Pages

الأربعاء، 20 يناير 2010

رسالة الي دكتور نظيف انقذوا معهد السرطان

يا دكتور نظيف يا من شاهدت كم الألم الذى يغتال مريض السرطان فى رحلة مرض زوجتك الراحلة، اجلس مع وزيرى الصحة والتعليم العالى واصدر أوامرك وفرماناتك بنقل معهد السرطان لمستشفى هرمل مؤقتاً كحل عاجل، ودعك من حلول القطامية والتجمع الخامس وسياسة الكومباوند التى تحكم عقلية مسؤولينا العظام المبجلين، انقذ مرضى السرطان من لغة الآى آى التى كتب عنها يوسف إدريس، فلغة الآى آى لا يرد عليها بلغة الباى باى!


مبارك ضمن مشيعي جثمان حرم رئيس مجلس الوزراء الدكتور أحمد نظيف التي توفت جراء مرض السرطان

معهد السرطان ولغة الآى آى والباى باى
بقلم خالد منتصر ٢٠/ ١/ ٢٠١٠
انهيار معهد السرطان مأساة وكارثة قومية تتعامل معها الدولة بكل برود وكأنها تتعامل مع مشكلة اختفاء السيمون فيميه والفواجرا (شىء مختلف عن الفياجرا وينتمى لطائفة كبد الأوز)، عشرون ألف مريض سرطان يترددون على أكبر صرح علمى فى مصر سيصبحون فى الشارع فى لحظة، والكارثة أن ما ينهار هو المعهد الجديد المبنى منذ أقل من ٢٠ سنة، تحملنا منظومة الفساد فى كل شىء، وتحملنا أن ينخر السوس والسرطان فى الجسد الإدارى للدولة، ولكن أن يصل السرطان إلى معهد السرطان فهذا إعلان وفاة رسمى لهذا البلد المنكوب.

المبنى القديم الذى بنى فى نهاية الستينيات يعمل بربع كفاءته، ولا يستطيع الجراحون إجراء العمليات فيه، وما أدراك ما جراحات السرطان وما تحتاجه ؟!، والمبنى الجديد الذى يضم ٤٠٠ حجرة موزعة على ثلاثة عشر طابقاً وست حجرات عمليات ومدرسة تمريض ومعامل وأشعات ووحدة زرع نخاع وقسم إخصائى.. إلخ،

هذا المعهد ودع الحياة وتشقق وزحفت عليه شروخ الإهمال ودفنت دوسيهات وملفات ٤٠ سنة فى البوفيه!! ونحن مكتوفى الأيدى، والغلابة الذين يزحفون من أقاصى النجوع والكفور لا يحملون معهم سوى أنات مرض وبصيص أمل وحلم مجهض فى زمن يبخل عليهم بكل شىء إلا الألم، هؤلاء مطرودون مهانون مذلون ينتظرون ختم النسر واجتماعات المسؤولين ومناقشات وجدل بيزنطة فى الحجرات المكيفة،

هناك من يقترح مستشفى وزارة الإسكان فى القطامية كبديل وهو المكان الذى لا يعرفه إلا أصحاب القطامية هايتس ومنتجعات الجولف، ومطلوب من فلاح كفر النسيان أن يذهب إلى القطامية لعلاج سرطانه!، وهناك من يقترح مستشفى الطلبة محدود الإمكانيات كبديل وكأننا نبحث عن توك توك لتوصيل كتيبة أمن مركزى!

الروتين الملعون هو الذى يقف أمام الحل العاجل للمشكلة، فبناء المعهد الجديد سيستغرق على الأقل خمس سنوات، وكانت هناك أوامر صارمة من حرم رئيس الجمهورية عند زيارتها للمعهد باستخدام مستشفى هرمل التابع لوزارة الصحة والذى على بعد خطوات من المعهد، مستشفى خالٍ قريب بمساحة واسعة، وجامعة القاهرة مستعدة لتجهيزه وهناك أمر رسمى ودعم من السيدة سوزان مبارك،

ولكن وزارة الصحة تمارس العناد وترفض تسليم المستشفى لمعهد السرطان لكى يحل مشكلته ولكى يعالج الكارثة، الوزارة خائفة من سرقة الجامعة للبرستيج، الوزارة تخشى من تلميع وزارة التعليم العالى على حسابها، وزارة الصحة تريد التكويش وطظ فى المرضى وطظ فى المعهد، الوزارة ترفع شعار «يخلوها بعيد عننا»، وكأننا نعيش فى جزر منعزلة ونتعامل مع مواطن تبع الصحة سوبر ومواطن وارد الجامعة عادة!

حرام عليكم انقذوا معهد السرطان من الانهيار، يا دكتور نظيف يا من شاهدت كم الألم الذى يغتال مريض السرطان فى رحلة مرض زوجتك الراحلة، اجلس مع وزيرى الصحة والتعليم العالى واصدر أوامرك وفرماناتك بنقل معهد السرطان لمستشفى هرمل مؤقتاً كحل عاجل، ودعك من حلول القطامية والتجمع الخامس وسياسة الكومباوند التى تحكم عقلية مسؤولينا العظام المبجلين، انقذ مرضى السرطان من لغة الآى آى التى كتب عنها يوسف إدريس، فلغة الآى آى لا يرد عليها بلغة الباى باى!