقيي الخارج لمقاهيهم الاليكترونية حيث يتعذر في ليل شتاء بارد كالثلاثين من ديسمبر الخروج لمتابعة الحدث بين عراقيين قد يبعد الواحد عن الآخر في دولة واحدة آلاف الأميال.
أبو ملك** المقيم بإحدى الولايات الأمريكية يعلن في غرفة "البرلمان العراقي" وغالب روادها من الشيعة والأكراد الذين يجيدون العربية، أنه لو تم الإعدام فعلاً فسوف يتوجه وأسرته لواشنطون دي سي وتحديداً للبيت الأبيض وذلك في أول Weekend - إجازة بعد تنفيذ الحكم، وأنه سيحمل طعاما وعصائر ليوزعها على المارة و سيرفع لافتة شكر لأمريكا، تتوالى التعليقات بين راغب في ترتيب الأمر معه، وآخر يعترض على شكر أمريكا التي دعمت صدام حتى عام 90، وثالث يسأل عن إجراءات تصريح إقامة مثل هذا الاحتفال بحدائق البيت الأبيض، أحد المتداخلين يذكر أسماء من قتلوا على يد النظام السابق ومتداخل آخر يناقش جدوى الإعدام بينما احتمال الانتقام من قبل بقايا مؤيدي صدام وارد كون الحكومة الحالية لم تنجح في بسط نفوذها أمنياً ..رد هجومي من متحدث آخر لا يفند منطقا بقدر ما يقفز للهجوم الشخصي، في الوقت المناسب دائماً ماتتدخل الفتاة صاحبة الاسم "شجرة التمر" مسئولة الحوار بالغرفة لمنع السباب أوالتسقيط في الحوار، في غرفة أخرى للأكراد الفيلية يتم تبادل التهاني مسبقاً مع إذاعة بعض الأغاني، تعليق مكتوب يعتبر صدام بطلا يجعل إحدى الحاضرات تنتحب على الملأ وتبكي شقيقيها "الذين أعدما ضمن آلاف في حملة التهجير القسري للفيلية نهاية السبعينات و بداية الثمانينات" .. في غرفة "مجلس النواب" الحديثة نسبياً والتي عادة ما تستضيف ممثلين بالبرلمان غالبهم عن الائتلاف الشيعي الموحد، حفلة أخرى ويطلب من الحاضرين إظهار رأيهم عبر الكتابة على الشاشة التي تمتليء بعبارات الفرحة وآيات القرآن وصور الورود والأكف المرفوعة للتحية، بينما الأهازيج الشعبية و الأدعية الدينية تدور صادحةً، بين الحين والآخر يطمئن أحد الحضور أنه اتصل بذويه بمحافظة ما لكن القلق ساد الغرفة لفترة كون الاتصالات ببغداد انقطعت، لتبدأ السيناريوهات حول ردود الفعل المحتملة للإعدام، لكن احدهم يطمئنهم أن قطع الهاتف عن العاصمة مقصود من الحكومة وليس عملا مدبرا، يصدقون التفسير ويعودون لاستباق الإعدام بينما يطلب أحدهم المايكروفون كل فترة لنقل خبر يتعلق مثلا بخروج صدام من غرفته أو نفي انتقاله من يد القوات الأمريكية للعراقية.
في غرفة "الديوان العراقي" والتي تعلن عن نفسها بأنها علمانية ليبرالية وتحظي بتواجد كبير من اشوريي أمريكا، وكانت من أنشط الغرف قبيل الحرب متأخرة عن البرلمان، وتأثر كثير من روادها بأطروحات الدكتور أحمد الجلبي زعيم المؤتمر الوطني العراقي، أصبح الآن الدكتور أياد علاوي زعيم الوفاق هو الشخصية المفضلة لغالب مديري الغرفة وروادها، في الأشهر الأخيرة تحظى الديوان بالعدد الأكبر من الرواد بالأخص من أمريكا، و في اليوم السابق لتنفيذ الحكم كان الحوار بالغرفة يغلب عليه الرفض كون إعدام صدام وحسب المتداخلين سيثبت أقدام الطائفية بالعراق حيث يرى سامر مثلا "أن الأحزاب الشيعية ستقدمه باعتباره إنجازا خاصا بها وسيدعم ذلك ما يعتبره التنكيل بالسنة والمبالغة في إظهار مظلومية الشيعة وسطوة رجال الدين وإيران" وقبل نصف نهار من موعد تنفيذ الحكم يزداد الاهتمام بنقل أي تفصيلة دقيقة عن مسار عملية الإعدام من الوكالات والفضائيات أكثر من الاهتمام بالإعلان عن موقف من تنفيذ الحكم الذي أصبح ساعتها في حكم الواقع.
شيوعيون ولكن!
