Pages

السبت، 9 يناير 2010

عن واقعة اختفاء السوداني ادم حولي في القاهرة

عن/  مركز دراسات السودان المعاصر
 مضى عشر أيام  على اختفاء السوداني  ادم يحي عبد الله المعروف باسم ادم  حولي في القاهرة من صباح الخميس 31 ديسمبر الماضي ؛ حيث اقتادته سلطات الأمن المصرية إلى مكان مجهول ؛ ولم تتمكن أسرته العثور عليه أو التعرف على مكانه؛ وكانت قوة أمنية مصرية  مسلحة يضع بعض أفرادها لثم على وجوهم اقتحموا مسكن السوداني  بحي اللواء بالجيزة واقتادوه من  بين عائلته المكونة من زوجة وطفلين ووالدهم  المريض على حد تعبير  أسرته إلى المجهول وراء أسباب مجهولة.  

تفاصيل جديدة تحصل عليها قسم الرصد الصحفي بمركز السودان المعاصر حول نشاط حولي؛ و آخر نشاطه ؛   بشهادة أصدقائه كان مهتم بحالة   الأسر السودانية التي هاجر أو تسلل  ذويها إلى دولة إسرائيل بسبب عوامل معيشية أو مضايقات أمنية ؛ وبحسب تقارير قسم الدراسات بمركز السودان فان مجموعات من السودانيين اللاجئين  ضمن جنسيات أفريقية أخرى تتسلل باستمرار  إلى دولة إسرائيل بمساعدة مصريين  نافذين؛ و تترك عائلات اللاجئين دون معول مما يحتم على الأصدقاء والأقارب للاهتمام بهم .

كان ادم حولي ممثلا لاتحاده يعمل في مساعدة تلك الأسر اللاجئة الغائب عنها  معيليها  بما يشمل تعليم أبنائها ومواجهة إشكاليات السكن والمعيشة ؛ و لربما يشمل ذلك  اتصالات بسودانيين  في إسرائيل  ضمنها استلام تحويلات مالية من بعض معيلي الأسر أو أعضاء صندوق العون الخاص باتحاد العام لأبناء دارفور بالقاهرة ؛  وذلك نابع من موقع مسئوليته في اتحاده العالمي لأبناء التامة العالمي . وهي حالة مشابهة لمجموعات سودانية كثيرة  بالقاهرة . وتحصل قسم الرصد على أن  آخر نشاط له كان يعد لفصل دراسي جديد لتعليم الكمبيوتر بدار اتحاد التامة العالمي للاجئين ضمن اهتمامات إنسانية أخرى .  
فلربما اشتبهت السلطات الأمنية حول نشاطه ؛ ومن المتوقع ذلك ؛ لكن السودانيون يرون انه في حالة توفر أدلة لدى السلطات المصرية حول نشاط مخالف للقانون ضد  أي شخص فان القبض عليه يكون بطلب من النيابة العامة ؛ اللهم إلا أن يكن هناك اعتبارات أخرى لدى السلطات لجنسية المقتاد للحبس وعرقه.   

 تنضم أسرة ادم حولي إلى قائمة العائلات السودانية المعتقل  معيليها بالقاهرة في وضعها الإنساني الحرج ؛  وبحسب تقارير قسم الدراسات التابع لمركز السودان  حول الحالة المعيشية  لتلك العائلات ؛ كانت تعتمد على الدخل المكتسب ممن يعملون في الأسواق كباعة جوالة أو  يخدمون  في منازل العائلات المصرية للمعليين ؛ كان ذلك  دخل يساعدها في تغطية  احتياجات عائلاتها اليومية . اليوم تواجه هذه العائلات ظروفا معيشية غاية في الصعوبة لا شك إنها في حاجة إلى مساعدة .
  أسرة السيد ادم حولي  تضيف إلى وضعها المعيشي الحرج بغياب معيلها والقلق على حياته وصحته مرض والدهم  الذي يحتاج إلى عناية طبية ودواء  بعد أن أجريت له عملية جراحية مؤخرا .

 و إذ ينشر هذه التفاصيل بعد  مرور أسبوع على اقتياده بطريقة غير قانونية وغير إنسانية و دون معرفة مكان اعتقاله   باسم الضمير الإنساني  يبلغ قسم الرصد  بمركز السودان   العالم إعراب أسرته  عن عميق قلقها على  حياة السيد  ادم حولي ؛ لن يكون من الممكن  التكهن بما سيحدث له ؛ وتحمل الجهات الأمنية المصرية ما سيحدث له ؛ وتطالب الجهات الحقوقية في داخل مصر وخارجها مساعدتها في العثور عليه . وقلق هذه الأسرة نابع من عدم قانونية  أو إنسانية  الطريقة التي تم اقتياده بها ؛ الأمر الذي يجعلها فعليا تعتقد أن كل ما هو محتمل من مكروه قد يحدث له . ولذلك تشدد في مناشدتها  منظمات حقوق الإنسان المحلية والدولية .

والسودانيون بالقاهرة  إذ يحملون السلطات الأمنية في مصر مسئولية اختفاء السودان ادم حولي وما سيحدث لأسرته من بعده ؛ يعلنون  إنها أيضا ستتحمل مسئولية السجناء و ما سيحل بكل العائلات السودانية التي غيبت السجون المصرية أفراد منها   .  

ينبه قسم الرصد الصحفي الجهات ذات  الضمير الحي في مصر وخارجها إلى مستوى القلق الكبير الذي  يجتاح المجموعات السودانية اللاجئة في القاهرة على تعرضهم  لما تعرض له السيد كل من السيد ادم حولي  و السيد إسحاق فضل ومحمد ادم الملقب بوردي الأعضاء النشطاء من المجموعات الدارفورية في القاهرة الذين اعتقلوا جميعا من قبل السلطات الأمنية المصرية دون الاعتراف بحقهم المدني وكرامتهم الإنسانية وحرمة عائلاتهم .وتنضم العائلات إلى عائلة حولي في مناشدة المنظمات الحقوقية من اجل مساعدة أفرادها في السجون.

هذه العمليات وعمليات أخرى منذ حادثة ميدان المهندسين في حق لاجئين سودانيين بالقاهرة ينبهنا باستمرار إلى ما يهدد حياة و كرامة الإنسان السوداني على الدوام في ظل غياب القانون  وحقوق الإنسان  عن وعي رجل الدولة في  بلاده الأصلي  ؛و إن اضطر السوداني لمغادرة وطنه  فلن يكون في مقدوره حفظ حياته وصون كرامته في ارض أخرى تحت عناوين  الثقافة المشتركة  أو الجوار أو الدين أو صلة لنيل . وعلي أي حال فان الدعوة والتنبيه إلى الالتزام الجمعي بمنظومة القيم الإنسانية كونه عصب  المجتمعات  البشرية المتحضرة يشجع  العقل الوطني والضمير الإنساني  في أي بلد إلى   رعاية  وشائج  السلام  والوصال بين  أجيال المستقبل حين تتولد  دول ديمقراطية تحترم حقوق الإنسان  .


عن/  مركز دراسات السودان المعاصر
قسم الرصد الصحفي