وبينما كان رواد غرفة البيت العراقي العشرين مكتفين بعددهم المحدود، واصلوا كما كل مساء مناقشاتهم حول العوامل الاقتصادية والاجتماعية التي تحكم مسار الأحداث السياسية وهو برأيهم المنطق القادر على تفسير كل شيء بما فيه الحدث القادم بعد ساعات، مع إشارات لتداخل المحلي والعالمي، مطبقين ذلك على تحولات علاقة أمريكا بصدام في4 عقود حتى إيصاله للمنصة الحمراء بعد السجادة الحمراء!، وفي هذا اليوم يزورهم كما اعتاد كل فترة شادي العضو الدائم في الديوان المعروف بمشاغباته للإسلاميين والشيوعيين، ويطرح رأيه المعارض للإعدام فيختلفون معه أيضا وينفرد أحدهم بالمايكروفون ليقول أنه أيضا ضد الإعدام ولكن لأسباب أخرى متعلقة بالموقف من أمريكا "الإمبريالية"، أما غرفة الأنصار التي ترتبط بصورة ما بالحزب الشيوعي العراقي وتسمى "ينابيع العراق"وهي من الغرف القليلة التي لا تكتب عنوانها باللفظة الإنجليزية لكلمة العراق Iraq مما يقلل من روادها، لكن في هذا اليوم وصل روادها لنحو السبعين، حيث كان لديها مسبقا برنامجا غنائياً معلن عنها قبل أكثر من أسبوع، وهو ما أعطى فرصة أكثر للمتداخلين للإعراب عن مشاعرهم عبر الكلمات و الأغاني، وان كان الحوار لم يخل من توقع تصاعد العنف عقب تنفيذ الحكم.
يظهر قادر الذي لم يدخل غرفة عراقية منذ شهور لكنه عاد قبل الإعدام بساعات حتى يجد من يشاركه اللحظة! يدخل بغرفة الديوان بينما كانت غرفة البرلمان محطته الرئيسية قبل سنوات، كان قادر قد عاد للعراق عقب الحرب بشهر تقريبا، انتظم في مشاريع خدمية وتنموية بعضها مع أحزاب ومؤسسات ترفع شعار التقدمية لكنه فجأة وحسب ما يقوله في لحظات انتظار خبر الإعدام "اكتشفت أن الفساد وصل للنفس البشرية أيضا"، وعندما أخذ المايكروفون ويحكي ويسلم على من يتذكره تتوالى على الشاشة التعبيرات العراقية " هاي وين جنت... " مع بعض الشتائم لابتعاده عنهم والتي تفهم بمعناها المجازي لا الحرفي في الثقافة العراقية، فيشيع في الغرفة بعض المرح ما يلبث أن يزول مع متحدث آخر حول الإعدام الذي اقترب تماماً.
كعراقيين حتى لو اختلفنا - وحتما سيحدث- يجب أن نختلف لأسباب مختلفة كل عن الآخر!!
رافضو الحكم انقسموا إذن حول أسباب رفضهم وطالبو التعجيل بالحكم أيضاً انقسموا حول الطريقة الأفضل للتنفيذ لكن قطعاً أحدا لم يساعده خياله لتصور ما تناقلته فيما بعد المواقع الاليكترونية من حوار بين صدام ومن شهدوا الإعدام، وانقسموا أيضا في طريقة تعبيرهم ، فالمرحبين بالإعدام طالبوا بالغناء وأرسلوا عبر الشاشة صورا مبهجة بينما طالب فريق آخر بالقران، والرافضون ممن يرفضون صدام أيضا والحكم الجديد لم يسوغ لهم كثير أ تشغيل بعض أغاني مثل فوت بيها وع الزند خليها، وحتى الشتائم تراوحت بين سب الشخص المعارض للحكم والمؤيد إلى سب كل ما يمت له بصلة، وكان لصدام نصيب من الشتائم أوعبارات التقديس بين الحين و الآخر.
تتوالى الأخبار أن الحكم سينفذ قبل السادسة صباحا بتوقيت بغداد،تسجل غرفتان أعلى معدلات الحضور(250) يصبح دخول الغرفة بعدها قاصرا على المشتركين في خدمات إضافية مدفوعة للشركة الراعية لبرنامج المحادثة، الغرفتان هما الديوان وصوت الحق(والأخيرة روادها من العرب أيضا مهتمون بمتابعة أخبار العراق تحديداً أخبار العمليات العسكرية فيه ضد القوات الأجنبية والحكومة الحالية) وتقترب غرفة مجلس النواب من الديوان لكن كون غالب روادها من أوربا وبسبب فارق التوقيت فإن الصعود لم يستمر كثيرا، يزدادا عدد الغرف العراقية الموجودة في لحظة واحدة إلى 45 قبل الإعدام ب3 ساعات، بعض الغرف غير الدائمة تترك لأول مرة أبوابها مشرعة طوال الليل، تنشط الغرف المضادة للحكم، غرف المقاومة وغرف أخرى دينية ومذهبية بالأساس، سياسية لبعض الوقت، تقلب المعادلة ليصبح محور الحديث " الإعدام" مع قدر لا بأس به من الكيل على أساس طائفي كلُّ ضد الآخر.
في الديوان يقوم نايس وهو من أقدم مديري الغرفة بالتنقل بين المحطات الفضائية مع تثبيت كاميرا الويب الخاصة به على شاشة التلفزيون أمامه، تتوالى التعليقات، يقول أحد الحضور أن صدام أعدم بالفعل منذ منتصف الليل، شجارات سريعة بسبب عدم الإحالة لمصدر لهذا الخبر، خبر هروب صدام يظهر كنوع من السخرية لكن هذا لا يمنع أحد المتاداخلين من تاكيده أن ذلك ممكنا مثلما هرب ابن شقيق صدام قبل أقل من شهر من سجنه بالموصل ومثلما تم تهريب المحكوم أيهم السامرائي وزير الكهرباء السابق من بغداد، يغير بعض الرواد أسماءهم المستعارة بأخرى مناسبة لموقفهم من الإعدام، رغم تكلفة ذلك في بعض الدول حيث لم يعد بعض خدمات البرنامج مجانية، الأسماء يختار احدهم لنفسه أسماء من قبيل صدام بطل وصدام شهيد، أبو عدي، وتختار إحداهن اسما لم تكن تدخل به كثيرا هو "سودة ومصخّمة" ربما معبرا بصورة ما عن شعورها في اللحظات الأخيرة قبل الإعدام، وإن كانت ستعود لاحقا بعد الإعدام لاستخدام اسمها الحقيقي وهو أمر نادر بالنسبة للفتيات العراقيات من مرتادي مثل هذه المنتديات الاليكترونية.
مع اقتراب ساعة الصفر ترتفع عدد الغرف التي تحمل اسم العراق أو صدام بالانترنت لتصل بعد الرابعة فجراً بتوقيت بغداد إلى45 غرفة، الطريف أن بعض الغرف العربية وحتى الأجنبية الخاصة بالتعارف وتكوين صداقات جديدة اختارت إن تضيف لاسمها اسم صدام لتحظى بعدد من الجمهور المتوافد، مثل غرفة viva saddam حيث أعقب اسم صدام أسماء بقية الدول العربية.. ففي لحظتها كان اسمه وحده كافياً لجذب الكثيرين ليتابعوا مع أكبر عدد ممكن من الحضور - متعاطفين معه أو ساخطين عليه- اللحظات الأخيرة في حياة الرجل.
_____*نشر محرراً في أصوات العراق.
** الأسماء المشار لها بالنص غير حقيقية
الجمعة، 5 يناير 2007
مظاهرة و صلاة غائب لصدام بجامع الأزهر
القاهرة-المرصد الاعلامي العراقي
وقال محمد السخاوي أمين التنظيم بالحزب أن"أمريكا أرادت إذلال العرب بعرض مشاهد لاغتيال صدام لكن ما حدث كان العكس حيث ازدادت عمليات المقاومة" واعتبر أنهم في عرس وليس عزاء باعتبار أن الرجل ذهب شهيدا، وهو المعنى الذي ذهب له عادل عبدالمنعم رئيس تحرير موقع جريدة الشعب الاليكترونية السابق الذي أضاف " أن هناك تواطأ من حكومة بغداد التي وصفها بالطائفية كما تحدث الكاتب أبو المعالي فائق عن استمرار التظاهر بالعواصم العربية والإسلامية معتبرا أن هذه مجرد بداية، محملاً على موقف الحكام العرب والمسلمين الذي وصفه بالمتخاذل والمهين.
ويقول ضياء الصاوي أحد الشباب المشاركين " أمريكا توجه لنا رسالة لإذلال المسلمين خاصة في توقيت الإعدام و نحن أيضا اليوم نوجه لها رسالة"
ورفع المصلون صفحات الجرائد التي تناولت الاعدام، وخرجت هتافات أهمها " حط ايد على ايد صدام حسين مات شهيد "و "ويا أمريكا انتي فين كلنا صدام حسين"
وجاء في بيان حزب العمل أن" المحتل الأجنبي والحكومات العميلة الموالية له ليس من حقهم محاسبة أو محاكمة أسرى الحرب أو حكام الشعوب المحتلة فهذا منافي للشرعية الدولية كما أنه حق للشعوب عندما تتخلص من نير الاحتلال وبالتالي فإن شعب العراق الأبي لن يغفر للمحتل ولن يتسامح إزاء هذه الجريمة الشنعاء" واعتبر البيان أن ماحدث هو "اغتيال صدام وجريمة حرب ستوجب محاكمة كل من شارك فيها أمام محكمة دولية لجرائم الحرب وفقاً للمواثيق الدولية " داعيا لمواصلة المقاومة.
مصدر الخبر: